تقرير: صهر ترامب جاريد كوشنر غارق في الديون وبحث عن "الكاش" في كل مكان
تقرير: صهر ترامب جاريد كوشنر غارق في الديون وبحث عن "الكاش" في كل مكانتقرير: صهر ترامب جاريد كوشنر غارق في الديون وبحث عن "الكاش" في كل مكان

تقرير: صهر ترامب جاريد كوشنر غارق في الديون وبحث عن "الكاش" في كل مكان

أظهر تحقيق استقصائي أجرته وكالة "بلومبيرغ" الاقتصادية الأمريكية، أن جاريد كوشنر، صهر ومستشار الرئيس دونالد ترامب، غارق في الديون التي  يستحق سدادها خلال 18 شهراً، وأن مديونية شركة كوشنر البالغة مئات الملايين من الدولارات بسبب المبنى 666 الواقع في الجادة الخامسة من نيويورك، جعلته يطرق أبواباً سياسية تخالط بعضها شبهات تخضع لتحقيق فيدرالي  يمكن أن يهدد  ليس فقط مستقبل كوشنر وإنما أيضاً مستقبل ترامب نفسه.

استقصاء شبهات تضارب المصالح

 "بلومبيرغ"  في هذا التقرير الإخباري استقصت  آلاف الوثائق، كما قالت، واستمعت  للعشرات من  الذين تحدثوا  بأسمائهم أو  طلبوا حجبها  خشية تعرضهم للانتقام، ووصلت إلى قناعات  بأن هناك  ما يمكن للجنة التحقيق الفيدرالية، التي استمعت  مرتين لكوشنر، أن تتقصاه  باستفاضة أكبر، وتحديدا في  شبهات خلط الأعمال التجارية مع  الوظيفة الرسمية.

وقد وثّقت  "بلومبيرغ"  مجموعة ملاحظات ملفتة، فقبل بدء صعود ترامب إلى الرئاسة، كان كوشنر  قد فشل في  استقطاب  ممولين جدد لإنقاذ الشركة العقارية من الإفلاس المحتمل والحجز عليها وعلى غيرها من  أصول عائلة كوشنر.

وعلى مدى العامين الماضيين، سعى الرؤساء التنفيذيون وأعضاء الأسرة وراء الاستثمارات الأجنبية الكبيرة من أماكن لم يتم الكشف عنها سابقا: صندوق الثروة السيادية لكوريا الجنوبية وأثرياء فرنسا، المصارف الإسرائيلية وشركات التأمين، ومحادثات استكشافية مع مطور سعودي، وفقا للمسؤولين التنفيذيين السابقين والحاليين. هذا بالإضافة إلى محاولات سابقة لجمع الأموال من الصين وقطر.

ولكن بعد ترشح ترامب للرئاسة، جاءت مليارات الدولارات من آسيا والشرق الأوسط لتكون قيد المناقشة، وهذا تسبب بالكثير من القلق بأن يكون كوشنر يستخدم – أو ربما استخدم بالفعل– منصبه الرسمي لدعم شركاته العائلية.

 استقصاء حقيقة ما بحثه كوشنر مع الروس

ومنذ  تنصيب دونالد ترامب  رئيساً  في كانون الثاني/يناير الماضي، توقفت شركة صهره كوشنر  عن الدخول في علاقات تجارية مع الكيانات ذات السيادة، لكن  المحققين الفيدراليين  الذين  يبحثون في الموارد المالية والتعاملات التجارية لـكوشنر، إلى جانب شركاء آخرين لترامب، يحققون في التواطؤ المحتمل بين الكرملين وحملة ترامب الانتخابية و يرغبون  في معرفة ما إذا كان تمويل البرج  جاء في اجتماع بعد الانتخابات بين كوشنر ورئيس بنك التنمية الذي تسيطر عليه الدولة في روسيا.

قصة أزمة كوشنر المالية

مرت أوقات كانت فيها عائلة  كوشنر من أكبر الملاك في الساحل الشرقي للولايات المتحدة، وهي عائلة  يهودية هجرت أوروبا بعد ما سمي  بالهولوكست.

وبعد وقت قصير  أصبح تشارلي كوشنر ( والد جاريد) رجلاً بارزاً في السياسة الديمقراطية في نيوجيرسي،  ودخل السجن لتقديمه مساهمات غير قانونية في حملة انتخابية من خلال تعيين مومس لإفشال شقيق زوجته.

وكان تشارلي كوشنر بحاجة لملكية ذات هيبة في مانهاتن لمنح شركته العائلية التي يديرها ابنه الأكبر جاريد كوشنر صورياً بداية جديدة، ووجد حينها في صفقة البرج  فرصة لذلك.

 جاريد كان عمره آنذاك 23 عاماً بعد تخرجه من هارفارد، وبدأ إدارة الشركة بعد سجن والده، حيث كان يزوره  في السجن كل أحد منذ اعتقاله ويحمل معه لسنوات محفظة صنعها والده في السجن.

وبينما كان والده في السجن، اشترى جاريد صحيفة "نيويورك أوبسيرفر" للوصول لنخبة مانهاتن وبدأ بدفع الشركة نحو مغادرة مانهاتن، ووجه أنظاره في نهاية المطاف إلى مبنى 666 في الجادة الخامسة.

 البحث عن تمويل بـ 1.2 مليار دولار

كامل مبلغ الصفقة  تم اقتراضه باستثناء 50 مليون  دولار، وما زالت الشركة تحمل نصف الرهن العقاري بمبلغ 1.2 مليار دولار والذي لم تدفع منه سنتاً واحداً، ويستحق المبلغ بالكامل في شباط/فبراير من عام 2019.

بعد وقت قليل من شراء آل-كوشنر للبرج  القديم  غير  الجذاب في شكله، والمكون من 71 طابقاً، انخفضت أسعار الإيجار بشكل حاد، ولم تكن شركة كوشنر تملك الكثير من السيولة ولم يكونوا معتادين على أخذ رهانات عقارية بالمليارات  لذلك كانوا بحاجة لعرض شجاع.

 وكانت فكرة الأسرة عن كيفية إنقاذ الاستثمار تتطلب  هدم المبنى تماماً وبناء برج من 80 طابقاً من تصميم المهندسة العراقية ذات الشهرة العالمية  زها حديد، بنسق استثماري جديد.

وعلى مدى العامين الماضيين، سعى أعضاء أسرة كوشنر وراء الاستثمارات الأجنبية الكبيرة من أماكن لم يتم الكشف عنها سابقا: صندوق الثروة السيادية لكوريا الجنوبية وأثرياء فرنسا، ومؤسسة "غايا" الإسرائيلية للاستثمار، ومحادثات استكشافية مع مطور سعودي هو فواز الحكير، هذا بالإضافة إلى محاولات لجمع الأموال من الصين وقطر ومع شركة في لندن تقوم باستثمار الأموال نيابة عن 250 من الأسر الثرية من أوروبا والشرق الأوسط و أفريقيا.

ومع اقتراب نهاية العام 2015 لم تتقدم عروض هامة، واعتقد الكثيرون في الشركة أن الخطط ماتت، ثم بدأ دونالد ترامب في الصعود سياسياً وكان جاريد كوشنر ملاصقاً له واحتدت المناقشات.

 وفي العام 2016، وافق رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم آل ثاني على استثمار 500 مليون دولار من الصندوق الخاص الذي يديره، مشترطاً وجود  استثمارات من الآخرين لكنها لم تتحقق.

 ثم بدأت الشركة محادثات مع شركة التأمين الصينية "أنبانغ" التي تملك علاقات وثيقة مع الحزب الحاكم الذي منعها من الشراء قرب قواعد عسكرية أمريكية، وبعد انتشار تفاصيل الخطط  بين كوشنر و"أنبانغ" تخلت الشركة الصينية عن الصفقة.

كوشنر مع الروس.. كان يخدم نفسه أم يخدم ترامب؟

أوردت "بلومبيرغ"  هذا التاريخ من  التعثر في  معالجة مديونية العقار 666 في الجادة الخامسة بنيويورك  لتصل إلى أنه ليس فقط عقاراً يهدد عائلة كوشنر بالإفلاس خلال 2019 ، وإنما أيضا يهدد المستقبل السياسي  لجاريد كوشنر ورئاسة ترامب.

فالمحققون الاتحاديون يعلمون أن كوشنر التقى السفير الروسي سيرغي كيسلياك في برج ترامب في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، والتقى في وقت لاحق مع سيرغي غوركوف، رئيس بنك "في اي بي"   الذي تسيطر عليه الكرملين في اجتماعين لم يكشف عنهما في البداية أو عند طلبه الحصول على تصريح الأمن القومي.

وأدعى كوشنر أنه التقى بهما بصفته  مستشاراً لترامب ولم يناقش أعماله، إلا أن المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وصف الاجتماعات بشكل مختلف تماماً، وقال إن كوشنر كان هناك بصفته رئيساً للعقارات التجارية لعائلته.

 الشبهة السياسية في تلك اللقاءات، حسب قول السيناتور ريتشارد بلومنتال، عضو لجنة القضاء في مجلس الشيوخ، "تكمن في أنها جزء من نمط  التواصل مع روسيا في المصالح المالية التي تتضمن فلاديمير بوتين ودائرته الداخلية".

 ويضيف بلومنتال: "التعامل المالي مهم لأننا نعلم أن خطة روسيا هي التواصل مع القادة الأجانب والتوصل لتسويات معهم"، وهو الأمر الذي تعكف عليه لجنة التحقيق الفيدرالية  لترى إن كان ما فعله جاريد كوشنر يستدعى مساءلة قانونية  تطال كوشنر أو ترامب أو كليهما.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com