ما هي قصة "البلوك 9" التي أثارت غضب إسرائيل وحفيظة لبنان؟
ما هي قصة "البلوك 9" التي أثارت غضب إسرائيل وحفيظة لبنان؟ما هي قصة "البلوك 9" التي أثارت غضب إسرائيل وحفيظة لبنان؟

ما هي قصة "البلوك 9" التي أثارت غضب إسرائيل وحفيظة لبنان؟

أثارت استثمارات يعتزم لبنان طرحها في قطاع "بلوك 9" غضب إسرائيل تُرجم عبر تصريحات لوزير دفاعها أفيجدور ليبرمان، اعتبر بموجبها أن طرح عطاء لبناني للاستثمار في البلوك 9 "أمر استفزازي"، أعقبه رد من الرئيس اللبناني ميشيل عون بأن التصريحات الإسرائيلية تمثل تهديدًا للبنان.

ويمثّل "البلوك 9" أحد قطاعات الغاز الطبيعي والنفط المقسمة إلى 10 بلوكات "أقسام" في البحر اللبناني، وتأمل بيروت أن تدر عليها استثمارات البلوكات، عوائد مجزية.

وأعادت لبنان في يناير كانون الثاني العام الماضي، إطلاق جولة تراخيص الاستثمار في تلك البلوكات مجددًا، بعدما تأخرت ثلاث سنوات بسبب شلل سياسي أصاب بنية الحكم في لبنان.

وقالت هيئة إدارة قطاع البترول اللبنانية إن من المتوقع أن يتم التوقيع رسميًا على العقود في التاسع من فبراير شباط، وهو ما يسمح ببدء أعمال التنقيب.

ويقبع حقل غاز شرق البحر الأبيض، ضمن الحدود المشتركة للبنان وإسرائيل ومصر وقبرص، وتقدر حصة لبنان من الغاز الطبيعي الذي يحتضنه البحر المتوسط نحو 96 تريليون قدم مكعبة، وهي ثروة يمكن أن تعين لبنان على التخلص من حجم ديونه المرتفعة بين عامي 2016 و2017، بمعدل 7 مليارات دولار، لتبلغ نحو 77 مليار دولار، وهي  إحدى أعلى معدلات الدين العام في العالم.

ولم تبدأ قصة استثمارات النفط والغاز في لبنان من "بلوك 9"، بل سبق إليه ما أقرته الحكومة اللبنانية في منتصف ديسمبر 2017، من منح رخصتين للتنقيب عن النفط في البلوكين 4 شمالًا و9 جنوبًا من أصل 10 بلوكات محددة في البحر اللبناني، لشركات عالمية هي توتال الفرنسية وإيني الإيطالية ونوفاتك الروسية.

وكان لبنان قد أعلن في يناير/كانون الثاني 2017، إطلاق أول جولة تراخيص للنفط والغاز، بعدما قرر فتح 5 مناطق بحرية (1 و4 و8 و9 و10) أمام المستثمرين لتقديم عروضهم.

ويقدر حجم الاحتياطي البحري اللبناني من النفط بنحو 865 مليون برميل.

لماذا "البلوك 9"؟

وأثار طرح لبنان عطاء عامًا أمام الشركات العالمية للاستثمار في البلوك 9، حنق إسرائيل بسبب حساسية موقع البلوك الذي يحاذي حدود المياه الإقليمية الإسرائيلية، وخاصة أن بيروت تخوض نزاعًا مع تل أبيب لم يُحل إلى الآن حول منطقة في البحر تبلغ حوالي 860 كيلومترًا مربعًا تمتد بمحاذاة ثلاث من مناطق الامتياز، إحداها البلوك 9.

ويخشى مراقبون أن تعمد إسرائيل إلى عرقلة الاستثمارت في البلوك 9، وخاصة أن وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، ألمح إلى ذلك عبر تصريحاته التي أدلى بها اليوم الأربعاء خلال مؤتمر حول الأمن في تل أبيب.

وقال ليبرمان إن "الشركات المحترمة (التي تقدم عروضًا في المناقصة)... هي في رأيي ترتكب خطأ فادحًا لأن هذا يخالف جميع القواعد والبروتوكولات في حالات مثل هذه".

وحث ليبرمان كذلك الشركات على عدم تقديم عروض، معتبرًا أن طرح لبنان لعطاء عام أمام الشركات العالمية للتنقيب على الغاز في البلوك 9 أمر "استفزازي جدًا".

واعتبر الرئيس اللبناني ميشيل عون تصريحات ليبرمان بأنها تمثل "تهديدًا للبنان"، وقال عبر حسابه الرسمي على تويتر إن "كلام ليبرمان عن البلوك رقم 9 تهديد للبنان ولحقه في ممارسة سيادته على مياهه الإقليمية".

وأكد رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري عبر بيان أصدره مكتبه الصحفي، أن بلاده "ستتابع هذا الكلام مع الجهات الدولية المختصة للتأكيد على حقها المشروع بالتصرف في مياهها الإقليمية"، مشددًا  أن "ما جاء على لسان ليبرمان هو الاستفزاز السافر والتحدي الذي يرفضه لبنان".

وبدأ لبنان الاهتمام بمسألة النفط والغاز منذ عهد الانتداب الفرنسي (1920-1943)، إلا أن النزاعات السياسية بين الأطراف اللبنانية المتنافسة وظروف الحرب الأهلية (1975-1990)، وعدم الاستقرار السياسي، حالت دون البدء بعملية التنقيب وتطوير القطاع.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com