العيد.. فرحة مثقلة بالفقر والكوليرا في عدن
العيد.. فرحة مثقلة بالفقر والكوليرا في عدنالعيد.. فرحة مثقلة بالفقر والكوليرا في عدن

العيد.. فرحة مثقلة بالفقر والكوليرا في عدن

اضطر الباحث اليمني، بلال غلام، إلى أخذ فوطة الاستحمام، والخروج من منزله بمدينة كريتر، في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، والغضب يملأ ملامحه، وتوجه نحو مسجد الحيّ مسرعاً ليغتسل، علّه يلتحق بالمصلين في مصلى صلاة العيد، بعد أن ضاق ذرعاً وهو ينتظر طوال ساعات المساء، قدوم المياه التي لم تأتِ منذ يومين.

يصرّ بلال على تأدية صلاة العيد في مصلى المدينة، حتى لا يقطع واحدة من أهم عادات الأعياد الدينية، التي تمكنه من لقاء معظم أصدقائه وجيرانه ومعارفه، ليتبادل معهم التهاني والتبريكات بحلول عيد الفطر المبارك.

يقول الباحث بلال، إن أهالي منطقته استقبلوا العيد بمناقلة المياه من المساجد إلى منازلهم، منذ المساء وحتى فجر العيد، بسبب "مشاريع فاشلة"، قال إنها حرمت معظم مناطق مديرية صيرة من المياه، حتى في ليلة عيد الفطر المبارك.

وتحول المنغصات الخدمية والمعيشية في عدن، بين السكان وفرحة العيد، في ظل التردّي الذي يلاحق هذه المدينة التي تخلصت من الحرب، عقب تحريرها قبل عامين، من الانقلابيين الحوثيين والموالين للرئيس المخلوع، علي صالح.

ويبدو الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي والمياه، وتفاقم الوضع الصحي مع انتشار وباء الكوليرا، إلى جانب تدهور الوضع الإنساني المريع الذي باتت تشهده اليمن، حتى غدت أزمة البلاد واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، بحسب توصيف المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك.

ترتسم فرحة العيد في عدن على وجوه الأطفال والميسورين، كما يقول "أبو محمد"، الذي طلب عدم الإشارة إلى اسمه.

وقال في حديثه لـ"إرم نيوز" إن الوضع الاقتصادي المتدهور في اليمن أثر على كل اليمنيين، ميسورين ومعسرين، لكن المعسرين هم الفئة التي باتت تواجه معضلة حقيقية وهي تسابق الزمن في محاولة سدّ رمق من يعولون وتلبية احتياجاتهم الضرورية، رغم الإمكانيات الشحيحة وفقدان عدد كبير من اليمنيين لأعمالهم، وهو ما دفعه وزوجته وابنه الأكبر هذا العام للتخلي عن ملابس العيد ومستلزماته، ليتمكن من توفيرها لأطفاله الثلاثة الأصغر سناً، حتى لا تُختطف من ثغورهم فرحة العيد.

وشهدت أسواق ملابس العيد في عدن، تراجعاً ملحوظاً يفوق التراجع الذي شهدته العام الماضي، لأسباب لخصها، الخضر محمد عمر، وهو بائع في أحد المحلات التجارية، في "تراجع الريال اليمني أمام الدولار؛ ما تسبب في ارتفاع قياسي لأسعار الملابس، وانقطاع مرتبات موظفي قطاع الدولة، وتذبذبها من فترة إلى أخرى، إلى جانب رداءة المنتجات المعروضة، وجشع التجار وطمعهم في محاولة توفير أكبر قدر من الربح خلال الموسم".

وتخلت الكثير من الأسر في عدن، عن عادة "عيدية الأطفال"، التي كانت تلازمهم في السنوات الماضية، كما اختفت مكسرات وكعك العيد عن بعض المنازل، نظراً لارتفاع نسبة الفقر، حيث بات 19 مليون يمني، يحتاجون إلى المساعدات.

وبحسب المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، فإن اليمن يقترب من المجاعة، حيث يبلغ عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي في اليمن، نحو 17 مليونا، بينهم 7 ملايين، يواجهون انعداماً حاداً في الأمن الغذائي.

ومع ارتفاع عدد الوفيات بمرض الكوليرا، إلى 1310، وفق ما أعلنته منظمة الصحة العالمية، أمس السبت، بزيادة 54 حالة وفاة خلال يوم واحد فقط، بات الكثير من اليمنيين، يتجنبون الاختلاط بالآخرين في الأماكن العامة، والتنقل المستمر، خشية انتقال المرض، خلال عمليات الاحتكاك بالآخرين، أو من خلال مياه الصرف الصحي التي تكاد تغرق أزقة وشوارع المدينة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com