هل تنقلب المليشيات على حكومة السراج بعد هزيمة داعش في سرت؟
هل تنقلب المليشيات على حكومة السراج بعد هزيمة داعش في سرت؟هل تنقلب المليشيات على حكومة السراج بعد هزيمة داعش في سرت؟

هل تنقلب المليشيات على حكومة السراج بعد هزيمة داعش في سرت؟

تتجه المليشيات الموالية لحكومة فائز السراج، المدعومة من الأمم المتحدة، على تعزيز نفوذها في ليبيا، والحصول على قدر أكبر من السلطة، بمجرد انتهاء القتال ضد تنظيم داعش في مدينة سرت، بحسب تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال".

وقالت الصحيفة لأمريكية، إنه "عندما استولى تنظيم داعش على ميناء سرت الواقع على البحر الأبيض المتوسط  العام الماضي، وضع مسلحو التنظيم اسمه على الجدران والمباني. والآن أصبحت القوات الموالية للحكومة على وشك طرد هؤلاء المتطرفين من سرت ولكن ظهرت كتابات جديدة على البيوت والجدران تطالب بالسلطة مثل كتابة شعار دولة مصراتة."

وتقود العشرات من ميليشيات مصراتة، هجوما ضد تنظيم داعش في سرت، لم ينته بعد. وتتعلق معركة سرت بحشد الدعم لحكومة الوحدة الوطنية، بقدر ما تتعلق أيضا بهزيمة تنظيم داعش. ولكن الشعارات المكتوبة على الجدران تظهر أن النصر لن يوحّد بسهولة هذا البلد المنقسم، بحسب الصحيفة.

ورأت الصحيفة أنه "حتى لو خسر داعش المعركة في سرت، فإن هؤلاء المسلحين يتجهون بالفعل نحو مدن أخرى، حيث يخشى المسؤولون الغربيون والليبيون من محاولتهم الاستفادة من المشاعر المناهضة للحكومة للحفاظ على موطئ قدم لهم في ليبيا".

ويقول قادة لميليشيات مصراتة إنه "بمجرد انتهاء المعركة سيتجهون صوب طرابلس بهدف الحصول على قدر أكبر من السلطة السياسية ضمن حكومة الوحدة" التي أنشئت في مارس الماضي بدعم من الأمم المتحدة. وسافر رئيس الوزراء فايز السراج إلى سرت هذا الأسبوع في زيارة رمزية لطمأنة القوات البرية بدعم حكومة طرابلس لها.

ومازالت طرابلس تعيش حالة من الاضطرابات، حيث تتنافس الميليشيات المتناحرة في المدينة على السلطة، وتنفذ عمليات قتل خارج نطاق القانون في وضح النهار، بحسب مصادر محلية.

وقد يؤدي وصول ميليشيات مصراتة -التي تدعم بشكل عام حكومة الوحدة الوطنية- إلى طرابلس، لتأجيج الاشتباكات والعنف في المدينة.

وقال على أبو ستة، عضو المجلس المحلي في مصراتة والمؤيد لحكومة الوحدة الوطنية، إنه "بعد سرت نحتاج للعمل بشكل جاد لتحقيق المصالحة من أجل منع اندلاع حرب أهلية واسعة النطاق".

ويسارع مقاتلون من مصراتة بالإشارة إلى الدور الكبير الذي لعبوه في طرد تنظيم داعش من سرت تماما مثلما فعلوا في الحرب الأهلية العام 2011 التي أطاحت بمعمر القذافي.

وتعززت شرعية حكومة الوحدة الوطنية الجديدة في مايو الماضي عندما دعمت ميليشيات مصراتة الهجوم على داعش في سرت، ووصفت الهجوم بأنه "عمل مهم في سبيل بناء الأمة من خلال تجنيد ميليشيات من مختلف أنحاء ليبيا".

وحاولت الولايات المتحدة دعم حكومة الوحدة من خلال شن ضربات جوية بالتزامن مع الهجوم على سرت لطرد تنظيم داعش. وحث وزير الخارجية الأمريكي جون كيري جميع الفصائل في ليبيا على التوحد خلف حكومة الوحدة برئاسة فايز السراج. وبمجرد انتهاء معركة سرت تأمل كل من الحكومة والمسؤولين في مصراتة بإحكام قبضتهما معاً على طرابلس.

عودة داعش

ولكن يخشى المسؤولون الغربيون والليبيون من ظهور تنظيم داعش في مناطق ليبية أخرى من خلال إبداء التعاطف مع مظالم السكان المحليين قبل أن يبدأ عملية استيلاء باستخدام العنف، وهو تخطيط استخدمه التنظيم في مختلف المناطق بالشرق الأوسط.

وانتقل مسلحو التنظيم بالفعل من سرت إلى مدن ليبية أخرى مثل بني وليد والغاط، القريبة من الحدود مع الجزائر، حيث يشعر السكان هناك كثيراً بالاستياء من طرابلس ومصراتة بسبب الإهمال والاشتباكات التي وقعت هناك من قبل.

وفي سرت استطاع تنظيم داعش إقامة أقوى قاعدة له خارج معاقله في العراق وسوريا. وأصبحت المدينة نقطة جذب للجهاديين من جميع أنحاء أفريقيا.

وتمكنت الميليشيات الموالية لحكومة الوحدة حالياً من حصار المتطرفين في حي واحد بالمدينة حيث يشنون حرب شوارع لاستعادة مجموعة من الفلل الفاخرة المطلة على البحر، وقد تصبح المدينة بالكامل تحت سيطرة المليشيات خلال أيام.

ومع ذلك قال فرحات أبو زيد، أحد سكان سرت، إن تنظيم داعش سيواصل البحث عن ملجأ في مكان آخر داخل ليبيا ما لم يتم توحيد البلاد.

وأضاف أبو زيد، الضابط بالشرطة العسكرية التي تمثل جزءا من التحالف الذي يقاتل التنظيم في مدينة سرت، أن "الناس في مصراتة يعتبرون أنفسهم أبطالاً وأننا غير قادرين على مواجهة مشكلة تنظيم داعش، وهناك الكثير من الكراهية".

وتبدو العداوات واضحة للغاية على طول خطوط المواجهة في سرت. فقد أدت موالاة سرت للقذافي إلى حرمان المدينة بعد الثورة. وترك مقاتلو مصراتة مدينة سرت مُدمرة بعد مقتل القذافي، وهو الأمر الذي استغله تنظيم داعش لايجاد موطئ قدم له في المدينة العام الماضي.

وفي الآونة الأخيرة، منعت شاحنة تابعة لكتيبة مرسي، وهي ميليشيا قوية من مصراتة، قافلة قوات من مدينة سرت.

وقال أحد افراد الميليشيات آمراً السيارات بالمغادرة: "نحن نموت وأنت تتجول؟ هذا هو خط الجبهة لمصراتة". ومنذ مطلع الأسبوع قُتل العشرات من عناصر الميليشيات خلال قتال داعش في سرت، وقال الأطباء إن معظم الضحايا من مصراتة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com