استمرار الجدل بشأن مؤتمر في غروزني استبعد علماء السعودية من "أهل السُّنة"
استمرار الجدل بشأن مؤتمر في غروزني استبعد علماء السعودية من "أهل السُّنة"استمرار الجدل بشأن مؤتمر في غروزني استبعد علماء السعودية من "أهل السُّنة"

استمرار الجدل بشأن مؤتمر في غروزني استبعد علماء السعودية من "أهل السُّنة"

 لايزال الجدل مُستمرًا بشأن مؤتمر عقد قبل أيام، تحت شعار "من هم أهل السّنة والجماعة" في العاصمة الشيشانية غروزني، وأثار جدلًا فكريًا واسعًا باستثنائه علماء من السعودية.

ووسط عاصفة من الردود في المملكة، دعا الإعلامي السعودي، جمال خاشقجي، الأربعاء، إلى عقد مؤتمر لعلماء الدين التابعين لمذهب أهل السّنة والجماعة في العالم الإسلامي، كردّ على المؤتمر.

 وقال خاشقجي في ردّه على دعوات لرابطة العالم الإسلامي لعقد مؤتمر عالمي للسلفية "هكذا نعزز الانقسام، بل هو مؤتمر للمسلمين، أهل السّنة والجماعة قاطبة دون تصنيف أو استثناء مثلما كانت الرابطة يوم تأسيسها".

وكتب المحلل السعودي ابراهيم آل مرعي: "مؤتمر غروزني: اتفق الشرق والغرب على استهداف المملكة العربية السعودية فكريًا وامنيًا وعسكريًا لأنها تقف سدًا منيعًا ضد تحقيق أهدافهم في المنطقة".

وتضمنت توصيات المؤتمر الذي حمل عنوان "من هم أهل السنة والجماعة" وحضره شيخ الأزهر وعدد من كبار رجال الدين من حول العالم، أن أهل السنة والجماعة هم "الأشاعرة والماتريدية في الاعتقاد وأهل المذاهب الأربعة في الفقه، وأهل التصوف الصافي علمًا وأخلاقًا وتزكيةً" وفقًا للبيان، الذي حضّ أيضًا على إنشاء قناة تلفزيونية على مستوى روسيا "لتوصيل صورة الإسلام الصحيحة".

واعتبر المشاركون أن المؤتمر يمثل "نقطة تحول مهمة وضرورية لتصويب الانحراف الحاد والخطير الذي طال مفهوم أهل السنة والجماعة، إثر محاولات اختطاف المتطرفين لهذا اللقب الشريف وقصره على أنفسهم وإخراج أهله منه" وفقًا لتعبيرهم.

كما حددوا المؤسسات الدينية السنية العريقة بأنها الأزهر الشريف والقرويين والزيتونة وحضرموت ومراكز العلم والبحث فيما بينها ومع المؤسسات الدينية والعلمية في روسيا الاتحادية. وتسبب المؤتمر وتوصياته في الكثير من الانتقادات من قبل التيار السلفي ومناصريه.

موقف الأزهر

نفى الأزهر الشريف في مصر، من خلال بيان رسمي، أن يكون الدكتور أحمد الطيب، قد قصر مفهوم "أهل السُّنة" على "الأشاعرة" و"الماتريدية"، قائلاً: "شيخ الأزهر نص خلال كلمته للأمة، على أن مفهوم أهل السُّنة والجماعة، يُطْلَق على الأشاعرة، والماتريدية، وأهل الحديث السلفية".

وقال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن التعريف الذي ذكره بيان شيخ الأزهر هو التعريف الصحيح، مشيرًا إلى أن هناك هجومًا سلفيًا على توصيات المؤتمر، بالشكل الذي خرج به، قائلاً: "السلفيون يريدون احتكار المصطلح لهم، وينتقدون ما جاء بتوصيات المؤتمر التي خلت من ذكرهم".

واختتم أستاذ الفقه المقارن حديثه لـ"إرم نيوز" أن الإسلام بمذاهبه، أصبح أسيرًا لتوجهات الدولة السنية والشيعية، والسلفيون يهاجمون كل شيء ليضعهم في صدارة المسلمين وأهل السنة، خاصة أن المؤتمر كان ضد الفكر الوهابي"، بحسب قوله.

وكان بيان الأزهر قد ذكر أن  الإمام "الطيب"، ساق بين يدي محاضرته، نصوصًا تُؤكِّد استقرار "جمهرة الأمة" والسواد الأعظم منها على معنى هذا المفهوم، حين نقل عن العلامة السفَّاريني قوله: "وأهل السُّنَّة ثلاث فِرَق: الأثريَّة وإمامهم أحمد بن حنبل، والأشعرية وإمامهم أبو الحسن الأشعري، والماتريدية وإمامهم أبو منصور الماتريدي"، مشيرًا إلى قول العلامة، مرتضى الزَّبيدي: "والمراد بأهل السُّنة هم أهل الفِرَق الأربعة: المحدِّثون والصُّوفية والأشاعرة والماتريدية"، معبرًا بذلك عن مذهب الأزهر الواضح في هذه القضية.

وأشار البيان إلى أن شيخ الأزهر حثَّ في كلمته، ويحث دائمًا في كل خطبه ومقالاته على ضرورة لم شمل أهل السنة، دون إقصاء أو تهميش لأحد، بل دائمًا ما يدعو إلى وحدة المسلمين على اختلاف مذاهبهم، بحسب البيان.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com