قيادة شابة في كردستان العراق.. عهد جديد أم امتداد لسياسة "الكهول"؟‎
قيادة شابة في كردستان العراق.. عهد جديد أم امتداد لسياسة "الكهول"؟‎قيادة شابة في كردستان العراق.. عهد جديد أم امتداد لسياسة "الكهول"؟‎

قيادة شابة في كردستان العراق.. عهد جديد أم امتداد لسياسة "الكهول"؟‎

تواجه القيادة الشابة الجديدة لإقليم كردستان العراق، تركة ثقيلة، وتحديات كبيرة سواءً في داخل الإقليم أو فيما يتعلق بطبيعة العلاقة مع الحكومة الاتحادية في بغداد.

وتسلم نيجيرفان بارزاني، أمس الإثنين، منصبه رئيسًا للإقليم، بشكل رسمي، فيما صوّت البرلمان الكردي، يوم الثلاثاء، على تعيين مسرور بارزاني رئيسًا للحكومة، التي سيشكلها في غضون 30 يومًا.

وسادت حالة من التفاؤل داخل الإقليم الكردي بقدوم القيادة الشابة الطموحة، التي وعدت خلال الفترة الماضية بتقديم أفضل الخدمات للمواطنين، وتحسين فرص العيش، وإنهاء الأزمات المتكررة مع حكومة بغداد، خاصة بعد ذوبان تداعيات استفتاء الانفصال الذي أجري عام 2017.

أزمات الإقليم حاضرة

ويوم أمس، ترافق التنصيب الرسمي لنيجيرفان البارزاني مع ترويج قوي لفكرة انطلاق عهد جديد في الإقليم، فيما برزت الأزمات التي تعصف بالإقليم في ثنايا خطاب الحاضرين، سواءً الأكراد منهم أم العرب.

وتواجه القيادة الجديدة أزمة ما زالت مستمرة مع العاصمة بغداد بشأن مرتبات الموظفين، ومخاطر توقفها، إذ إن الإقليم لغاية الآن يرفض تسليم بغداد مستحقات 250 ألف برميل يوميًا، من النفط، وبالرغم من تأكيد رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، عدم قطع مرتبات الموظفين الأكراد، إلا أن تلك التطمينات لا ترقى إلى اتفاق سياسي أو إجراء قانوني.

كما تواجه تلك القيادة، الأزمة في كركوك، والخلافات الكردية بشأن منصب المحافظ، إذ يصر حزب طالباني على تنصيب محافظ من صفوفه، فيما يقر حزب بارزاني بذلك، لكنه يريد تعيين محافظ من حزب طالباني يكون مواليًا له، أو تربطه به علاقة جيدة، وهو ما تسبب بتصعيد الموقف بين الطرفين.

وتبرز بشكل واضح أزمات الديون المترتبة على الإقليم، والتي تقدر بـ28 مليار دولار، تشمل ديون الحكومة السابقة، وديون شركات النفط والرواتب المدخرة وأموال المشاريع الاستثمارية، فضلًا عن التحديات الاقتصادية، وحل الاشتباك بشأن المنافذ الحدودية مع بغداد، وتسوية ملف النفط، فضلًا عن المناطق المتنازع عليها مع الحكومة الاتحادية.

حضور برهم يؤشر إلى تغييرات داخلية

ويرى المحلل السياسي، ياسين البكري، أن "حضور رئيس الجمهورية برهم صالح وهو قيادي حزب الاتحاد الوطني (آل طالباني)، يؤشر إلى ذوبان الجليد بين الحزبين، وربما نشهد تغييرات سياسية على مستوى الإقليم خلال الفترة المقبلة، لكن في النهاية لا يمكننا الحديث عن عهد جديد كما سمعنا، فما زالت عائلة البارزاني هي المسيطرة على مقاليد الأمور".

وأضاف البكري خلال حديثه لـ"إرم نيوز"، أن "تلك العائلة ما زالت مسيطرة على مقاليد الحكم، ومن الصعب تغيير السياسات التي ساروا عليها خلال السنوات السابقة، وتسببت بأزمات مع حكومة بغداد".

وتابع أن "الحديث عن عهد جديد يجب أن يكون مقترنًا بالأفعال لا بالأقوال، وأما حديث السياسيين يوم أمس بحضور نيجرفان بشأن عهد جديد، وتفاؤل مفرط، هو حديث سياسي لا يخرج عن المجاملات".

واعتبر رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، أنّ "انتخاب نيجيرفان بارزاني رئيسًا لإقليم كردستان مثال حي على ديمقراطية كردستان"، مؤكدًا أنّ "بارزاني سيكون قادرًا على حل المشاكل العالقة مع بغداد".

وقال الحلبوسي، في كلمة له خلال مراسم تنصيب نيجيرفان بارزاني، يوم أمس، إنّه "يُنتظر من نيجيرفان إنجاز الملفات العالقة مع بغداد وتصفير المشاكل”، معتبرًا أنه "سيكون قادرًا على حل المشكلات بين بغداد وإربيل".

البارزاني ما زال "حاكمًا"

ورغم خفوت نبرة الانفصال خلال الفترة الماضية، فإنّ الفكرة لم تكن غائبة عن مراسم تنصيب الرئيس الجديد التي تم التعامل معها من قبل الشخصيات الكردية العراقية كما لو أنّها مراسم تنصيب رئيس دولة مستقلة، وهو ما برز في سلوك رئيس الجمهورية العراقية برهم صالح الذي تعامل مع كردستان العراق كما لو أنها دولة جارة للعراق فذهب لحضور مراسم تنصيب رئيسها.

ويرى رئيس المجموعة العراقية للدراسات الاستراتيجية، الدكتور واثق الهاشمي، أنّ "سياسة الإقليم ستبقى كما كانت، وليس هناك تغييرات، فالمسألة لا تتعلق بشخص واحد، وإنما بسياسة حزب كامل، تسبب خلال الفترة الماضية بالأزمات مع بغداد، فمن يرسم السياسات هناك هو السيد مسعود بارزاني، الذي لم يكن خطابه مطمئنًا خلال مراسم التنصيب".

وأضاف الهاشمي في تصريح لـ"إرم نيوز"، أنّ "كل الحلول التي طُرحت بشأن المشاكل مع بغداد كانت تكتيكية ترقيعية، حتى أن عبدالمهدي الذي يتمتع بعلاقات جيدة مع الإقليم ويعوّل عليها، سيخذله قادة الإقليم، ولن تنفع الزيارة التي سيجريها خلال الأيام المقبلة، فأنا أعتقد أن سياسيي الإقليم ليس لديهم رغبة بحل الخلافات".

وبدا مجدّدًا أن أسرة البارزاني بصدد القبض على أهم المناصب في الإقليم؛ منصب الرئيس الذي آل إلى نيجيرفان، ومنصب رئيس الوزراء الذي سيذهب لمسرور نجل الرئيس السابق مسعود البارزاني، فضلًا عن رئاسة البرلمان التي تتولاها عضو الحزب الديمقراطي، فالا فريد.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com