امتلأت المقابر في حلب المحاصرة فلجأ الأهالي لدفن الموتى بطرق جديدة (صور)
امتلأت المقابر في حلب المحاصرة فلجأ الأهالي لدفن الموتى بطرق جديدة (صور)امتلأت المقابر في حلب المحاصرة فلجأ الأهالي لدفن الموتى بطرق جديدة (صور)

امتلأت المقابر في حلب المحاصرة فلجأ الأهالي لدفن الموتى بطرق جديدة (صور)

عندما سحبت 16 جثة لأفراد من عائلة قاسم من تحت أنقاض منزلهم الشهر الماضي، لم يكن هناك متسع لدفنهم في إحدى أكبر مقابر حلب.

عمل حفارو القبور على فتح 7 قبور تعود لأقاربهم، ووزعوا المتوفين حديثاً عليها، فدفنوا أماً واثنين من أبنائها إلى جانب أختها في قبر جدتهم، فيما دُفن أطفال آخرون في قبر جدهم، ودفن الرجال مع آبائهم.

وقال أحمد الصباغ، أحد حفاري القبور، الذي كان يعمل سابقاً في الخياطة: "دفعنا العظام القديمة جانباً ثم أنزلنا الجثث الجديدة".

ويعد الظفر بقبر أحد أكبر التحديات التي تواجه جثث الموتى وواحدة من المآسي التي يعاني منها الأشخاص الذين يعيشون تحت الحصار الخانق في حلب.

وامتلأت مقبرة الشعارالمترامية الأطراف التي تمتد عبر ثلاثة أحياء وفيها قرابة 13 ألف قطعة أرض، عن آخرها ونفدت منها الأماكن الشاغرة لقبور جديدة وبدأت في المدينة المحاصرة إعادة استخدام المقابر القديمة منذ العام الماضي.

يشير الصباغ وزملاؤه من حفاري القبور إلى أنهم يبدأون العمل حوالي الساعة السادسة صباحاً من كل يوم ويجلسون بين شواهد القبور الموجودة منذ قرون بانتظار الهجوم الجوي المقبل.

وذكر أنه منذ أشهر قتل قناص من الجانب الذي تسيطر عليه حكومة الأسد أحد زملائه لأنه كان يساعد امرأة في العثور على قطعة أرض مقابر العائلة.

ويقول: "أخبرت مديري أنني لو قتلت أرغب بأن تدفنني مع والد جدي".

ومن ناحيته قال الطبيب الشرعي الأخير المتبقي في المدينة محمد الكحيل إن العديد من الجثث تخرج من تحت الأنقاض وتحضر مباشرة إلى القبر لعدم امتلاك معظم الناس للبنزين لنقل الجثث إلى المشرحة المركزية.

ولا أحد يستطيع تحمل كلفة شراء شواهد للقبور والحصار قطع الإمدادات من الحجر والإسمنت.

وتخلت العائلات عن خيام العزاء للحداد التي كانت تقام في الشوارع لثلاثة أيام، لأنها أصبحت مستهدفة.

وقبل شهرين وفي حي المعادي، قتل 25 شخصاً بهجوم صاروخي على خيمة منصوبة لعزاء أحد الشبان المتوفين، حسب ما قال السيد سالم.

ولم يعد يحضر الدفن سوى عدد قليل من الأشخاص. ومن يحضرون يدفنون الجثة بسرعة ويقرأون بعض الأيات من القرآن ويهربون خوفاً من وقوع هجوم جديد.

أما من لا يعثرون على مكان في المقبرة فيدفنون في الحدائق العامة أو الأراضي الفارغة المكونة الآن من صفوف وراء بعضها من الجثث المدفونة سريعاً في قبور ضحلة.

وأصبح الأهالي يسمون الساحات العامة بـ "الحدائق العامة للشهداء".

ووفقاً لتقرير البنك الدولي، الذي صدر في وقت سابق من العام الجاري، أظهرت صور الأقمار الصناعية الملتقطة لهذا العام أن حلب هي أكثر المدن السورية المدمرة مع تضاعف معدل الدمار خلال العامين الماضيين.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com