سخرية السعوديين من واقعهم.. كوميديا "سوداء" تثير حفيظة المثقفين
سخرية السعوديين من واقعهم.. كوميديا "سوداء" تثير حفيظة المثقفينسخرية السعوديين من واقعهم.. كوميديا "سوداء" تثير حفيظة المثقفين

سخرية السعوديين من واقعهم.. كوميديا "سوداء" تثير حفيظة المثقفين

تحوّلت ظاهرة لجوء السعوديين إلى الكوميديا والنكتة، بهدف السخرية من واقعهم، إلى جدل وتساؤل يشغل مثقفي المملكة، الذين تعددت آراؤهم حول أسباب ومسوغات انتشارها على نحو غير مسبوق.

وتعج مواقع التواصل الاجتماعي بنماذج طريفة من تلك السخرية، يسلط من خلالها مدونون الضوء على واقعهم المعيشي، ويعكسون هواجسهم بطريقة لا تخلو من الكوميديا "السوداء".

واختلف مثقفو المملكة في تفسير الظاهرة وسعة انتشارها؛ إذ يرى الكاتب السعودي علي القاسمي فيها "بوابة تنفس مجاني وإن كانت بوابة بلا حارس ولا ضامن، حيث يُعْبر من خلالها لأي محطة ووجهة ورغبة عجيبة في البوح بما تعسر وتيسر من الرغبات والرؤى".

وقال الكاتب في مقال نشرته صحيفة الحياة السعودية، الثلاثاء، تحت عنوان "السخرية كأكسجين شعبي" إن "السخرية تأتي كانعكاس لطريقة تفكير المجتمع، وما هي الأشياء التي تضعه في مكاشفة مع واقعه ودهاليزه السرية، وكيف يمكن بالضبط أن نكتشف طموحه وحاجاته والنقص الحقيقي الذي يفتقر إليه، يمكن أن نبحر أيضًا في لماذا هو هكذا؟ ومتى سيكون كذلك؟".

هروب من الرقابة

وأضاف القاسمي بأن "السخرية صنيعة الباحثين عن تعبير مختلف لم يتمكنوا من إيصاله بالطريقة الجافة الجادة المباشرة، وهي محاطة بالمحاذير بالطبع، لكنهم يقفزون عن كل هذه المحاذير طالما كانت النهايات مختومة بانتزاع ابتسامة مفقودة، أو إخراج ضحكة ظلت حبيسة الروح في انتظار محترف في مشروع إطلاقها ومنحها الحرية التي فتشت عنها".

مؤامرة خارجية

من جانبه أشار الكاتب السعودي عبد الله بن بخيت، إلى أن بعض المحللين يعتبرون أن "هذه السخرية تقود إلى تحطيم معنويات الشعب وغرس الشعور بالدونية، وأن النكتة الخام يتم إعدادها في تل أبيب وترسل سرًا للمملكة، ثم يتولاها هذا العميل لتركيب مكوناتها وإضفاء الصبغة السعودية عليها، ثم إطلاقها في جولاتنا" حسب تعبيره.

وقال الكاتب في مقال نشرته صحيفة الرياض السعودية، الثلاثاء، تحت عنوان "لماذا يسخر السعوديون من أنفسهم" إن "أقوى المتهمين بالعمالة هم الليبراليون، ثمة دليل واحد قد يستخدمه الليبراليون لتبرئة أنفسهم، هو أن معظم المواد المنتجة ساخرة تنم عن خفة دم، ومعظمها يأتي ملفوفًا في شيلات".

واستبعد الكاتب ذلك الاحتمال لاتهامه الليبراليين بقوله "لا أحد يعرف عن الليبراليين أي خفة دم" وأردف قائلًا  "حجة قوية يستطيع بنو ليبرال بعد إثباتها الانتقال من الدفاع إلى الهجوم، بأن يزجوا بخصومهم الدعاة والرقاة ومفسري الأحلام في دائرة الاتهام، فهؤلاء الأفاضل معروفون بخفة الدم، والشيلات لعبتهم".

حاجة ملحة للترفيه

وبالعودة إلى الكاتب علي القاسمي، نرى أنه يؤكد على أن "أحد أبرز أسباب انتشار السخرية هو حاجة المجتمع الملحة للترفيه"، معتبرًا أن "الترفيه فعل مؤجل أو عابر بشيء من الروتين، وكثير من المحاولات الباردة والخجولة فضلًا عن المعلبة. أما الضغوط، فكلما كانت في حيز الازدياد، فذاك يضفي السخرية الممزوجة بالوجع، وهي سخرية مكهربة تجعلنا مجتمعًا هشًا يمكن أن يحركه سطر وينطلق بتهور في أي منعطف لا يرجى من ورائه خير".

ويعاني المجتمع السعودي من دعوات متكررة من بعض المحافظين، لمحاربة وتجريم مظاهر الاحتفال في الحياة العامة، في وقت يصف فيه بعض مثقفي المملكة الحياة الاجتماعية بأنها باتت "جافة وقاسية وموضع ريبة وشك".

وعمدت السلطات السعودية بالفعل في الآونة الأخيرة إلى تكثيف الفعاليات الترفيهية، إذ شهدت المملكة فعاليات ترفيهية مختلفة، وأشرفت هيئة الترفيه السعودية على تنظيم برامج وعروض مسرحية وفنية ومهرجانات مختلفة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com