الحاكم العسكري عادة مخيف.. أما في تايلاند فهو مضحك وغريب
الحاكم العسكري عادة مخيف.. أما في تايلاند فهو مضحك وغريبالحاكم العسكري عادة مخيف.. أما في تايلاند فهو مضحك وغريب

الحاكم العسكري عادة مخيف.. أما في تايلاند فهو مضحك وغريب

بعد 4 أعوام على الانقلاب العسكري الذي أسقط الحكومة في تايلاند، يترقب مواطنو البلد الآسيوي تحول قائد القوات المسلحة الملكية برايوت تشان أوتشا، إلى رئيس منتخب للحكومة.

وكانت العقبة الأولى التي تواجه برايوت، مدى الالتزام بإجراء الانتخابات في المقام الأول، وخلال زيارته الأخيرة للبيت الأبيض، أطلع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه سيعقدها بحلول تشرين الثاني/ نوفمبر، لكنه منذ ذلك الحين لم يستقر على تاريخ محدد وواضح.

وخلال مؤتمر صحفي عقد في مقر الحكومة هذا الشهر، أخرج أحد مساعدي الجنرال برايوت، صورة له من الورق المقوى وبالحجم الطبيعي وعلّق عليها قائلاً: "اسألوا هذا الرجل" إن كانت لديكم أسئلة ثم انصرف.

وبعد بضعة أيام تساءل الجنرال برايوت معلنًا عن ما إذا كانت الديمقراطية على النمط الغربي مناسبة لتايلاند. ومع ذلك، يقول الدبلوماسيون وأعضاء مجلسه العسكري، إن الجنرال "الشرس" يحاول أن يعيد تصوير نفسه كقائد أكثر "لطفاً وحكمة" بينما يناقش ما إذا كان سيجري انتخابات هذا العام.

وعلى مر السنين، تمزقت تايلاند بين أنصار ومعارضين لزعيمها السابق، الملياردير الشعبي تاكسين شيناواترا، الذي أطيح به في انقلاب عام 2006. وعندما قاد الجنرال برايوت انقلاباً آخر قبل 4 سنوات وعيّن نفسه رئيساً للوزراء، أعلن أنه انقذ البلاد من تلك الفصائل السياسية المتنافسة بينما كانت تقاتل بعضها البعض في شوارع بانكوك.

وللمساعدة في وضع حد للانقسامات، كتب الجنرال برايوت سلسلة من الأغاني الوطنية لجوقات الجيش التايلاندي. وتتوعد الأغاني التي تم بثها على شبكات الراديو والتلفزيون التي تديرها الدولة، باستعادة "الأرض الجميلة" وتصف الجيش بأنه "الجسر للعبور إلى الوجهة التي نحلم بها".

وفي الآونة الأخيرة، بدأ الجنرال برايوت بالسخرية من نفسه والمزاح مع وسائل الإعلام حتى لا تأخذه على محمل مبالغ به من الجد، ففي إحدى المرات رمى قشر الموز إلى طاقم التصوير، وقام في مرة أخرى بثني أذن مختص تسجيلات صوتية إعلامية، وفاجأ المتفرجين في مناسبات أخرى بتقديم عرض لمهاراته العالية في الملاكمة "الكيك بوكسنغ" مرة، وطهي الأرز في مرة أخرى.

ودائماً ما يردد الجنرال برايوت "أنا رجل مضحك"، ويود معجبوه -وهم كُثر- أن يبقى في السلطة لفترة أطول.

ويشير البعض إلى الطريقة التي تعامل بها بحكمة مع وفاة الملك بوميبول أدولياديج الذي خدم البلاد منذ فترة طويلة في عام 2016، فبينما دخلت البلاد في الحزن، ظهر الجنرال برايوت على شاشة التلفزيون ليعلن أن سوق الأوراق المالية والقطاع المالي سيبقيان مفتوحين، وارتفع المؤشر الرئيس على الفور.

وقال أستاذ العلوم السياسية لجنوب شرق آسيا في جامعة "ناريسوان" في تايلاند، بول تشامبرس، أن الجنرال برايوت يستفيد -أيضاً- من كونه آخر رؤساء وزراء بوميبول الموقرين.

وأظهر استطلاع للرأي أجري أخيراً أن 53% من المستطلعة أراؤهم أرادوا من الجنرال برايوت قيادة الحكومة المقبلة.

لكن من ناحية أخرى، يشكو منتقدو برايوت من أنه تمسك بالسلطة لفترة طويلة للغاية خاصةً مع امتلاكه صلاحيات دكتاتورية لتمرير القوانين، كما شعرت حكومته بالإحراج بعد تصويره على أنه ثاني أبرز رجال البلاد في المجلس العسكري، وهو يرتدي أكثر من 20 ساعة يد فاخرة في الوقت  ذاته، بعضها من صناعة ريتشارد ميل وروليكس وباتيك فيليب ذات قيمة إجمالية تبلغ أكثر من مليون دولار أمريكي.

 وقال نائب رئيس الوزراء براويت ونغسوان، إن الساعات أقرضها أصدقاؤه له، وأعيدت لهم منذ ذلك الحين، ولا يزال يُجرى تحقيق حول احتمالية تورطه بالفساد.

وحسبما أوردت صحيفة "وول ستريت" الأمريكية، لا يستطيع الجنرال برايوت الترشح بنفسه لرئاسة البرلمان، وطبقاً لدستور تايلاند الذي وضعه الجيش، كان يتعين عليه الاستقالة في تموز/ يوليو ليتمكن من ذلك، حيث يشترط القانون التايلاندي أنه يجب أن يتم تسجيل رئيس وزراء غير مفوض أو "خارجي" مثل الجنرال برايوت من أجل ترؤس الحكومة.

وقال نقاد، مثل تشاتورون تشايسانج، الذي كان وزيراً للتعليم في الحكومة المنتخبة الأخيرة في تايلاند، إن إدخال زعيم غير مسجل سيخلق "ديكتاتورية دائمة".

وبعد انقلاب عام 2014، أرسل المجلس العسكري المئات من المعارضين السياسيين المزعومين إلى "جلسات تغيير الموقف" قبل الإفراج عنهم. ويقول منتقدو الجنرال -أيضاً- أنه على الرغم من محاولاته الفكاهية، فإن الجنرال برايوت، لا يقبل المزاح. وقد اعترف بأنه يكافح لاحتواء انفعالاته.

وتزداد التوقعات بأنه سيدعو إلى إجراء الانتخابات في وقت لاحق من هذا العام. كما بدأت بعض الصحف تشغيل العد التنازلي لشهر تشرين الثاني/ نوفمبر.

لكن قراءات أخيرة أشارت إلى أن الجنرال برايوت يهدف إلى البقاء. وبدأ مستشاروه أخيراً بنشر صور له يظهر فيها مع مزارعين وعمال مصانع على صفحة "فيسبوك" أنشئت حديثاً. وقد بدأ الجنرال برايوت -أيضاً- بعقد بعض اجتماعاته الحكومية خارج بانكوك، في بعض المناطق الزراعية الغنية بالأصوات، حيث يحظى تاكسين شيناواترا ومؤيديه بدعم قوي تقليدياً.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com