هل تُطيح "القدس" برئيسة وزراء رومانيا؟
هل تُطيح "القدس" برئيسة وزراء رومانيا؟هل تُطيح "القدس" برئيسة وزراء رومانيا؟

هل تُطيح "القدس" برئيسة وزراء رومانيا؟

تتحدث تقارير إعلامية عن احتمالية أن تدفع رئيسة الوزراء الرومانية فيوريكا دانسيلا ثمنًا كبيرًا، يطيح بها من رأس الحكومة في بوخارست، وذلك على خلفية توقيعها على مذكرة سرية بشأن خطة نقل سفارة رومانيا من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة.

وصادقت الحكومة في بوخارست، يوم الخميس قبل الماضي، على قرار نقل السفارة إلى القدس، وحددت لذلك جدولًا زمنيًا، دون أن تنشر تفاصيله، وهو القرار الذي دعمته دانسيلا، إلى جانب وزير الخارجية تيودور ميليشكانو، وشخصيات سياسية بالائتلاف الحاكم.

وتبين لاحقًا أن تلك الخطوة، التي جاءت بعد قرابة أسبوع واحد من إعلان الرئيس الروماني أن نقل السفارة إلى القدس يخالف القوانين الدولية، تمت دون التشاور مع الرئيس يوهانيس الذي شن هجومًا حادًا ضد القرار، الأمر الذي دفعه لمطالبتها بتقديم استقالتها.

وقال تقرير لصحيفة "معاريف" العبرية، اليوم الجمعة، إن عدم التشاور مع الرئيس يوهانيس دفعه لمطالبة رئيسة الوزراء بالاستقالة، لافتة إلى أن الخطوة التي اتخذتها الحكومة تمثلت في التوقيع على مذكرة سرية في هذا الصدد.

فيما نشر الرئيس الروماني بيانًا استثنائيًا، اليوم الجمعة، طالب فيه دانشيلا بترك منصبها.

وجاء في البيان الرئاسي: "إن أداء السيدة دانسيلا كرئيسة للحكومة يمس بشدة بهذه الحكومة وبالدولة بأسرها، لذا أدعوها وبشكل علني للاستقالة".

ويمتلك الرئيس الروماني طبقًا للقوانين المعمول بها في البلاد صلاحية إصدار قرارات من هذا النوع، وبالتالي يعد القرار الذي اتخذته الحكومة مساسًا بمؤسسة الرئاسة في الوقت ذاته.

وما رفع حدة التوتر في الخلافات المتأججة بين الحكومة والرئاسة في بوخارست، هو زيارة رئيسة الوزراء التي قامت بها إلى إسرائيل الأسبوع الجاري من دون علم الرئيس.

وأشارت تقارير إعلامية، يوم السبت الماضي، إلى خلافات حادة طفت على السطح بين الرئيس الروماني وبين الحكومة على خلفية المذكرة السرية التي تم التوقيع عليها، وأيدتها الحكومة، فضلًا عن الشريك الائتلافي، رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي ليفيو دراغنا، والذي يعد من الشخصيات المؤثرة للغاية بالائتلاف الحاكم في رومانيا.

وعقب المصادقة على القرار الحكومي، والذي تدعمه دانسيلا، ووزير الخارجية ميليشكانو، شن الرئيس يوهانيس، والذي يقف على رأس الحزب الوطني الليبرالي الحاكم، هجومًا حادًا ضد القرار واعتبره انتهاكًا لقرارات الأمم المتحدة.

وكان من المفترض أن تصبح رومانيا من أوائل الدول، التي تنضم إلى تلك الخطوة، إلى جوار الولايات المتحدة الأمريكية وغواتيمالا وهندوراس والتشيك، لكن موقف الرئيس يرجح أنها لن تكون من بين الدول التي ستنضم للخطوة الأمريكية منتصف الشهر المقبل.

وبرر يوهانيس رفضه بأن هناك سلسلة من القرارات التي اتخذها مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، من بينها قرار يطالب الدول الأعضاء بالامتناع عن نقل سفاراتهم إلى مدينة القدس، معتبرًا أن قيام بوخارست بخطوة من هذا النوع ستشكل خرقًا للقوانين الدولية.

وعلقت وزارة الخارجية في بوخارست على بيان الرئيس يوهانيس، مشيرة إلى أن المصادقة على القرار جاءت كخطوة أولية يفترض أن تعقبها مشاورات طويلة إلى أن يتم العثور على الطريقة الأمثل لتأسيس وضع رومانيا دوليًا.

وأضافت، في بيان: "إن موقف بوخارست فيما يتعلق بالنزاع كان ومازال متوازنًا، كما أننا نعترف بحق إقامة الدولة الفلسطينية".

وتجري إسرائيل محاولات مكثفة من وراء الكواليس، مع العديد من الدول التي ترتبط بها بعلاقات صداقة، ضمن حملة "طرق أبواب" تقودها نائبة وزير الخارجية تسيبي حوتوفيلي، والتي كانت قد التقت الأسبوع قبل الماضي في بوخارست مع وزير خارجية رومانيا، ضمن الحملة الدبلوماسية التي تقودها لإقناع دول عديدة لنقل سفارتها إلى القدس.

لكن المحاولات الإسرائيلية لم تفلح في إقناع غالبية دول العالم بما في ذلك تلك الدول التي تجمعها علاقات صداقة قوية بالدولة العبرية، ما جعل تلك الحملة حاليًا تبدو أشبه بـ"استجداء" العالم للانضمام للموقف الأمريكي، والذي يفترض أن يتسبب في إشعال الساحة الفلسطينية والشارع العربي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com