غامبيا.. يحيى جامع والولاية الخامسة
غامبيا.. يحيى جامع والولاية الخامسةغامبيا.. يحيى جامع والولاية الخامسة

غامبيا.. يحيى جامع والولاية الخامسة

رغم أن الرئيس الغامبي، قد استولى على السلطة منذ 21 عاما، إلا أنه يسعى حالياً للفوز بفترة رئاسية خامسة. خصوصا بعد الثقة التي منحه حزبه يوم الجمعة، في ظل أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية يعيشها البلد الإفريقي.

فـ"يحيى جامع" الذي جاء إلى السلطة في عام 1994 بعد انقلاب، وأعيد انتخابه أربع مرات، تم تعيينه يوم الجمعة رئيسا للتحالف من أجل إعادة التوجيه الوطني والبناء (APRC) الحاكم.

وقال الرئيس لأنصاره في المؤتمر، الذي عقد في كانيلا، مسقط رأسه في غرب البلاد "دعونا نستمر في خدمة شعب غامبيا، ونحافظ على التزامنا، لتقديم خدمة أفضل له، ومنحه مستويات معيشة من بين أعلى المعدلات في العالم".

وأضاف، "نحن في دولة ديمقراطية، وهم (الغرب) يتحدثون عن الحد من الفترات الرئاسية. فأيّ رئيس دولة غربية، أو أي مسؤول آخر لأي دولة لو تحدث عن الحد من الولايات الرئاسية في غامبيا، فسوف يرى ما سوف أقوله له"، في إشارة الى انتقادات الدول الغربية والمدافعين عن حقوق الإنسان.

وتابع، "منذ آلاف السنين ونحن خاضعون للأيديولوجية الغربية، التي جرتنا إلى الخلف"، مضيفا أن منتقديه فشلوا في محاربة نظامه، "بفضل من الله"، على حد تعبيره.

وأما عن واقع المعارضة في بلاده، قال الرئيس الغامبي، إنها "منقسمة أكثر من أي وقت مضى"، لكنه شدد على أن "المعارضة تستطيع أن تقاطع الانتخابات، ولكنها لا تملك حق زعزعة استقرار البلاد".

وتشير المصادر الدبلوماسية، إلى أن الاقتراع الرئاسي في 1 ديسمبر 2016، سيُسبَق بالانتخابات البرلمانية التي كانت مقررة في 6 أبريل 2017.

ولكن في مواجهة الرئيس يحيي جامع هناك معارضة حقيقية، أبرزها خصمه حليفة صلاح، وهو عالم اجتماع غامبي، تم تعيينه مرشحا رسميا عن المنظمة الديمقراطية للشعب من أجل الاستقلال والاشتراكية (PDOIS).

مخاوف التزوير

ويقول المحللون إن غامبيا، الدولة الأنجلوفونية الصغيرة، الواقعة في غرب إفريقيا، والمحاصرة داخل إقليم السنغال، باستثناء واجهتها على المحيط الأطلسي، يقودها بقبضة من حديد الرئيس جامع، منذ واحد وعشرين عاما.

وتتابع الصحيفة في تحليلها، أن نظامه متهم من قبل المنظمات غير الحكومية، بأنه مسؤول عن حالات الاختفاء القسري، والاغتيالات والقتل خارج نطاق القضاء، ومضايقة الصحافة ونشطاء حقوق الإنسان، وهي الاتهامات التي نفاها الرئيس الغامبي مرارا وتكرارا.

وجاء جامع إلى السلطة عن طريق انقلاب عسكري، وقد انتخب لأول مرة في عام 1996 وأعيد انتخابه ثلاث مرات (في 2001 و 2006 ثم في نوفمبر تشرين الثاني عام 2011 مع 72٪ من الأصوات). في حين حقق حزب APRC الحاكم فوزا ساحقا في الانتخابات البرلمانية عام 2012 بحصوله على 43 من بين 48 نائباً منتخباً 5 منهم تم تعيينهم من قبل الرئيس.

وقد تمت مقاطعة هذه الانتخابات، من قبل أحزاب المعارضة الرئيسية الستة، التي تتهم النظام بـ "إساءة استخدام السلطة".

أزمات عاصفة

وفي تحليل لها، تقول صحيفة "لوبوان" الفرنسية، إن الإعداد لهذه الانتخابات، يتم في سياق سياسي واجتماعي واقتصادي متوتر. فمن ناحية، يواجه الاقتصاد الغامبي أزمة خطيرة بسبب تفشي الايبولا. كما أنه في عام 2014، بلغ النمو 0.2٪ مقابل توقعات أولية سابقة قدرها 7.4٪، وهو ما أدى إلى انخفاض عائدات السياحة، التي تمثل واحدة من الموارد الرئيسية في البلاد.

ومن ناحية أخرى، شهدت البلاد موجة جفاف قاسية. وتسبب تأخر موسم الأمطار في انخفاض المحاصيل الزراعية بنسبة 15% في عام 2014، مما أدى إلى تفاقم أوضاع انعدام الأمن الغذائي. ناهيك عن مناخ الأعمال الذي لم يشهد التحسن المتوقع. لكن الوضع الاقتصادي تحسن قليلا في عام 2015، مع نمو بنسبة 4% تقريبا.

ويشير المحللون، إلى أنه لهذا السياق الاقتصادي، يضاف المناخ السياسي السيء، منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في ديسمبر 2014. لقد انتقم نظام جامع من المعارضة، حيث تم التصويت على نظام إصلاح انتخابي جديد، في السر، فرضت بموجبه ضريبة على مرشحي الرئاسة، تبلغ خمسة آلاف أضعاف الحصة المدفوعة.

ويتعين على المعارضين في المستقبل، دفع 500 ألف دالاسي (12 ألف دولار)، فضلا عن تجديد الاعتراف القانوني للأحزاب السياسية بتكلفة قدرها 12500 دولار. وعليهم أيضا أن ينشئوا مقاعد مرخصة في المناطق السبع من البلاد، بموجب القواعد الجديدة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com