تركيا بعد محاولة الانقلاب.. نحو "هيمنة أردوغانية" وتحقيق المشروع الخاص
تركيا بعد محاولة الانقلاب.. نحو "هيمنة أردوغانية" وتحقيق المشروع الخاصتركيا بعد محاولة الانقلاب.. نحو "هيمنة أردوغانية" وتحقيق المشروع الخاص

تركيا بعد محاولة الانقلاب.. نحو "هيمنة أردوغانية" وتحقيق المشروع الخاص

لن تمر محاولة الانقلاب على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مرور الكرام، بل ستأخذ البلاد إلى مرحلة جديدة، لا تُعرف نتائجها، باستثناء توقعات بمزيد من "الهيمنة الأردوغانية"، وتحول البلاد إلى دولة أمنية واستخباراتية بامتياز، بحسب خبراء ومحللين سياسيين.

وبعد ساعات قليلة، من إعلان الحكومة التركية، فشل الانقلاب الذي قاده ضباط في الجيش، تعهد أردوغان خلال خطاب تلفزيوني على الهواء، بـ"تطهير" الجيش، قائلًا: "هؤلاء الذين قادوا الدبابات، عليهم العودة من حيث أتوا"، واصفًا إياهم بـ"الخونة".

واعتبر الخبراء أن كلمات أردوغان هذه، بمثابة انطلاق حملة شرسة ضد عناصر في الجيش، خصوصًا أولئك المحسوبين على المعارض البارز فتح الله كولن، المقيم في أمريكا، والذي اتهمته أنقرة بالوقوف وراء محاولة الانقلاب. ونفى كولن هذا الاتهام.

وبالفعل أعلن رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، السبت عن مقتل 104 من الانقلابيين وإصابة 1440، كما اعتقلت قوات الأمن حوالي ثلاثة آلاف عسكري على ارتباط بالمحاولة الانقلابية.

فيما أفادت الشرطة التركية بإقالة خمسة جنرالات و29 ضابطًا برتبة كولونيل، من مهامهم، بأمر من وزير الداخلية افكان علي.

ويقول الخبراء، إنه "بالرغم من أن أردوغان شن عدة حملات ضد الجيش خلال أعوام توليه رئاسة البلاد ورئاسة الحكومة قبل ذلك، إلا أنه لم يكن باستطاعته أن يطلق العنان كثيرًا لحكومته في سعيها لتقييد تحركات الجيش، خوفًا من فتح مواجهة مباشرة معه".

ويضيف الخبراء، "لكن الوضع اختلف الآن.. بعد محاولة الانقلاب.. الآن أصبح بإمكان أردوغان وحكومته فعل ما يريدان، فهما يمتلكان الآن حجة قوية للتحرك ضد الجيش وفي سبيل توسيع صلاحيات الرئيس".

تحقيق مشروعه الخاص

قال إلمار بروك، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الأوروبي، وأحد حلفاء المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إن أردوغان "سيستغل محاولة الانقلاب العسكري لإحكام قبضته على السلطة".

وأضاف بروك، في حديث لصحيفة "دي فيلت" الألمانية، "سيحاول أردوغان توسيع صلاحياته في السلطة"، محذرًا من أن أن "مثل تلك الخطوة قد تؤدي لانقسام عنيف في المجتمع التركي".

واتفق زعيم حزب الخضر المعارض في ألمانيا، جيم أوزديمير، مع وجهة نظر بروك، قائلًا لصحيفة "فيلت ام زونتاج": "لن يترك أردوغان هذه الفرصة تمر ليس فقط ليطهر الجيش بل أيضًا لتحقيق مشروعه الخاص بالتعديلات الدستورية بهدف الاستبداد".

ويطمح أردوغان لتغيير الدستور التركي، الذي صيغ في 1980، إثر آخر انقلاب عسكري ناجح، بهدف تبني نظام شبيه بالنظام الرئاسي الأمريكي، يعزز سلطاته كرئيس.

جيش "إسلامي"

من جانبه، يرى اللواء سمير فرج، مدير الشؤون المعنوية في القوات المسلحة المصرية، سابقًا، أنه "عقب فشل الجيش التركي في الانقلاب على أردوغان، سيلجأ الأخير إلى عزل كوادر الجيش بالكامل، وسيحوله إلى جيش إسلامي كما حدث في إيران عقب ثورة الخاميئني وإنشاء الحرس الثوري الإيراني".

وأضاف "فرج" في تصريحات لوسائل إعلام مصرية، أن "هذا الأمر سيضع تركيا في موقف محرج مع الدول الأخرى، وسيقلل فرص انضمامها للاتحاد الأوروبي".

دولة استخباراتية بامتياز

وتوقع الخبراء أن تتحول تركيا خلال المرحلة المقبلة إلى دولة أمنية واستخباراتية بامتياز، في ظل مخاوف الحكومة من تكرار محاولة الانقلاب.

وقال الخبراء، إن "الحكومة والأمن في تركيا، سيشددان قبضتهما على كافة مفاصل الدولة، وسيتم ربما وضع قيادات في الجيش تحت المراقبة، الأمر الذي سيظهر تركيا على أنها بلد غير مستقر، ولديه مشاكل داخلية مع الأكراد من جهة، والمعارضة والانقلابين من جهة أخرى".

وكانت مجموعة من الجيش، أعلنت ليل السبت، أن "مجلس السلام" بات يدير البلاد، وفرضت حظر تجول وأحكام عرفية.

واحتل الجنود مواقع استراتيجية في إسطنبول، وحلقت الطائرات الحربية على ارتفاع منخفض في أنقرة.

لكن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم، قال لاحقًا، إن "الموقف بات تحت السيطرة إلى حد كبير، وتم فرض منطقة حظر طيران فوق أنقرة".

من جانبه، أعلن أردوغان، صباح السبت، إنهاء محاولة الانقلاب، متهمًا أنصار فتح الله كولن، بالوقوف خلفها، مشددًا على أن السلطة "ستقوم بتنقية الجيش من الإرهابيين"، على حد تعبيره.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com