أفغانستان..الحرب المنسية في حسابات ترامب وكلينتون
أفغانستان..الحرب المنسية في حسابات ترامب وكلينتونأفغانستان..الحرب المنسية في حسابات ترامب وكلينتون

أفغانستان..الحرب المنسية في حسابات ترامب وكلينتون

على الرغم من أن القضية الأفغانية مطروحة على المكتب البيضاوي للمستأجر الثالث على التوالي في البيت الأبيض، إلا إن الحملة الانتخابية مكرّسة بوضوح للجدار مع المكسيك، وطرد المهاجرين غير الشرعيين، والتنديد بالتحالفات والاتفاقيات التجارية الحرة، أو للكفاح ضد تنظيم داعش في سوريا.

وقالت صحيفة "لودوفوار" الكندية، في تحليل لها في عددها الصادر اليوم السبت، إن الولايات المتحدة اعتقدت أنها ستحقق نصراً سريعاً. وبعد مرور شهر على بدء عملية "الحرية" يوم 7 أكتوبر 2001، تم طرد حركة طالبان من العاصمة كابول من قبل التدخل البري للقوات الأمريكية مع قوات تحالف الشمال، ولم يعد لتنظيم القاعدة أي وجود، واضطر أسامة بن لادن لأن يختبئ في الجبال الجنوبية الشرقية.

طالبان قوة لم تقهر

ويرى الخبراء، أن هذا النصر لم يدم طويلاً. لقد استطاع عناصر حركة  طالبان أن يعيدوا تنظيم أنفسهم في الجنوب، في حين ركز العملاق الأمريكي جهوده على العراق.

وتجدد ظهور الحركة بشكل واضح عام 2014، وأظهرت قدرة على شن هجوم كبير في ولاية هلمند، وعلى تنفيذ هجمات على العاصمة كابول.

ومنذ أكتوبر 2015، تهدد الحركة مدينة قندوز في الشمال. وحتى هذه اللحظة تقوم عناصر من القوات الخاصة الأمريكية بدعم القوات الأفغانية لصد أي هجوم جديد.

وعلى الرغم من إعادة نشر 10 آلاف جندي عشية رئاسة جورج دبليو بوش، ثم "القفزة " التي قررها باراك أوباما بحلول نهاية عام 2009، وذلك برفع عدد الجنود إلى 100 ألف جندي  في أغسطس 2010 .

ويرى المحللون، أن الهدف اليوم هو تفادي انهيار سلطات كابول، وإجبار طالبان على إيجاد توافق مع هذه السلطات.

 وبحسب المحللين، فإن هذا الهدف ذو مصداقية، ما دام يعترف بأن حركة طالبان، بصرف النظر عن كونهم حركة إسلامية عنيفة، فهي تشكل قوة سياسية لا مفر منها، وعلى درجة كبيرة من الأهمية، خاصة بالنسبة للسكان البشتون في الجنوب.

الكرة الأفغانية

وفي محاولة لتحقيق ذلك اضطر باراك أوباما في قلب فصل الصيف، للاحتفاظ بـ 8400 جندي في أفغانستان بعد انتهاء فترة ولايته.  ويؤدي هؤلاء الجنود نوعين من المهام التي تعرضهم لمخاطر جسيمة، هي تدريب ودعم قوات الأمن الأفغانية من جهة، والكفاح ضد الجماعات المتشددة  من جهة أخرى.

وقال خبراء عسكريون، إن هذا الوجود العسكري يكلف الولايات المتحدة ما بين 10 و 20 مليار دولار سنوياً لدافعي الضرائب الأمريكيين، بالإضافة إلى  1.25 مليار دولار المنصوص عليها في ميزانية عام 2017.

وتعتبر أفغانستان ثالث أكبر مستفيد من المساعدات الأمريكية الخارجية، بعد إسرائيل ومصر. وهو الوضع الذي سيرثه المستأجر القادم إلى البيت الأبيض.

وفي هذا السياق، ليس من مصلحة دونالد ترامب ولا هيلاري كلينتون جلب الاهتمام لهذا الفشل الجمهوري والديمقراطي معاً. فقبل شهر واحد على الانتخابات، لم يقدم أي من المتنافسين ولو مقدمة مشروع خطة لإدارة هذه الحرب التي سيرثها أحدهما. وهذا أمر يؤسف له.

الفوضى الأفغانية ليست في الواقع أمراً لا مفر منه. الاستثمار المتواصل والمزيد من الاهتمام، يمكن أن يُسهم إلى حد كبير في تحقيق الاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي، وفي مواجهة الزخم الذي تتمتع به طالبان.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com