ما هي أسباب الاستقالة المفاجئة لمدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية؟
ما هي أسباب الاستقالة المفاجئة لمدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية؟ما هي أسباب الاستقالة المفاجئة لمدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية؟

ما هي أسباب الاستقالة المفاجئة لمدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية؟

أثار الاستقالة المفاجئة لمدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية دوري غولد، الخميس، التكهنات حول الأسباب التي تقف خلفها.

وعلى خلاف لغة الخطابة الدبلوماسية التي استخدمها غولد، والذي نفى أن تكون هناك أية خلافات بينه وبين رئيس الحكومة ووزير الخارجية بنيامين نتنياهو، هي التي أدت إلى اتخاذه قرار الاستقالة، تبقى هناك مؤشرات عديدة تدل على أن استقالة من رافق نتنياهو قرابة 25 عامًا، تأتي على خلفية إحباطه الشديد من السياسات التي تتبعها الحكومة الحالية.

وتعيش وزارة الخارجية الإسرائيلية والعاملون فيها على وقع الاستقالة المفاجئة التي أعلنها غولد، وتتحدث مصادر عن حالة من الجدل الحاد بشأن تكليف يوفال روتيم، المسؤول الكبير بالوزارة، ومن كان مرشحا لمنصب مدير مكتب رئيس الحكومة، كقائم بأعمال مدير عام وزارة الخارجية خلفا لغولد.

وانتابت العاملين بالوزارة حالة من البلبلة الشديدة، لا سيما وأن الاستقالة تأتي في فترة تشهد توترات حادة على الصعيد الدبلوماسي، فضلا عن حقيقة أن تعيين روتيم خلفا له لا ترقى إلى تطلعاتهم، في وقت تتولى فيه شؤونها فعليا نائبة وزير الخارجية تسيبي حوتوفيلي.

ومثل وجود غولد كمدير عام لوزارة الخارجية الإسرائيلية والتي لا يديرها وزير متفرغ، حالة استثنائية طوال قرابة 18 شهرا مضت، حيث كان عنوانا لأية خطوة تحمل في طياتها مفاوضات أو مباحثات أو اتفاقيات مع أطراف عديدة، لا يستثنى منها أطراف في العالم العربي، هذا بخلاف كونه مكونا أساسا ضمن الخطوات الإسرائيلية نحو التوجه إلى القارة الأفريقية، فضلا عن دوره في عودة العلاقات بين تل أبيب وأنقرة.

وعلل غولد استقالته بالأمس بقوله إنه بحاجة للتفرغ لفترة زمنية لقضاء وقت مع عائلته، والعودة لرئاسة "مركز القدس للشؤون العامة" والذي ظل يترأسه طوال 15 عاما وحتى توليه منصب مدير عام وزارة الخارجية في حزيران/ يونيو 2015.

تهميش غولد

ولعب غولد دورا بارزا في رسم السياسات الخارجية الإسرائيلية في السنوات الأخيرة، ونجح في بناء منظومة علاقات شخصية وعامة مع مسؤولين في دول عديدة في الشرق الأوسط وأفريقيا. كما تولى في الفترة 1997 – 1999 منصب السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة.

وتفيد مصادر في وزارة الخارجية الإسرائيلية أن غولد يعاني حالة من الإحباط العميق منذ شهور، ويرى أن نتنياهو تجاهله تماما في ملفات مصيرية على الرغم من النجاح الكبير الذي تحقق في وظل إدارته للمنظومة الدبلوماسية الإسرائيلية على الصعيد الأفريقي والعربي والتركي والروسي وغير ذلك.

ومن بين الملفات التي تعمد نتنياهو تهميش غولد بشأنها، ما يتعلق بملف العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة الأمريكية، حيث اشتكى غولد لمقربين منه في الآونة الأخيرة أنه لاحظ تعمد نتنياهو عدم إشراكه في الخطوات التي تتم في هذا الصدد رغم كون تلك الفترة في غاية الحساسية، وبذلك طغت الاعتبارات السياسية والحزبية على الاعتبارات الدبلوماسية في كل ما يتعلق بالعلاقات مع واشنطن.

واستنكر غولد في الفترة الأخيرة، بحسب مصادر، تهميشه كلية في ملف آخر لا يقل أهمية، وهو العلاقات المصرية الإسرائيلية، حيث كان المسؤول المستقيل يعتقد أنه سينجح في قطع شوط نحو بناء علاقات أكثر عمقا وعلانية مع القاهرة، لكنه وجد أنه مستبعد تماما من هذا الملف، والذي أوكله نتنياهو لمقربين منه، وعلى رأسهم المحامي يتسحاق مولخو.

وفيما يتعلق بالملف التركي، والذي لعب فيه غولد دورا كبيرا للغاية، أدى في النهاية إلى توقيع اتفاق تطبيع لم يكن في الحسبان قبل عام واحد، بيد أن تقارير تتحدث عن كون النجاح في هذا الصدد قد نسب إلى شخص آخر، هو يوسيف يتسهار، رجل المال والأعمال المقرب من نتنياهو، والذي كان شريكا أساسيا في المفاوضات مع تركيا.

تقليص صلاحيات

وفضلا عن ذلك، كان للدبلوماسي الإسرائيلي المستقيل دور بارز في تقريب وجهات النظر بين تل أبيب وموسكو، كما أنه نجح في التواصل بشكل فعال مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومهد الطريق أمام تقارب روسي – إسرائيلي استثنائي.

وبحسب التقارير، فقد اكتشف غولد بعد ذلك أن سياسات مختلفة اتخذها نتنياهو أدت إلى تقليص صلاحياته.

ومن بين الخطوات التي قلصت صلاحيات غولد، تعيين تساحي هنغبي وزيرا بلا حقيبة مع منحه صلاحيات تتعلق بالعلاقات الخارجية الإسرائيلية، وتعيين مايكل أورين نائبا له لشؤون لسياسة الخارجية. كما قرر نتنياهو نقل صلاحيات شعبة العلاقات الخارجية، الثقافية والعلمية، لوزيرة الثقافة ميري ريغيف، دون علم غولد.

واعتبر تقليص الموازنة الخاصة ببعض القطاعات بوزارة الخارجية من وجهة نظر غولد مساسا بقدرته على أداء عمله، ووصف مقربون منه المشاعر التي عبر عنها في أحاديث خاصة، حين وصف وجوده في المنصب بأنه "مثل شخص أعطوه سيارة لكن دون إعطائه المفتاح".

لا حاجة لـ"غولد"

وشهد الشهر الماضي، قبيل توجه نتنياهو للمشاركة في اجتماعات الجمعية العام للأمم المتحدة، لقاء عقده رئيس الحكومة مع ضباط كبار بالجيش الإسرائيلي في مكتبه. ووقتها تحدث هؤلاء مع نتنياهو عن رغبة دول أوروبية عديدة في الاستثمار في مشاريع كبرى في قطاع البنية التحتية داخل غزة والضفة الغربية.

وخلال الاجتماع سأل أحد الضباط الكبار نتنياهو "لماذا لا يتواجد بيننا السيد دوري غولد أو ممثل عنه ليوضح وجهة نظر الوزارة في ملفات تقع على عاتقه؟". ورد نتنياهو بصورة اعتبرت من بين الأسباب التي ربما تقف وراء قرار غولد، حين أشار إلى أنه "لا توجد حاجة لمسؤولي وزارة الخارجية بيننا"، مضيفا "أنا هنا".

وتفيد مصادر شاركت بالاجتماع أن نتنياهو زاد على ذلك بأن كلف أحد القطاعات بالمؤسسة العسكرية للتواصل مع أطراف بالخارج بشأن ملفات كانت من اختصاصات وزارة الخارجية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com