حظر ترامب لتمويل عمليات الإجهاض "يهدد" أفريقيا
حظر ترامب لتمويل عمليات الإجهاض "يهدد" أفريقياحظر ترامب لتمويل عمليات الإجهاض "يهدد" أفريقيا

حظر ترامب لتمويل عمليات الإجهاض "يهدد" أفريقيا

تخشى بلدان أفريقية، عملت بجد على مدى العقدين الماضيين للحد من النمو السكاني وتعزيز التنظيم الجيد للأسرة، من التأثير "المدمر" لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القاضي بحظر تمويل أية منظمة توفر معلومات عن الإجهاض أو تؤيده أو تقدم إحالات إلى إخصائيين أو خدمات.

ويقول جاكسون كايكويكو، المدير التنفيذي للمنظمة غير الربحية، ريبرودكتيف هيلث أوغندا  (آر إتش يو) للصحة الإنجابية، إن الحظر ستكون له "آثار مدمرة" على أفريقيا، حيث تعتمد عشرات المنظمات والجماعات العاملة بمجال تنظيم الأسرة على التمويل من الولايات المتحدة.

ويحذر كايكويكو من أنه سيتعين على كثير من هذه المنظمات والجماعات أن تغلق أبوابها متى تم تنفيذ الحظر.

وقد فرض الحظر للمرة الأولى في عهد الرئيس الأسبق رونالد ريغان، وأعاده جورج دبليو بوش بعد إلغاء بيل كلينتون لهذا التدبير.

وفي العام 2009، رفع الرئيس باراك أوباما "قانون تكميم الأفواه العالمي"، الذي سمي كذلك لأنه يمنع بشكل فعال المنظمات الدولية غير الحكومية حتى من مناقشة الإجهاض أو الدعوة إلى إضفاء الصفة القانونية عليه من مالها الخاص.

وتقول مؤسسة "ماري ستوبس انترناشونال"، وهي منظمة عالمية غير ربحية تقدم وسائل منع الحمل والإجهاض الآمن للنساء في 37 بلدًا، إن "خسارة خدماتها خلال فترة ترامب لمدة أربع سنوات يمكن أن يسبب ستة ملايين و500 ألف حالة حمل غير مرغوب فيه".

وسيمنع الحظر أيضًا مؤسسة "ماري ستوبس انترناشونال" من تقديم وسائل منع الحمل لـ1.5 مليون امرأة كل عام، معظمهن في البلدان الأكثر فقرًا في العالم، ما سيؤدي إلى 2.2 مليون حالة إجهاض، و2.1 مليون حالة إجهاض غير آمنة و21700 حالة وفاة لأمهات، وفق بيان للمؤسسة.

وتحذر مديرة العمليات الدولية في "ماري ستوبس انترناشونال"، مارجوري نيومان ويليامز، من أن هذا القرار "يحرم الناس من الحق في اتخاذ القرارات التي يمكن أن تحسن ظروفهم المعيشية، من الفتاة التي كان يمكن أن تتجنب الحمل غير المرغوب فيه وتواصل تعليمها، إلى الأم لخمسة أطفال التي كان يمكن أن تتجنب المخاطر التي تهدد حياتها بسبب الإجهاض غير المأمون".

وتضيف نيومان ويليامز أن "هذه السياسة لن يكون لها تأثير سلبي على الصحة فقط، ولكن أيضًا على الآفاق الاقتصادية للمرأة، وبالتالي زيادة الفقر".

وحسب صندوق الأمم المتحدة للسكان (يو إن إف بي ايه) فإن اقتصادًا صغيرًا، كالموجود في أوغندا الواقعة شرق إفريقيا، على سبيل المثال، يمكن أن يفقد ما يصل إلى 30% من الناتج المحلي الإجمالى السنوي بسبب الحمل في سن المراهقة.

ويعتبر كايكويكو أن "قرار ترامب سيؤدي لزيادة التخلف وعدم النمو وجعل الفقراء أكثر فقرًا لأنه سيثقلهم بمزيد من الأطفال".

ويوضح "سنواجه المزيد من حالات التسرب من المدارس، وحالات زواج مبكر أكثر، والمزيد من عمليات الإجهاض والمزيد من حالات الحمل بين المراهقات".

وينتاب مكتب كينيا في "إيباس"، وهي مؤسسة عالمية لدعم الحقوق الجنسية والإنجابية للمرأة، القلق من أن حظر ترامب سيعاقب النساء اللواتي يعانين ظروفًا صعبة بالفعل عن طريق جعل الخدمات المنقذة للحياة بعيدة عن متناولهن.

وتقول مديرة مكتب "إيباس" في كينيا، ليزا كيمبو، إن كل يوم، تموت 830 امرأة في البلدان النامية من المضاعفات المرتبطة بالحمل أو الولادة.

وتدفع كيمبو بأن "الأبحاث أظهرت أن القيود المفروضة على هذه الخدمات لن يكون لها تأثير على الحد من معدل الإجهاض، وإنما زيادة في معدل حالات الحمل غير المرغوب فيه والإجهاض غير المأمون".

وتفيد منظمة الصحة العالمية بأنه في كل عام تكون 21.6 مليون امرأة في حاجة ماسة جدا لإنهاء حملهن لدرجة أنهن يخاطرن بحياتهن عن طريق اختيار الإجهاض غير المأمون.

ويردد مدير برنامج تنظيم الأسرة في غانا الواقعة غربي إفريقيا، إيمانويل أكوتو، مخاوف كيمبو.

ويضيف أكوتو: "إذا لم تتمكن منظمات الإغاثة من تقديم خدمات تنظيم الأسرة مجانا بعد ذلك، فإن الآلاف من النساء سيفقدن القدرة على الوصول لهذه الخدمات. النساء في إفريقيا سيعانين ويمتن ... بسبب نقص الأموال".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com