إستراتيجية حرب جديدة ضد لبنان.. إسرائيل تتوعد "الدولة" قبل حزب الله
إستراتيجية حرب جديدة ضد لبنان.. إسرائيل تتوعد "الدولة" قبل حزب اللهإستراتيجية حرب جديدة ضد لبنان.. إسرائيل تتوعد "الدولة" قبل حزب الله

إستراتيجية حرب جديدة ضد لبنان.. إسرائيل تتوعد "الدولة" قبل حزب الله

وجهت الحكومة الإسرائيلية تهديدات صريحة وواضحة ضد الدولة اللبنانية بأنها ستكون "هدفًا" خلال أي حرب محتملة مع تنظيم حزب الله.

وفي هذا الإطار، تتحدث مصادر إسرائيلية عما اعتبرته "تحولات جديدة طرأت على الإستراتيجية التي تتبناها المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بشأن الأهداف التي ينبغي استهدافها حال اندلعت حرب جديدة مع حزب الله".

وأوضحت المصادر أن "هذه التحولات تؤكد بلوغ التهديدات الإسرائيلية في هذا الصدد ذروة جديدة، إذ إن الحديث عن ضرب مؤسسات الدولة اللبنانية واستهداف قوات الجيش اللبناني لم يعد مجرد تلميحات".

وتقوم الإستراتيجية الإسرائيلية التي أقرها وزير الدفاع بحكومة الاحتلال أفيغدور ليبرمان، على "إلغاء فكرة عزل حزب الله، والتوقف عن محاولة توصيل رسائل نفسية للبنانيين بأنهم غير مستهدفين، وأن المنظمة الشيعية تشكل عدوًا مشتركا للشعب اللبناني والإسرائيلي، وهو أسلوب حاولت الآلة الإعلامية الإسرائيلية العمل به إبان حرب 2006، وبدلًا من ذلك، سيتم اعتبار أن الحرب المقبلة ستكون ضد الدولة اللبنانية بجميع مكوناتها".

منظومة واحدة

ونشر موقع "واللا" العبري تحقيقًا حول تلك التحولات، استهله بالزعم أن "الخطر الذي يطل من لبنان لم يعد يتمثل في حزب الله فحسب، وأن الجيش اللبناني أصبح جزءًا من هذا الخطر"، مشيرًا إلى "رؤية عرضها ليبرمان أمام لجنة الخارجية والدفاع بالكنيست، حين قال إن التصريحات العدائية من جانب مسؤولي الدولة اللبنانية، فضلًا عن المناوشات التي شهدتها المناطق الحدودية أخيرًا، تدل على طبيعة التغيير".

واستعرض ليبرمان، بحسب ما أورده الموقع صباح الاثنين، الصورة التي تتشكل حاليًا وتحدد معالم الحرب المقبلة، وأشار إلى أن "الرئيس اللبناني ميشال عون تحدث قبل أسبوعين عن كون الدولة اللبنانية وجيشها وحزب الله، منظومة واحدة تعمل ضد إسرائيل".

وتطرق كذلك لتصريحات للأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، فضلاً عن واقعة تسلل عشرات المتظاهرين عبر السياج الحدودي احتجاجًا على زرع أجهزة تنصت إسرائيلية جنوب لبنان، يمكنها التقاط المحادثات الهاتفية وحركة مرور البيانات الخاصة بالإنترنت، زاعمًا أن القوات اللبنانية لم تكترث بمنع المتظاهرين من التسلل لإسرائيل.

وبحسب ما أشار إليه ليبرمان، فإن "النظرة الحالية للجيش اللبناني هي أنه وحدة إضافية في منظومة حزب الله، وأن الرئيس عون ضمن هذه المنظومة".

وبناء على ذلك، تقوم الإستراتيجية الجديدة على اعتبار البنية الأساسية للدولة اللبنانية والجيش اللبناني، والبنية الخاصة بحزب الله، منظومة واحدة، وأن ضربها يشكل أداة ضغط هائلة من شأنها أن تحمل أثرًا كبيرًا في الصراع المقبل، حال اندلاعه.

رسائل سياسية

ونقل الموقع عن محلليه، أن "الرؤية التي عرضها ليبرمان، والتي ظهرت في المجمل في الأشهر الأخيرة لكنها لم تكن ذات طابع رسمي، ليست لمجرد ردع الحكومة اللبنانية ودفعها لعدم التورط من خلال التلويح بضرب البنى التحتية للدولة".

وأوضحوا أن "تلك الرؤية تحمل رسائل لدول المنطقة التي تدعم الاقتصاد اللبناني، وأن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تقدر أن روسيا أيضًا، التي تمتلك تأثيرًا جوهريًا في الشرق الأوسط، في ظل تواجدها في سوريا، ومحاربتها للتنظيمات الجهادية، لن تسارع للتورط في توتر محتمل بين إسرائيل وحزب الله"، مرجحين أن "تلك الرسائل ستصل إلى موسكو، التي لا تكترث بمخاوف إسرائيل إزاء تواجد المنظمة اللبنانية في سوريا، ولا تمنعها من إعلان التحدي ضد إسرائيل".

وتعتقد المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أن ضرب البنية التحتية للدولة اللبنانية يمكن أن يزيد الضغوط على نصر الله؛ ما سيؤدي بالتالي إلى عدم إطالة أمد الحرب.

وتعمل إسرائيل في الوقت نفسه على توجيه رسائل سياسية حادة فيما يتعلق بتسليح الجيش اللبناني إلى دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا، والأردن، والسعودية، كما تزعم.

نوايا إسرائيلية مبيتة

وعملت إسرائيل في الأشهر الأخيرة على ترسيخ مزاعم بشأن ما تصفها بـ"العلاقات العميقة" بين الجيش اللبناني وحزب الله، وبدا أن لها أهدافًا إستراتيجية تريد تحقيقها على المدى البعيد، لكن بوادر نتائج هذا الطرح كانت ظهرت العام الماضي، حين بدأ قادة كبار بجيش الاحتلال الحديث بشكل متزامن عن اعتبار جيش لبنان و"حزب الله" هدفًا حال اندلعت حرب ثالثة.

وزعمت مصادر إسرائيلية في شباط/ فبراير الماضي، أن التعاون بين الجيش اللبناني وحزب الله لا يقتصر على حالات عابرة أو مؤقتة أو حالات مرتبطة بمواقع محددة، تتطلب هذا التعاون، زاعمًا أن ثمة تنسيقا قويا بين الجانبين، يتحول شيئًا فشيئًا إلى علاقة إستراتيجية ستلزم إسرائيل باستثمار المزيد من الطاقات وإعادة تقييم رؤيتها الإستراتيجية إزاء هذا الوضع.

وزعم اللواء احتياط عاموس يدلين، رئيس "معهد بحوث الأمن القومي الإسرائيلي" التابع لجامعة تل أبيب، في تموز/ يوليو الماضي، أن مؤسسات الدولة اللبنانية لم تدفع الثمن الكافي الذي كان ينبغي أن تتحمله إبان حرب لبنان الثانية، وأنه كان على إسرائيل التعامل بصورة أكثر قوة معها، مرجعًا ذلك لما قال إنها ضغوط دولية.

ولفت إلى أن أحد الطرق لاختصار أمد الحرب المقبلة مع حزب الله، حال اندلعت، هو توجيه ضربات في غاية العنف للبنية التحتية الوطنية اللبنانية، والتي تستخدمها ميليشيات "حزب الله" في عمليات الدعم اللوجيستي، داعيًا إلى ضرورة أن تشهد الحرب المقبلة ضرب شبكات الكهرباء والمواصلات بالكامل.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com