غير عابئة بـ"حقد" سارة نتنياهو.. من هي المهندسة التي تطمح لرئاسة الحكومة الإسرائيلية؟
غير عابئة بـ"حقد" سارة نتنياهو.. من هي المهندسة التي تطمح لرئاسة الحكومة الإسرائيلية؟غير عابئة بـ"حقد" سارة نتنياهو.. من هي المهندسة التي تطمح لرئاسة الحكومة الإسرائيلية؟

غير عابئة بـ"حقد" سارة نتنياهو.. من هي المهندسة التي تطمح لرئاسة الحكومة الإسرائيلية؟

تخفي ملامح وجه وزيرة العدل الإسرائيلية آيليت شاكيد، ذات الواحد وأربعين عاما، كثيرا من الرؤى والأيديولوجيات التي تؤمن بها، ولا سيما فيما يتعلق بنظرتها ومواقفها العنصرية تجاه العرب والفلسطينيين.

صعدت الوزيرة التي تنحدر من أصول عراقية، وبنت سيرتها المهنية كمهندسة حاسب آلي، بهدوء في عالم السياسة، وذاع صيتها بشكل سريع مدعومة بأنوثتها التي تميزها دون غيرها من الشخصيات النسائية الأخرى التي تقبع داخل الائتلاف الحاكم بقيادة حزب "الليكود"، وعلى رأسه بنيامين نتنياهو.

وساهمت المواقف والقرارات ومشاريع القوانين التي تبنتها شاكيد في رفع سقف طموحها إلى الحد الذي دفعها للحديث عن إمكانية تشكيلها للحكومة الإسرائيلية في يوم ما، وحين اختبرت الأمر وأعلنت عن تلك النوايا، واكتشفت أن ما تملكه من مقومات، سواء عنصريتها ضد العرب، وذكائها السياسي والرؤى التي قدمتها، فضلا عن مقوماتها النسائية الشخصية، كل ذلك منحها شعبية جارفة داخل الحزب الذي تنتمي إليه، وعمق رغبتها في المضي نحو أعلى قمة الهرم السياسي مستقبلا.

لكن الطريق أمام شاكيد للسير في هذا المسار اصطدم بعقبة واحدة، كشفها الصديق المقرب من عائلة نتنياهو، رجل المال والعقارات روني مانا، والذي فضح مدى الغيرة النسائية التي تكنها سارة نتنياهو، زوجة رئيس الوزراء الإسرائيلي، تجاه شاكيد، للحد الذي جعلها تفرض رقابة صارمة على كل صلة أو لقاء أو موقف يجمع بين نتنياهو ووزيرة العدل بحكومته.

ومع أن الجولة المقبلة في مباراة الغيرة النسائية قد تنتهي لصالح شاكيد التي تقف على رأس المؤسسة القضائية، في ظل الأنباء عن إحالة سارة نتنياهو للمحاكمة قريبا، قد تعني أن الحظ سيلعب مستقبلا لصالح عضوة حزب "البيت اليهودي" المتطرف، والتي كانت قد أسست حركة "إسرائيل شيلي"، المتطرفة، وتولت رئاسة كتلة "البيت اليهودي" بالكنيست التاسع عشر.

من هي شاكيد؟

نشأت شاكيد لأب وأم من أصول عراقية، وعملت والدتها أريئلا كمعلمة لكتاب العهد القديم "التاناخ" وانتمت لليسار الصهيوني، قبل أن توارى الثرى حين كانت شاكيد ابنة الثالثة وعشرين عاما، وانتمى والدها شاؤول لحزب "الليكود" بعد أن هاجر من العراق عبر إيران إلى دولة الاحتلال، وعمل محاسبا، وفي المجمل توصف تلك العائلة بأنها علمانية.

وتقطن وزيرة العدل الإسرائيلية حاليا حي "بابلي" شمالي تل أبيب، نفس الحي الذي نشأت به، والتحقت بجيش الاحتلال كضابط تعليمي ضمن الكتيبة (12) وفي سرب تعليمي تابع للواء النخبة "غولاني"، قبل أن تعمل كمهندسة حاسبات ومديرة تسويق في الفرع الإسرائيلي لشركة "تكساس إنسترومنتس" الأمريكية، ومقرها في دالاس، تكساس، وتختص في مجال تطوير وتسويق أشباه الموصلات وتكنولوجيا الحاسوب.

شاكيد هي أم لابن وابنة، وزوجها أوفير ينتمي لسلاح الجو بجيش الاحتلال الإسرائيلي، كقائد لمقاتلة من طراز "إف – 16".

طموح سياسي

وخلال الأسابيع الأخيرة أعلنت شاكيد، أنها لا تستبعد إمكانية الترشح مستقبلا على رأس حزب "البيت اليهودي" لرئاسة الحكومة الإسرائيلية، لكنها قدرت أن وزير التعليم نفتالي بينيت، رئيس الحزب الذي تحمل عضويته، هو الأجدر بتولي رئاسة الحكومة حاليا، في حال تم اللجوء لانتخابات مبكرة، في ظل الأزمات الائتلافية التي لا تتوقف.

ووجدت شاكيد دعما كبيرا أظهره استطلاع للرأي أجري بمبادرة من قبل الناشط بـ"البيت اليهودي" يوسي فوكس، في محاولة يقودها لإقناع شاكيد بضرورة الترشح مقابل بينيت في الانتخابات التمهيدية، وأظهر أنه في حال خاضت الانتخابات العامة على رأس قائمة "البيت اليهودي"، فإنها ستحصل على 33 مقعدا، متجاوزة عدد مقاعد "الليكود" الحالية بثلاثة مقاعد.

وأجري الاستطلاع بواسطة معهد "رافي سميث للبحوث والاستشارات"، ليظهر أن 9% ممن أدلوا بأصواتهم لصالح حزب "الليكود" في انتخابات آذار/ مارس 2015، سوف يمنحونها لحزب "البيت اليهودي" طالما كانت شاكيد هي من تقف على رأسه.

مواقف متطرفة

ولا تتوقف شاكيد عن إثارة الشارع العربي والفلسطيني وحتى المعارضة بدولة الاحتلال، عبر تصريحاتها ومواقفها المتطرفة، والتي كان آخرها زيارة قامت بها إلى عدد من المستوطنات بالضفة الغربية منتصف كانون الثاني/ يناير الماضي، شملت منطقة الحرم الإبراهيمي الشريف بالبلدة القديمة لمدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية، زعمت خلالها أن أحدا لن يستطيع سلب الحقوق التاريخية والقانونية للشعب الإسرائيلي في هذه الأرض.

وأضافت " "في هذه الأيام التي شهدت اختيار العالم إدانة إسرائيل على البناء، أردت أن آتي إلى هنا لدعم الاستيطان اليهودي في الخليل، لا يمكن أن تظل عمليات البناء في الخليل عالقة منذ سنوات طويلة".

ووجهت شاكيد بذلك رسالة استفزازية للفلسطينيين وللدول التي صوتت لصالح مشروع القرار رقم "2334"، الصادر عن مجلس الأمن في 23 كانون الأول/ ديسمبر 2016، والذي أكد على عدم شرعية البناء بالمستوطنات اليهودية بالأراضي المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية.

استفزاز المعارضة

ولا يتوقف الأمر على استفزاز الفلسطينيين، فقد وقفت شاكيد وراء قانون "الشفافية" الذي حمل اسمها، والذي قيد أنشطة منظمات المجتمع المدني وواجه انتقادات حادة من جانب الاتحاد الأوروبي، كما انتقدتها المعارضة الإسرائيلية بشدة على خلفية مبادرة تقدمت بها في آيار/ مايو 2016، تستهدف تطبيق جميع القوانين التي يصادق عليها الكنيست بشكل تلقائي على الضفة الغربية في غضون عام.

وسعت شاكيد عبر تلك المبادرة لتطبيق كل ما يصدر عن الكنيست من قوانين بشكل مباشر على مناطق الضفة الغربية الواقعة تحت السيطرة الإدارية والعسكرية الإسرائيلية، أي قرابة 60% من مساحة الضفة، وتقول إن ما تم سنه من قوانين سيسري بأثر رجعي على المنطقة "ج" وغيرها، وبالتالي سيلتزم بها المستوطنون والفلسطينيون على السواء، ضمن ما أسمته بـ"قانون المعايير".

الإرهاب اليهودي

وترى شاكيد أن الإرهاب اليهودي أخطر من الإرهاب العربي، وربما جاء هذا الموقف لتهدئة الأجواء وتخفيف الضغوط عن الحكومة التي تنتمي إليها في ذروة حالة العنف اليهودي ضد الفلسطينيين، وإقدام إرهابيين يهود على حرق الرضيع الفلسطيني علي دوابشة وأفراد عائلته آواخر تموز/ يوليو 2015.

ووقتها اعتبرت الوزيرة أنه آن الأوان للتعامل مع ظاهرة الإرهاب اليهودي بكل قوة وصرامة، قائلة : "إن الاعتداء الإرهابي في قرية دوما مثير للفزع، وأن اليمين في إسرائيل لا يتحمل أي مسؤولية، فالحديث يجري عن إرهاب، والإرهاب ظاهرة ينبغي التعامل معها بيد من حديد"، على حد قولها.

وزعمت شاكيد وقتها أن ما حدث لا يمت بصلة لليمين أو المستوطنين، وأنه على "الشاباك" أن يتعامل مع ظاهرة الإرهاب، بما في ذلك إذا كان هذا الإرهاب يهوديا، بكل قوة، مشيرة إلى أن الإرهاب اليهودي يضر بأمن إسرائيل أكثر من الإرهاب العربي، وأن هذه الاعتداءات محدودة نسبيا مقارنة بالإرهاب العربي، ولكنها تتسبب في أضرار خطيرة جدا لأمن إسرائيل، وينبغي بذل كافة الجهود لمعالجة هذه الظاهرة.

حرب نسائية مع سارة نتنياهو

وكشف رجل الأعمال الإسرائيلي روني مانا، مطلع آذار/ مارس الماضي، جانبا مهما من أسرار عائلة نتنياهو، ضمن تحقيق أجرته القناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلي. ومن بين الأجزاء التي تتلعق بغيرة زوجة نتنياهو تجاه شاكيد، تأكيده على أن الحديث يجري عن علاقة متردية بين الاثنتين، ضاربا على ذلك مثالا لا يقبل الشك.

وطبقا لشهادته، تسود حالة من الحقد من جانب سارة نتنياهو تجاه شاكيد، لدرجة أنها تمنع نتنياهو من الاقتراب منها أو ذكر اسمها في المجالس الخاصة، مضيفا أن سارة تحرص على عدم تواجد شاكيد على نفس الطائرة خلال الرحلات الخارجية، كي لا تحدث مقارنة بينها وبين وزيرة العدل من زاوية نسائية بحتة.

وردت عائلة نتنياهو، على ما أورده مانا، واتهمته بتعمد تشويه صورة العائلة وتلفيق روايات كاذبة، وذلك بعد أن قررت العائلة قطع صلاتها به منذ 8 سنوات، مضيفة أن مانا لا يتوقف منذ ذلك الحين عن محاولة التواصل مع زوجة رئيس الوزراء، وأنه أرسل إليها عشرات الرسائل الهاتفية ما بين الثناء وأخيرا التلميح إلى كشف أسرار العائلة وتشويه سمعتها.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com