هل زودت أمريكا القوات الكردية في سوريا بأسلحة متطورة؟
هل زودت أمريكا القوات الكردية في سوريا بأسلحة متطورة؟هل زودت أمريكا القوات الكردية في سوريا بأسلحة متطورة؟

هل زودت أمريكا القوات الكردية في سوريا بأسلحة متطورة؟

أكدت تقارير صحفية، اليوم الاثنين، أن المقاتلين الأكراد في سوريا يتسلحون بمعدات قتالية أمريكية متطورة، مع اقترابهم من هزيمة تنظيم داعش في أقوى معاقله بمدينة الرقة شرق البلاد.

وكشفت صحيفة "ميليتاري تايمز" المختصة في الأخبار العسكرية، أن وزارة الدفاع الأمريكية زودت ميليشيات كردية في سوريا بمعدات وأسلحة متطورة، في حين نفى البنتاغون ذلك مؤكداً أنه "ملتزم بالقوانين الضابطة لتسليح الحلفاء والتي تمنع مثل هذا النوع من التسليح لميليشيات على شاكلة القوات الكردية".

وتشمل المعدات -بحسب الصحيفة- نظارات للرؤية الليلية المصنعة من الولايات المتحدة وبنادق وبصريات متقدمة إضافة لمواد أخرى، وهي المعدات نفسها المستخدمة من قبل قوات العمليات الخاصة الأمريكية.

ويدعم  نحو 900 مستشار أمريكي، في شمال سوريا، تحالفات منفصلة تضم الآلاف من المجندين الأكراد والعرب، تم نقلها من قبل وحدات الدفاع الشعبية، بينما برزت الميليشيا المعروفة على نطاق واسع باسم وحدات حماية الشعب" YPG"، باعتبارها أكثر الوكلاء الموثوقين عند الجيش الأمريكي على أرض المعركة.

العلاقة مع تركيا وحرج التحالف

ومن المرجح أن يثير هذا التطور غضب تركيا، التي تعتبر وحدات حماية الشعب مجموعة "إرهابية"، ما يمكن أن يتسبب بمشاكل دبلوماسية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفريقه للأمن القومي.

وعلى غرار سابقتها، فإن إدارة ترامب تكافح من أجل تحقيق توازن بين العلاقة الضعيفة مع الفصائل المتنوعة التي جمعتها واشنطن، ضمن جهودها المتفاوتة لتدمير داعش وتحقيق الاستقرار في المنطقة وحماية الحلفاء الذين سيظلون عرضة للخطر عندما تنسحب القوات العسكرية الأمريكية في نهاية المطاف من سوريا الممزقة بالحرب، على حد تعبير الصحيفة المتخصصة.

وفي حين أن البنتاغون يعترف بتسليح بعض الحلفاء داخل سوريا، برشاشات هجومية من نوع (أي كيه-47) وغيرها من الأسلحة الأساسية روسية الصنع، إلا أن مسؤولين عسكريين أمريكيين نفوا تقديم أي شيء لوحدات حماية الشعب.

وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية، إنه "من المرجح أنهم حصلوا عليها من خلال وسائل أخرى ومن خمصادر أخرى".

ويقدر المسؤول أن عدد مقاتلي وحدات حماية الشعب شمال سوريا يبلغ نحو 40 ألف مقاتل. ويعتقد أن قوات مكافحة الإرهاب الكردية من النخبة "YAT"  يبلغ عددهم المئات لكن من غير الواضح على وجه التحديد عدد أفراد القوات الخاصة السرية "الكوماندوز" بينهم.

وتعتبر علاقة واشنطن بالأكراد معقدة بسبب إصرار أنقرة على أنهم ذراع سورية مسلحة لحزب العمال الكردستاني. وتسعى الحكومة التركية إلى تدمير وحدات حماية الشعب وتمتعض من أي جهد يهدف لتمكين القدرات القتالية للجماعة لأي مبرر كان.

وأدت هذه الوقائع إلى كسر العلاقات بين حلفاء حلف الشمال الأطلسي "الناتو" ما تسبب بالقيام بتهديدات ضد القوات الأمريكية التي هرعت في الأيام الأخيرة إلى الحدود السورية التركية كجزء من جهد يائس لمنع القوات التركية من استهداف مقاتلي وحدات حماية الشعب ومواصلة تأجيل الحصار المخطط له على الرقة التي تعد العاصمة الفعلية لتنظيم داعش.

وعلى الرغم من أن حصول الأكراد على أسلحة ومعدات عسكرية أمريكية متطورة يهدد بتفاقم التداعيات في العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا إلا أنه يسلط الضوء على خطط البنتاغون على المدى القريب لتدمير داعش، كما أنه يشير إلى إستراتيجية طويلة الأجل محتملة تسعى خلالها الولايات المتحدة لإقامة منطقة شبه مستقلة شمال سوريا لتكون ملاذاً آمناً  يحمي حلفاء الولايات المتحدة من الرئيس السوري بشار الأسد والقوات الموالية لنظامه.

حقائق على الأرض ونفي مستمر

وظهرت صور لأفراد الكوماندوز التابعين لوحدات حماية الشعب الكردية وهم يحملون العتاد الأمريكي للمرة الأولى على وسائل التواصل الاجتماعي، في أواخر آذار/ مارس الماضي، خلال مهمة مدعومة من الولايات المتحدة لتحرير مدينة الطبقة الواقعة غرب الرقة والتي شن تنظيم داعش هجمات منها وخزن الأسلحة فيها.

وتظهر الصور وحدة تابعة لوحدات حماية الشعب مزودة بملابس وأسلحة وعتاد إضافي تم إصدارها لأفراد العمليات الخاصة التابعة للبحرية الأمريكية، لكن تم سحبها تدريجيًا بعد حصول البنتاغون على منتجات أحدث وأفضل.

وتشمل هذه المعدات خوذات قتالية متقدمة، وزي تمويه رقميًا، وملابس مخصصة للطقس البارد، وأحزمة محمولة على الصدر لحمل الذخائر، والدروع الواقية للجسم، وعدة إسعافات أولية، إضافة إلى بنادق أم-4 ذات التعديلات المختلفة التي تشمل أشعة الليزر تحت الحمراء التي تستخدم للاستهداف أثناء الغارات الليلية، وهذه المعدات مجتمعةً تجعل فريق وحدات حماية الشعب أكثر قوة وتوفر لهم حماية أكبر.

من جانبه، يقول آدم روث، الخبير في شؤون الدفاع في مركز الأمن الأمريكي الجديد، ومقره واشنطن: " بشكل عام إن كنت أستطيع التحرك وإطلاق النار والتواصل ليلاً بشكل أكثر فاعلية بكثير مما تستطيعه أنت فهذا يمنحني امتيازًا كبيرًا عليكم". حيث خدم روث في العمليات الخاصة للجيش وخدم في أفغانستان بضع مرات.

وفي الواقع باتت القوات الخاصة" الكوماندوز" في وحدات حماية الشعب تشبه إلى حد كبير القوى الأجنبية الأخرى المدربة من قبل الأمريكيين، بما في ذلك تلك الموجودة في أفغانستان والعراق وتونس؛ ما يشير إلى نية متعمدة لتجهيز وتمكين الأكراد السوريين من التصدي للمجموعات المتشددة والخصوم الإقليميين.

وخولت السلطات في الولايات المتحدة وزارة الدفاع ببيع معدات للرؤية الليلية للدول المعترف بها، وليس لمجموعات الميليشيات. وأشار مسؤولون في وزارة الدفاع تحدثوا لصحيفة "ميليتاري تايمز" إلى وجود عدد لا يحصى من الطرق التي يمكن أن يتم خلالها إيصال هذه المعدات لوحدات حماية الشعب، بما في ذلك من خلال السوق السوداء. وقال المسؤولون إنه من الممكن أيضًا أن تكون المعدات سرقت عندما سقطت المنشآت العسكرية العراقية  بيد داعش ابتداء من عام 2014.

مصدر التسليح.. طرف الخيط

ووفقاً لما ذكره "سيث بيندر" الذي يبحث في ملف المساعدات الأمنية وعقود الأسلحة الأمريكية في مركز السياسة الدولية في واشنطن، فإنه بالرغم من أن البنتاغون يقول إنه ممنوع من تسليح وحدات حماية الشعب، إلا أنه لا توجد أي قيود تمنع وكالة الاستخبارات المركزية أو قيادة العمليات الخاصة المشتركة للجيش الأمريكي من القيام بذلك، فيما تعد قيادة العمليات الخاصة المشتركة، مثل وكالة المخابرات المركزية، منظمة سرية يمكن أن تعمل تحت البند 50 من قانون العمليات السرية للولايات المتحدة وإجراء عمليات سرية تخدم الأمن القومي للولايات المتحدة.

ومن الأمثلة البارزة على ذلك، الغارة التي نُفذت في باكستان عام 2011 والتي قتلت مؤسس تنظيم القاعدة ومخطط أحداث الـ 11 من أيلول/ سبتمبر أسامة بن لادن.

بدورها أكدت متحدثة باسم قيادة العمليات الخاصة الأمريكية، التي تشرف على المركز، أن "بعض أدوات تحسين الرؤية والليزر المرئي أمريكي الصنع تم تقديمه للجماعات السورية الأخرى، لكنها رفضت تحديد منظمات معينة".

وقالت المقدم لارا بولينغر لصحيفة "ميليتاري تايمز" إن "تلك المعدات تشمل بصريات واسعة النطاق تطلق عليها القوات الخاصة  اسم ELCAN /إلكان، إضافة لليزر مرئي من نوع "AN/PEQ 5".

وفي السياق ذاته، رجح متطوعون للقتال إلى جانب القوات الكردية في سوريا والعراق، أنه "يحتمل أن تكون وحدات حماية الشعب حصلت على أدوات للرؤية الليلية وغيرها من الأسلحة الأمريكية الحساسة من خلال الدول غير الأعضاء في حلف شمال الأطلسي المخولة لشرائها".

وقال أحد الغريبين أنه يمكن تهريب المعدات العسكرية إلى سوريا عبر القوات الكردية العراقية التي دعمت وحدات حماية الشعب في المعارك الماضية مع داعش.

لكن البنتاغون ينفي صحة هذا الادعاء. حيث قال المتحدث باسم البنتاغون أدريان رانكين غالواي، إن "وزارة الدفاع لا تزود وحدات حماية الشعب بالأسلحة سواء بشكل مباشر أم عن طريق وسطاء. لا نملك أي شيء يثبت أن قوات البيشمركة العراقية نقلت معدات أمريكية إلى وحدات حماية الشعب".

أمثلة أخرى.. وميليشيات موزعة

عدا عن ذلك فإن وحدات حماية الشعب تملك الآن قوة لمكافحة الإرهاب مجهزة تجهيزاً جيداً يناسب النمط الراسخ للتجهيز بين حلفاء الولايات المتحدة الوليدة الأخرى التي تقاتل تنظيم داعش والقاعدة والعديد من المنتسبين لهما في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا. كما يتطابق مع إستراتيجية البنتاغون الأوسع نطاقًا لتمكين القوات المحلية من تولي مسؤولية أمنها.

ففي أفغانستان على سبيل المثال تعمل القوات الخاصة "الكوماندوز" الأفغانية على ارتداء نظارات للرؤية الليلية من الجيل القديم  إضافة إلى بندقيات إم-4 القصيرة المزودة بمعدات رؤية مزودة ببصريات واسعة النطاق وأشعة تحت حمراء. كما ترتدي قوات مكافحة الإرهاب التابعة للحكومة العراقية، المعروفة باسم "قسمها الذهبي" معدات أمريكية للرؤية الليلية ودروعا واقية، ويحملون بندقيات إم-4 ذات نطاق واسع وأشعة ليزر تحت حمراء للعمليات الليلية.

وفي شمال العراق، لا يمكن تمييز وحدات القوات الخاصة التابعة للبيشمركة والمعروفة باسم ليكسومان باراستين "LexomanParastin" التي دربتها وجهزتها القوات الخاصة الأمريكية، إلى حد كبير عن وحدات الكوماندوز الغربية الأخرى سواء في التكتيكات التي تستخدمها أو المعدات التي تحملها. ويشاع أن ليكسومان باراستين تقوم  بتدريب وحدات حماية الشعب كما يعتقد أنهم ساعدوا في هجوم شهر آذار/ مارس الجوي في مدينة طبقة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com