هل مازال الحظر الجوي على سوريا اختيارا؟
هل مازال الحظر الجوي على سوريا اختيارا؟هل مازال الحظر الجوي على سوريا اختيارا؟

هل مازال الحظر الجوي على سوريا اختيارا؟

دريد البيك

الرئيس السوري بشار الأسد ومنذ صدور القرار الدولي 2170 بموجب الفصل السابع وهو لا يكاد يكل أو يمل من تذكير المجتمع الدولي بضرورة أن ينام في الوسط بين أقطاب التحالف ليكون عملهم شرعيا ويأتي بالنتيجة المطلوبة.

فمنذ زلة لسان وزير خارجية النظام السوري، وليد المعلم، بأن لا عذر لمن يريد العدوان على سوريا من أن لا ينسق مع نظامه، إلى مستشارة النظام، بثينة شعبان، التي هددت أمريكا بأن مضاداتها الأرضية لابد ستستخدم إذا لم يتم تنسيق الضربات الجوية مع دمشق إلى وزير مصالحته علي حيدر الذي أكد بعيد بدء الضربات في 23 سبتمبر أن دمشق راضية حتى الآن عن عمل التحالف لأنهم نالوا من داعش والنصرة فقط.

كل هذا التهديد المتماسك في توجهه وقوته اعترته فترة من التخبط حول ما إذا كانت واشنطن قد أعلمت النظام بالضربة أم لا؟ فهو – اي النظام- يؤكد أن الإدارة الأمريكية أعلمته وأمريكا نفت إلى أن استقر الرأي على أن الإبلاغ تم بالوساطة العراقية، لكن ذلك كله كان مسألة هامشية في ظل التطورات التي شهدتها دمشق أمس.

في اليوم الثامن على ضربات التحالف (30 سبتمبر)، حذر الأسد خلال استقباله لعلي شمخاني، أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، "من تمدد خطر الإرهاب على العالم وأن محاربة الإرهاب لا يمكن أن تكون على يد دول ساهمت في إنشاء التنظيمات الإرهابية ودعمها لوجستيا وماديا. وأكد أن محاربة الإرهاب يجب أن تتم وفق القانون الدولي ......وبالتعاون مع دول المنطقة التي تخوض حربا في مواجهته والابتعاد عن إزدواجية المعايير لتمرير أجندات غير معلنة". إلى هنا ينتهي الاقتباس من وكالة الأنباء السورية (سانا) التي حضرت اللقاء.

الشرط الواجب للنصر على الإرهاب من وجهة نظر الأسد هي أن يتولى نظامه توزيع الأهداف على الحلفاء ويتولى هو بعدهم تفتيش الركام وإعلان البلاد خالية من أي إرهابي ورد أم لم يرد في القرار الدولي. ولتحقيق ذلك يعمل الأسد على وضع نفسه بجهوده ومساعدة حلفائه في وسط التحالف.

السوريون يستذكرون مثلا شعبيا في استحالة قبول وضع كهذا. فبرأيهم من يقبل وضعا كهذا أشبه بمن يسمح لطفل مازال يبلل نفسه في الفراش – وهو في هذه الحالة النظام السوري- بالنوم في المنتصف بين إثنين. إنه سيبللهم لا محالة. وهم يقولون إن ما اقترفه الأسد من إرهاب لا يمكن بعدها أن يكون شريكا في الحرب عليها.

إن السوريين أصحاب الثورة على بشار يعيشون وضعا غير مقبول مادام التحالف لم يحسم أمره بعد من وضعية النظام. فلا يعقل أن يمشي السوريون في تحالف يدفعون ثمنه من دماءهم وأرواحهم لمحاربة داعش الذي هو بنظرهم الإرهابي الوكيل بينما عدوهم الإرهابي الأصيل فاقد للشرعية على الأقل من وجهة نظر الحلفاء في الحرب مازال يعطي صكوك الشرعية للتحالف.

والحقيقة فلا أحد اليوم من بين الحلفاء يقبل بأي وضع للأسد في هذا التحالف فقد أعلن ذلك صراحة أكثر من مرة كما أعلن التحالف أن الأسد لن يكون المستفيد من الحرب على داعش لكن قدرة الأسد ما تزل حرة في تحويل مجرى الأحداث لصالح أن يحجز الأخير لنفسه المكان المطلوب.

وبغض النظر عن القدرة التكنولوجية للحلفاء للإشراف على مسرح العمليات إلا أن عسكريا واحدا لا يمكنه التأكيد على أن الأسد لا يقدر أن يفاجأ طيران الحلفاء يوما في سماء الرقة أو حمص أو دير الزور.. فهم إن ضربوه صار ضحية لأمريكا وإن ضربهم صار بطلا كما فعل مع تركيا عندما أسقط طائرتها.

إن حرية الأسد في الطيران فوق مناطق عمليات التحالف وحرصه على ممارسة هذه الحرية كحق من حقوق السيادة لابد سينجم عنه كارثة ليقول الأسد بعدها: أرأيتم؟ قلت لكم من يريد الاعتداء على سورية عليه التنسيق معي.

إن إنشاء منطقة حظر جوي في المواقع التي تتطلبها العمليات كما طالب الإئتلاف وتركيا، كان يجب أن يكون المطلب الأهم للحلفاء منذ بداية عمل التحالف وذلك لتأمين عملياتهم. لكن حيث أن التركيز في البداية كان منصبا على تمرير إنشاء التحالف خارج مجلس الأمن والبدء بعملياته ليصبح أمرا واقعا، وبناء على تصرفات النظام التي مازالت تطالب الحلفاء بالتنسيق معها وإلا...وبناء على طلعات النظام التي لم تتوقف في سماء المنطقة فلم يبق للتحالف من بد إلا أن يفرض هذا الحظر. ولا شك أن أمام الحلفاء حل آخر وهو التنسيق مع الأسد حفاظا على أرواح طياريه.

فهل حقيقة مازالت توجد أمام التحالف خيارات؟

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com