أربعون ألف فتاة لملك سوازيلاند
أربعون ألف فتاة لملك سوازيلاندأربعون ألف فتاة لملك سوازيلاند

أربعون ألف فتاة لملك سوازيلاند

محمد الغيطي

أثار انتباهي خبر غريب عن موت ما يقرب من أربعين فتاة أفريقية من دولة سوازيلاند أثناء سفرهم من بلادهم للمشاركة في حفل سنوي يقيمه الملك للزواج من فتاة عذراء، دون سن العشرين لتكون زوجته الخامسة عشرة.

بقية الخبر يقول إن الفتيات جئن من بلاد بعيدة عن العاصمة، وأردن دخول ساحة قصر الملك قبل بدء الحفل وطلبن من سائق الحافلة الإسراع، فانقلبت بهنّ وفي نفس الوقت كانت هناك فتيات مترجلات ليس معهنّ ثمن ركوب سيارة أتين من قرى فقيرة جدا وتقيم أسرهنّ في أكواخ، ومع ذلك راودهنّ حلم الفوز بلقب زوجة الملك الخامسة عشرة.

المشهد في نظري يبدو خرافيا وكأنك أمام استنساخ لقصة سندريلا في القرن الواحد والعشرين، والفرق فقط أن سكان المملكة هنا وعددهم حوالي مليون ونصف نسمة اعتادوا على هذا الطقس سنويا من الملك الحاكم حكما مطلقا، حيث أنه يقيم كل عام، وفي موعد تنصيبه ملكا، حفلا كبيرا لاختبار زوجة جديدة من بنات المملكة ربما تنجب له ذكرا يرث الحكم بعد وفاته، والمظهر الديمقراطي الوحيد في هذا الطقس المستبد الذي يعيدنا لعصور ما قبل التاريخ والذي يذكرك بأسواق الجواري والمحظيات والسراري في الف ليلة وليلة هو أنه مسموح لكل فتاة عذراء لم تُمارس الجنس من قبل أن تحضر الحفل بكامل زينتها.

ثم إنه يخصص لمشاركة الفتيات أكواخا نظيفة وطعاما من اللحوم طوال يومين قبل بدء مراسم الاختيار ويوفّر لهنّ أيضا كوافيرات وأدوات زينة لتبدو الفتاة بكامل أناقتها وزينتها.

بعد يومين من إطعامهن الطعام الملكي يشاركن جميعا في حفل راقص اسمه حفل أو(مهلانجا) أي رقصة القصب وشرط الحفل أن تحضر كل فتاة ومعها أعواد القصب من حافة النهر وتهذبها لترقص بها في الرقص الجماعي ثم ترقص بها رقصة الصولو المنفردة ثم تقدم عود قصب رقصت به أمام الملك لأمه التي تحضر الحفل من أوله وإذا أعجبتها إحداهن أومأت برأسها لابنها الملك، لكن ليس شرطا أن يأخذ برأيها.

بعد انتهاء رقصهن جميعا وهن عاريات الصدور ينزل الملك ليرقص معهنّ ومسموح لهنّ مشاركته الرقص والتغزل فيه والتحرش به، أي إبراز كل فنون الاغواء ليختار صاحبة لقب الملكة الجديدة.

العام الماضي تقدمت ستون ألف فتاة وأغلق الباب على ثلاثين ألفا فقط وهذا العام تحركت من أنحاء سوازيلاند خمسين الفا، ودخلت منهن أربعين باحة القصر وماتت في طريق الوصول وحوادث الحافلات أربعين فتاة، منهن فتيات لم تغادر ملامح الطفولة وجوههن وقامت أمهاتهن بوضع الصبغة الحمراء على خدودهم الغضة، وكذلك يضعن البصل مع بعض مسحوق الوصفات المحلية على نهودهن الصغيرة عدة ليال قبل الحفل لتكبير الصدر لأنهن يرقصن دون حمالات للصدور.

ومسموح للفتيات اللاتي لم يتم اختيارهنّ الأعوام السابقة المشاركة كل عام شريطة استمرار عذريتهن، وهناك مشرفات عواجيز يتبعن للقصر الملكي، يتأكدن بطرقهن المحلية العريقة من موضوع العذرية هذا.

مجلة (لافام الفرنسية) أجرت تقريرا حول الموضوع وسألت فتيات مشاركات من قبل فقالت إحداهن: إنني آتي لأتناول اللحم الذي لانأ كله في اكواخنا ثم إنني أحلم ان أعيش في القصر الملكي وأركب السيارة المرسيدس وأعيش حياة الرفاهية بدل الكوخ الذي يسقط المطر منه علينا ونحن نائمون ويغرقنا في الشتاء. فتاة أخرى قالت: انا عمري خمسة عشر عاما وبلغت، وأحلم بالزواج من الملك لأن والدي مات بالإيدز وأمي بعيدة الفراش في قريتنا ونحن فقراء وأهالي القرية قتلوا لي بنتا أجمل من زوجات الملك السابقات، وربما يختاروني وتتغير حياتي.

إذن كل فتيات سوازيلاند يحلمن بالزواج من الملك البالغ (50) عاما، والذي تولى السلطة من أبيه عام ١٩٨٦وله (14) زوجة وكان لوالده (200) زوجة وسبعون ذكرا وحوالي ألف حفيد.

المثير في هذا البلد رغم أن دولة جنوب افريقيا المتقدمة تحاوره من ثلاثة خدود شمالا وجنوبا وغربا وموزمبيق شرفا، لم يتأثر بنظم هذ البلاد وظل محافظا على تقاليده منذ استقلاله عن بريطانيا في الستينيات، وقد تعرض الملك السابق والد الحالي لانتقادات عدة بسبب معاناة المرأة وعدم تعليمها واعتبارها فقط أداة للانسحاب والمتعة وربما لتفشي الحرية الجنسية تسبب ذلك في انتشار مرض الإيدز لنسبة ٣٦٪بين النساء وربع السكان يعانون من فيروس فقدان المناعة لتصبح سوازيلاند الدولة الاولى في العالم حاليا، والغريب أنه مع وجود أغلبية مسيحية لكن تتوفر فيها كل الأديان الإسلام يدين به حوالي ١٪من السكان كما يوجد نسبة من البهائيين والبوذيين والهندوس بل واليهود الصهاينة.

منذ أيام صدر تقرير منظمة الفيمنست يندد بدوله سوازيلاند ويعتبر أنها تهين المرأة في هذا الحفل فهددن بالانضمام إلى مظاهرات احتجاج أمام سفارتها في أوربا، والمعروف انه يتظاهرن عاريات الصدر تماما مثل حفل فتيات القصب، لذلك اقترحت رسامة محليه ان يقمن بالانضمام الى الحفل وسيرفضها الملك لأنه يفضل فتيات بلده.

نفس التقرير تعرض لما تفعله منظمة بوما حرام من خطف واغتصاب وقتل للنساء ونقل موقع "رأي اليوم" عن وزارة الدفاع النيجيرية قولها في تغريدة على حسابها بموقع تويتر للتواصل الاجتماعي “قواتنا أنقذت (200) فتاة و (93) امرأة من غابة سامبيسا”.

وأضافت الوزارة " لا نستطيع تأكيد أن فتيات شيبوك كن في تلك المجموعة "، في إشارة إلى طالبات المدارس اللاتي اختطفهن مسلحو بوكو حرام من بلدة شيبوك شمال شرقي البلاد العام الماضي.

وبحسب وزارة الدفاع، فإن قوات الجيش أسرت ودمرت ثلاثة معسكرات للإرهابيين من بينها معسكر توكومبيري سيء السمعة، في عملية غابة سامبيسا.

ويوم 14 أبريل/نيسان من العام الماضي، اقتحم مسلحو بوكوحرام بلدة شيبوك وأختطفوا 276 من طالبات ".

اذن ما تزال إفريقيا بين مطرقة عادات وطقوس تكرس صورة المرأة الجارية وسندان اخر للمتشددين الإسلاميين تعاملها كمطية وسبية حرب وفقط والصورتان دليل إدانة للعصر الذي نعيش فيه ونتشدق بقيم الحضارة والعدل والمساواة حسب ميثاق الأمم المتحدة الذي هو حبر على ورق واسألوا ملك سوازيلاند العنتيل الإفريقي وشهريار زمانه !!!

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com