الكوارث البيئية تهدّد إيران هذا الصيف
الكوارث البيئية تهدّد إيران هذا الصيفالكوارث البيئية تهدّد إيران هذا الصيف

الكوارث البيئية تهدّد إيران هذا الصيف

ذكرت مجلة "نيوز ويك" الأمريكية، أن إيران ستواجه سلسلة من الكوارث البيئية هذا الصيف، تشمل حرائق الغابات وارتفاعات قياسية في درجة الحرارة، في بعض المحافظات وعواصف رملية تهدد العاصمة طهران.

وأضافت المجلة، أن بحيرة نمك (أو الملح بالفارسية) بمحافظة قم، التي كانت تبلغ مساحتها في السابق 200 ألف هكتار، جفت تماماً بسبب تغير المناخ وبناء عشرات السدود بشكل غير مدروس واستنزاف موارد المياه الجوفية.

ووفقاً لما ذكره سيد أحمد شافعي، نائب مدير مكتب حماية البيئة بمدينة قم، تم تحديد أربعة مراكز من التراب والرمال بمساحة إجمالية قدرها 40 ألف هكتار في قاع البحيرة السابقة. "لا توجد قرية واحدة في دائرة نصف قطرها 50 كيلومترًا حول البحيرة وكل الغطاء النباتي للأرض دُمّر تماماً".

وقال إن التراب والرمال تهدد المحافظات المجاورة بما في ذلك طهران. وينتشر الملح الذي تراكم على مر السنين نظراً لجفاف البحيرة بفعل الرياح ويدمر خصوبة الأراضي الزراعية.

وعقد سيد رحمن دانيالي، رئيس مكتب حماية البيئة في محافظة قم، مقارنة بين أزمة هذه البحيرة وما تعانيه بحيرة أروميه في شمال غرب إيران، ويقول إن المسئولين بحاجة إلى المشاركة على المستوى الوطني وعمل أولوية لتوسيع المساحات الحضرية الخضراء، وينتقد السلطات التي لا تفعل إلا القليل ولا تدرك خطورة الأزمة، محملاً إياها مسؤولية الوضع المتردي حالياً.

وللأسف تعد الأزمة في محافظة قم واحدة من عدة أزمات في إيران.

وقال خودة كرم جلالي، نائب الوزير ورئيس مؤسسة الغابات والمراعي إدارة المياه في إيران، إن السياسات التي حرمت الأراضي الرطبة من حصة كافية من المياه "حولت مليون هكتار من الأراضي الرطبة إلى مراكز لتجمع الأتربة والضباب".

ويعتبر الوضع أكثر خطورة خاصة في محافظة سيستان- بلوشستان الواقعة على طول الحدود الأفغانية.

وتُبذل جهود مستمرة على المستوى الوطني والدولي لإحياء بحيرات هامون، وهي أراض رطبة عابرة للحدود الإيرانية الأفغانية. وترتبط البحيرات الثلاث ببعضها وتغذيها مياه من نهر هلمند في أفغانستان. ولكن مزيجًا من الجفاف وتحويل المياه لأغراض الري وبناء أربعة خزانات مياه في محافظة سيستان وبلوشستان وبناء سدود على الحدود تسبب في تحويل المياه عن تلك البحيرات.

يذكر أن هذه البحيرات الجافة ينتج عنها جزيئات دقيقة من الأتربة التي تسبب أزمات صحية عامة خطيرة. كما تم تدمير اقتصاد المنطقة وفر آلاف القرويين من منازلهم.

وأدى انتشار البطالة والفقر الشديد إلى زيادة تهريب المخدرات في منطقة هامون. وزادت فترة ما يُسمى بـ "رياح الـ 120 يوماً" – وهي فترة من العواصف الشديدة تبدأ في الشهر الأخير من فصل الربيع وتستمر خلال فصل الصيف - الآن إلى 160 يوماً مع اشتداد سرعة الرياح.

ووفقاً لما ذكره على رضا خسروي، مدير مركز السياحة والتراث الثقافي في مدينة زابول، اعتاد الناس في الماضي على استغلال رياح الـ120 يوماً في مد طواحين الهواء بالطاقة وتبريد الهواء. ومع ذلك حول جفاف الأراضي الرطبة وقيعان الأنهار الرياح إلى عواصف رملية. وقال خسروي إن الرياح التي كانت تعمل على تبريد التربة في الماضي "حولت المنطقة إلى جحيم".

وعمل برنامج الأمم المتحدة للبيئة مع إيران وأفغانستان لإعادة تأهيل منطقة بحيرات هامون، وقالت معصومة ابتكار، نائب الرئيس الإيراني ورئيس منظمة حماية البيئة، إن السلطات تقوم بمراجعة أساليب الري لزراعة 46 ألف هكتار من الأراضي في محافظة سيستان بلوشستان لجعل الزراعة أكثر استدامة، وأدرجت منظمة اليونسكو، التابعة للأمم المتحدة، بحيرات هامون ضمن قائمتها للمحميات الطبيعية.

وتقول ابتكار إنه يجري النظر حالياً في تدابير أخرى، بما في ذلك دراسات جديدة لتبين منشأ الأتربة وتأمين دعم دولي من خلال التبادل الدبلوماسي، لإعادة تأهيل منطقة بحيرات هامون.

وتعتزم ابتكار أيضا عقد ورش عمل مع أفغانستان ودعت إلى مزيد من التنسيق بين المؤسسات والوزارات المختلفة في إيران للتعامل مع أزمة هامون.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com