logo
العالم العربي

لماذا يصر البرهان على عدم المشاركة في مفاوضات جنيف؟

لماذا يصر البرهان على عدم المشاركة في مفاوضات جنيف؟
قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهانالمصدر: (أ ف ب)
18 أغسطس 2024، 2:20 م

أجمع ساسة سودانيون على تمسك قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان بطرق "المراوغة"، إذ يعلن عدم المشاركة في مفاوضات جنيف، وفي الوقت نفسه يرسل من "بورتسودان" وفدًا "خفيًّا" للوجود هناك من دون المشاركة رسميًّا.

جاء ذلك بعد أن ذكرت وسائل إعلام سودانية أخيرًا أن الوفد السوداني الذي يمثل البرهان قد غادر فعليًّا السبت الماضي إلى جنيف وسط تكتم شديد.

أخبار ذات علاقة

"تقدم": رفض الجيش السوداني لمحادثات جنيف يطيل أمد الحرب

ورأى الساسة أن الشكل الجديد لمراوغة البرهان هذه المرة يتمثل في وجود الوفد "الخفي" الذي قد يحمل رسالة إلى واشنطن، مفادها أنه في موقف حرج، ويخشى على مصيره من "الإسلاميين" في حال المشاركة العلنية، ويفضل التعامل عبر "قنوات سرية" حتى يصل إلى فرصة يتخلص فيها من حصار حلفائه.

وكانت الخارجية الأمريكية قد دعت يوم 8 آب/ أغسطس الجاري أطراف النزاع في السودان إلى الانخراط في محادثات جنيف للتوصل إلى حلول سلمية تنهي الحرب في السودان، ولكن الأمر دخل في مرحلة من "المراوغات" من جانب قائد الجيش السوداني بالتنسيق مع حلفائه الإسلاميين للتخلص مؤقتًا من ضغوط تفرضها عليه واشنطن للمشاركة في المحادثات، حتى لا يتعرض لعقوبات بسبب رفضه السير في طريق السلام في السودان.

ويعتقد عضو الهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم"، علاء عوض نقد، أنه لا يوجد أي وفد في جنيف للتفاوض، مشيرًا إلى أن أي تسريب خرج بهذا الشأن عبر بعض وسائل الإعلام، ليس أكثر من توزيع للأدوار و"تضييع للوقت"، على حد وصفه، في إطار قاعدة "المراوغة" التي لجأ إليها البرهان.

تناقضات البرهان

ويرى نقد في حديثه لـ"إرم نيوز" وجود تناقضات كثيرة في المشهد مع بداية "المفاوضات" التي عقدت بحضور وفد من "الدعم السريع" من دون حضور وفد يمثل "الجيش"، ما دفع "الخارجية الأمريكية" لإمهال وفد البرهان 3 أيام ليكون هناك تمثيل، بعد أن سبق ذلك خطاب للبرهان يؤكد فيه عدم التفاوض بعيدًا عن رغبات القوات المسلحة.

وأضاف أنه جرى اتصال بين وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن والبرهان لحث الأخير على ضرورة الوجود في التفاوض، ثم جاءت سلسلة من المواقف والتصريحات المتناقضة من مجلس السيادة ووزارة الخارجية المختطفة من "الإسلاميين" وقادة الحركات المسلحة المتحالفة مع "الجيش"، ما يوضح جانبًا آخر من "توزيع الأدوار" للمراوغة.

وأشار نقد إلى أن الصورة تتصدرها تحالف بين "البرهان والكيزان" والحركات المسلحة، وهو تحالف يسعى بالسبل كلها، أكثر من أي وقت مضى، إلى عدم وقف إطلاق النار تحقيقًا لمصالحهم، في ظل رغبة البرهان في الاستمرار رئيسًا لما يسمى "مجلس السيادة" وقائد للجيش، وترغب هذه المكونات في استمرار الحرب لما يحققونه من ثراء كبير، و"الإسلاميون" يعتمدون على هذه الحرب للبقاء في السلطة.

وبين أن هذا التحالف تحول من ابتزاز السودانيين إلى ابتزاز المجتمع الدولي والإقليمي أيضًا، عبر ممارسة ضغوط على دول "الجوار" بنزوح اللاجئين، وتهديد أمن البحر الأحمر وسلمه، وتفريغ الإرهاب وتصديره للعالم.

ولفت إلى أنه يجب على المجتمع الدولي اتخاذ خطوات حقيقية للتعامل مع هذه الشبكة، وما يصدر عنها من مراوغات.

التلاعب بالمجتمع الدولي

من جانبه، أوضح رئيس تجمع كردفان للتنمية الطيب الزين، أن تلاعب البرهان بالمجتمع الدولي، ومن قبله بالشعب السوداني، ما زال مستمرًا، ويعكس الجدل الدائر حول كل ما أثير عن التعامل مع مفاوضات جنيف من مراوغات.

وقال الطيب لـ"إرم نيوز" إن ما أثير عن إرسال وفد يمثله إلى جنيف قد يكون نوعًا من "اللعب" على الجانبين، ويحمل "تدليسًا" على المجتمع الدولي عبر رسالة بوجود هذا الوفد "الخفي"، ليؤكد به لواشنطن أنه في موقف حرج، ويخشى على مصيره، وأنه يفضل التعامل عبر "قنوات سرية" حتى يصل إلى فرصة يتخلص من خلالها من حصار "الحلفاء"، بعد أن أقنع "الإسلاميين" الذين يحركونه أن هذا الوجود الخفي غير مجدٍ ولا يضعهم أمام أي التزام، وأن الغرض منه الالتفاف حول الضغط الأمريكي للمشاركة.

وأضاف الطيب أن البرهان إذا عارض حلفاءه، ربما يُتَخَلَّص منه عبر ضباطه، إذ يرتبط مصيره بفلول النظام السابق الذين ليس من مصلحتهم تحقيق الأمن والاستقرار؛ لأنه في هذه الحال سيُحَاسَبُون على الجرائم كافة التي ارتكبوها قبل سقوط نظام عمر البشير وما بعده.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC