"حزب الله" يعلن قصف قاعدة "رامات ديفيد" الإسرائيلية بصواريخ "فادي 1"

logo
العالم العربي

السقوط الحر للإعلام الفرنسي.. "قتلى إسرائيل ضحايا وقتلى غزة مجرد خسائر جانبية"

السقوط الحر للإعلام الفرنسي.. "قتلى إسرائيل ضحايا وقتلى غزة مجرد خسائر جانبية"
21 نوفمبر 2023، 12:09 م

هل لحياة الفلسطيني قيمة حياة الإسرائيلي نفسها؟

سؤال ليس من الأخلاق أو المنطق أو الإنسانية أن يطرح... لكنه يطرح باستمرار ودون خجل أو حرج في الإعلام الفرنسي مع محاولات التلاعب بالمفردات.

الإعلام الفرنسي بـ"ترسانته" من قنوات ووكالات أخبار عالمية وصحف عريقة ومواقع ومجلات واسعة الانتشار يحاول – في أغلبه - تصوير "قتل" المدنيين في غزة على يد إسرائيل على أنه ضرورة ورد فعل على ما فعلته حماس.

السقطات كثيرة وفي كل مرة تثير سخطا شعبيا، خاصة من الجاليات العربية والمسلمة ومن المهاجرين، فخلال الحرب الحالية يجتهد الإعلام في فرنسا يوميا في تمرير فكرة، أن موت الفلسطيني هو من الأضرار"الخسائر الجانبية" للحرب، بينما موت الإسرائيلي يجب أن تقوم من أجله الحرب.

ورد هذا حرفيا على لسان إعلاميين وضيوف تمت استضافتهم، ما خلّف ردود فعل غاضبة في فرنسا وخارجها، وأثار حفيظة عدد من الجمعيات من بينها مرصد "أكريميد" الذي يرصد الانحرافات في وسائل الإعلام. وأيضا جمعية الصحفيين ضد العنصرية "ajar" التي تفرد مساحات كبيرة تعدّد عبرها سقطات الإعلام الفرنسي.

عنصرية صادمة.. "ضحايا غزة خسائر جانبية"

جمعية الصحفيين ضد العنصرية "ajar"، نشرت ساخطة على الإعلام الفرنسي، وقالت إنه يبتعد عن الحياد ويستعير لغة الجيش الإسرائيلي ويحرج الضيوف الداعمين للقضية الفلسطينية ويداري الحقائق ويتلاعب بالمفردات.

ونشرت الجمعية تشكيلة من مقتطفات لأبرز تصريحات الكراهية والعنصرية الصادرة عن إعلاميين أو ضيوف في أستوديوهات فرنسية، تصب كلها في تقزيم حياة الفلسطيني، مقابل تقديس روح الإنسان الإسرائيلي، رغم أن كلاهما يقعان تحت وطأة الحرب نفسها.

وتضمن المقطع تصريحات صادمة في الأستوديوهات الفرنسية، حيث يقول أحدهم "نعم هناك فرق بين مدنيين قتلوا في الشارع من قبل كوموندوس إسلاميين يقتحمون القرى لحرق المنازل، وبين ضحايا على شكل خسائر جانبية (يقصد المدنيين الفلسطينيين) سقطوا في القصف المتواصل الذي يأتي ردا على الهجوم (هجوم حماس)".

ويتساءل مذيع آخر إذا كان من الصواب أن نضع المدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين على قدم المساواة نفسها، وقال "هل من الأنسب القول إن مدنيا في غزة يمثل الشيء نفسه مع مدني في إسرائيل؟".

ولم يبدُ على أي من هؤلاء وآخرين كثر ظهروا في فيديو الجمعية، أي حرج أو شعور بارتكاب خطأ ما، وهم يصنفون الإنسان الفلسطيني في مرتبة أقلّ من نظيره الإسرائيلي. بل إن متحدثا آخرَ قالها صراحة وبكل أريحية: "هناك ضحايا مدنيون أكيد ( في غزة ) لكنهم خسائر جانبية".

ازدواجية معايير

"هل انحرف الإعلام الفرنسي عن أخلاقيات المهنة؟.. لا يحتاج الأمر للتريث والبحث والتدقيق لحسم المسألة وإعطاء جواب.. فالإعلام في هذا البلد درج على تبنّي سياسة الكيل بمكيالين واعتماد الازدواجية في التحليل والتغطيات، في كل ما يتعلق بالمهاجرين والعرب والمسلمين والبلدان النامية وقضية فلسطين.

رصدت جمعية الصحفيين ضد العنصرية "ajar" عدة انحرافات متعلقة بتغطية حرب غزة، منها الإصرار على طرح سؤال محدد وتكرار طرحه على الضيوف الفلسطينيين أو أولئك الذين لا يبدون دعما لإسرائيل "هل تدين هجمات حماس على إسرائيل؟".

بينما حين يتعلق الأمر بضيف إسرائيلي أو داعم لإسرائيل لا يسأل مثلا ما إذا كان يدين أو يدعم قصف جيش إسرائيل للمدنيين في غزة.

واعتبرت الجمعية هذه الازدواجية من بين الانحرافات الصارخة في الإعلام الفرنسي التي ظهرت جلية خلال تغطية حرب غزة، وأضافت عليها انحرافات أخرى على غرار "تجنب الصحفيين الفرنسيين استخدام مصطلحات مثل التطهير العرقي والإبادة الجامعية"، التي أكد خبراء الأمم المتحدة و700 من خبراء القانون الدولي أنها تحدث حاليا في غزة،" إلا أن هذه المصطلحات نادرا ما تقرأها في الإعلام الفرنسي"، تقول "أجار".

متحدثون بلسان الجيش الإسرائيلي!

من أكثر الانتقادات التي وجّهت لعدد كبير من وسائل الإعلام الفرنسية هو استعارة الأخيرة لمفردات الجيش الإسرائيلي البعيدة عن اللغة الصحفية المتزنة، وبالتالي يتم الترويج لموقف غير محايد في الصراع.

وقالت الجمعية الفرنسية "أجار" إنه يتم تبني مفردات الجيش الإسرائيلي واستخدامها في تحرير الأخبار، إضافة لتجريد الجانب الفلسطيني من الإنسانية، مع مطالبة الضيوف باستمرار وبشكل غير عادل بإدانة الجانب الفلسطيني.

كما اتهمت "أجار" الإعلام الفرنسي بانتزاع التصريحات والأخبار من سياقها الموضوعي والحقيقي، مع لمسة عنصرية واضحة في التحرير.

الإعلام الفرنسي.. منصة اليهود المتطرفين

يجد العنصريون والمتطرفون ومروجو خطاب الكراهية ضالتهم في الإعلام الفرنسي، الذي فتح لهم فضاءاته ويستضيفهم باستمرار، فينشرون أفكارهم "المتطرفة" بكل أريحية.

في إحدى القنوات تجرأ أحد "المتطرفين" اليهود في دفاعه عن إسرائيل على القول: "أنا لا أهتم تماما لحياة مليوني غزي، أعتقد أن الذين يفصلون بين المدنيين وحماس، قد نسوا بعض الأمور، ربما نسوا أنّ جميع هؤلاء رضعوا (تشبعوا) من نفس الكره لليهود".

في هذا المقطع الذي نشرته "جمعية الصحفيين ضد العنصرية "ajar"، لم يقاطع المذيع الفرنسي ضيفه المتطرّف ولم يوجّه له اللوم على الاستهزاء بحياة مليوني مدني، ولا حاول إحداث موازنة في النقاش أوالتخفيف من حدة خطاب الكراهية، بل ترك ضيفه يكمل طرح فكرته كما لو كان يلقي قصيدة.

في المقابل ظهر مذيع فرنسي مشهور في نفس فيديو الجمعية وهو يوجّه سؤالا حرفيا لضيفه" هل على الأقل تفرّق ( تلمس الفرق الموجود ) بين حماس التي تستهدف بوضوح مدنيين، وإسرائيل التي تقتل بالتأكيد مدنيين، لكنها لا تقصد استهدافهم؟".

وكان أّول رد من الضيف أن ابتسم ابتسامة تهكّم على سؤال لا ينتظر إجابة، وإنما ينتظر تأييدا لفكرة أن إسرائيل "مضطرة" لقتل المدنيين في غزة. سؤال يشي بوضوح أن لا مكان لمعارضي إسرائيل في الإعلام الفرنسي.

ابتسامة التهكم تبدو بليغة وكافية للتعبير عن مدى "السقوط الحر" الذي بلغه الإعلام الفرنسي في مجمله، والذي قد يضع في عنوان الصفحة الأولى "عشرون اعتداء ضد السامية"، بينما في صفحة داخلية تقرأ خبرًا على غرار "مقتل عشرات الفلسطينيين"، ما يؤكد أن روح الإسرائيلي أقدس من روح الفلسطيني في إعلام هذا البلد.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC