استمرار إغلاق معبر رفح يحوّل حياة آلاف المرضى إلى "جحيم"

يعيش الجرحى والمرضى، وتحديدًا مرضى السرطان، أوضاعًا مأساوية في قطاع غزة، لا سيما في ظل الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع، واستمرار انهيار المنظومة الصحية، وإغلاق معبر رفح البري من قبل الجيش الإسرائيلي. 

 يقول د.محمد أبو ندى، رئيس مشفى الصداقة التركي، المختص في علاج مرضى السرطان في قطاع غزة:" لقد حاصر الجيش الإسرائيلي المشفى، ودمّر أجزاء واسعة منه في الشهر الأول للحرب، إذ حرم حوالي 12 ألف مريض سرطان من تلقي العلاج وجرعات الكيماوي". 

معاناة شديدة

 وأضاف أبو ندى، في حديث لـ "إرم نيوز"، أن "مرضى السرطان يشعرون بمعاناة شديدة جدًا في ظل عدم توفر علاج أو بدائل لعلاجهم داخل القطاع، إذ إننا يوميًا نفقد مرضى مصابين بالسرطان من دون القدرة على توفير أي خدمة علاجية. 

 وتابع أنه "مع استمرار إغلاق معبر رفح؛ بسبب السيطرة الإسرائيلية وبسبب العملية العسكرية على المدينة، يزداد الوضع صعوبة وسوءًا؛ إذ يمنع الجيش الإسرائيلي آلاف المرضى من تلقي العلاج اللازم خارج قطاع غزة.

 

 وأردف المسؤول الطبي أن هذه القرارات بمثابة حكم بالإعدام الميداني لهؤلاء المرضى، وتحويل حياتهم وحياة ذويهم إلى جحيم في ظل انعدام الأدوية والعلاجات اللازمة. 

 وأوضح أبو ندى أن ما نسبته 35% وأكثر من حالات مرضى السرطان في القطاع هم لأطفال دون سن 15 سنة.

 وأشار أبو ندى إلى أن غياب مستشفى الصداقة التركي، وهو المشفى الوحيد الخاص بمرضى السرطان في قطاع غزة، سبّب أزمة خطيرة جدًا، لا سيما مع تزايد أعداد المصابين، وانعدام الظروف الآدمية للعيش، وخسارة الأجهزة الطبية التي قام الجيش الإسرائيلي بتدميرها تمامًا. 

أخطار محدقة

من جهته، قال الناطق باسم مستشفى شهداء الأقصى ورئيس أقسام الاستقبال والطوارئ، د. خليل الدقران، إن أعداد الإصابات التي تصل إلى المشفى الوحيد في المحافظة الوسطى هائلة جدًا، والكثير منها إصابات بحاجة إلى تدخلات جراحية وعلاج خارج قطاع غزة، لصعوبتها وعدم توفر الإمكانيات الطبية اللازمة. 

وأضاف الدقران، في حديث لـ "إرم نيوز": "تعاني المنظومة الصحية عدة أخطار محدقة أبرزها استمرار إغلاق معبر رفح للشهر الثالث على التوالي، وهو الشريان الرئيس للقطاع، من دون إدخال أي معدات طبية أو مستلزمات علاجية يمكنها تخفيف حدة الألم والمعاناة التي يعيشونها.

وتابع الدكتور قوله: "تصلنا إلى مستشفى شهداء الأقصى إصابات خطيرة وغريبة لجرحى استهدفتهم الطائرات الإسرائيلية بصواريخ مختلفة، وأحدثت تشوهات وحالات بتر غير مسبوقة للجسد، وهذا ما استدعى فتح تحقيقات في بعض الإصابات تدين الجيش الإسرائيلي باستخدام ذخائر محرمة دولياً". 

 ولفت الناطق باسم مستشفى الأقصى إلى أن استمرار إغلاق معبر رفح البري حوّل غرف العمليات والأقسام إلى مقابر جماعية؛ نتيجة غياب الرعاية الطبية اللازمة. 

 وطالب المسؤول الطبي المجتمع الدولي والمؤسسات المعنية بضرورة التدخل الفوري والعاجل لإعادة فتح معبر رفح والسماح لجموع المصابين بالسفر لتلقي العلاج اللازم، مع السماح بإدخال الأدوية والمستلزمات الطبية.