logo
العالم العربي

أقرت بصعوبة التواصل معه.. هل تتراجع حماس عن تعيين السنوار؟

أقرت بصعوبة التواصل معه.. هل تتراجع حماس عن تعيين السنوار؟
يحيى السنوار بين حشد جماهيري في غزة عام 2021المصدر: غيتي إيمجز
15 أغسطس 2024، 1:39 م

أكد قيادي في حركة "حماس" وجود صعوبات في تواصل مسؤولي الحركة مع رئيس مكتبها السياسي المعين حديثًا يحيى السنوار، ما أثار تساؤلات فيما إذا كانت الحركة الفلسطينية تراجعت عن قرار التعيين، أو تفكر برئيس بديل.

ويتوارى السنوار عن الأنظار خشية اغتياله، إذ تعدُّه إسرائيل المطلوب الأول حاليًّا، لمسؤوليته عن هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول على غلاف غزة، والذي اندلعت في إثره الحرب المستمرة في القطاع. 

وقال القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان، لوكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، إن "الحركة تواجه بعض الصعوبات في التواصل مع السنوار"، قبل أن يستدرك بأن ذلك "لا يؤثر" في المفاوضات الجارية بين إسرائيل وحماس، بوساطة من قطر ومصر والولايات المتحدة. 

وتشير تصريحات حمدان إلى حزمة من الظروف المعقدة التي أحاطت باختيار السنوار رئيسًا للمكتب السياسي لحماس، خلفًا لإسماعيل هنية، الذي اغتيل في العاصمة الإيرانية نهاية الشهر الماضي.

وتتمثل أهم تلك الظروف في عدم قدرة السنوار على التواصل مع العالم الخارجي، بسبب اختفائه، مرورًا بالخلل الذي أصاب الهرم القيادي السياسي والعسكري لحركة حماس، بعد الاغتيالات الإسرائيلية. 

أخبار ذات علاقة

قيادي بارز من حماس يكشف عن "صعوبات" في التواصل مع السنوار

إضعاف السنوار

يقول الباحث الإسرائيلي المتخصص في قضايا الشرق الأوسط، إيهود يعاري، إن "السنوار أصبح أضعف سياسيًّا وعسكريًّا بعد عملية اغتيال محمد الضيف القائد العام لكتائب القسام، الجناح المسلح لحماس"، الأمر الذي حد من قدرات السنوار في العمل بوصفه قائدًا لحماس. 

وأضاف يعاري، في تقرير نشرته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أنه "من دون الضيف، الجيش الإسرائيلي جعل السنوار ضعيفًا، وبدأت قوته تتضاءل أمام خصومه في حماس، وإن قادة الحركة يعرفون ذلك وسيستفيدون منه".

وتابع: "السنوار ليس سعيدًا لأنه اخْتِير رئيسًا للمكتب السياسي، وهو لا يستطيع فعل ما يتطلبه المنصب، وأصبح يخشى أن يُستغل ذلك لتعيين نائب له لا يريده". 

وأوضح يعاري أن "السنوار يريد وقفًا سريعًا لإطلاق النار في قطاع غزة، وعدم الرهان على فتح جبهة من ميليشيا حزب الله في لبنان أو إيران؛ لأنه يخشى تدخل قادة من حماس في قطر بالمفاوضات". 

وقال إن "السنوار يخشى أن يكون تعيينه فخًّا؛ لأنه مُنح منصبًا ودورًا لا يستطيع تأدية واجباته ودوره من داخل النفق، وإن تعيينه له معنى رمزي، والغرض منه هو تثبيت موقعه في التنظيم، ولكن ليس له أي معنى عملي في هذه المرحلة". 

 ثلاثة خيارات

يرى المحلل السياسي الفلسطيني، يونس الزريعي، أن "حماس أمامها خيارات عدة لتخطي صعوبة التواصل مع رئيس المكتب السياسي الجديد للحركة يحيى السنوار"، مشيرًا إلى أنه من الطبيعي أن يكون التواصل معه صعبًا في ظل استمرار الحرب في غزة. 

وقال الزريعي، في تصريح لـ"إرم نيوز"، إن "الخيار الأول يتمثل في إطالة أمد المفاوضات، وانتظار رد السنوار على أي مقترح للتهدئة، وهو الأمد الذي سيرهق الوسطاء، وسيدفع إسرائيل نحو المماطلة وفرض شروط جديدة على حماس". 

وأوضح أن "الخيار الثاني يتمثل في تعيين السنوار لنائب له بصلاحيات واسعة، تمكنه من اتخاذ القرارات التي يراها مناسبة"، مبينًا أن ذلك سيكون في إطار محدد للغاية، وضمن خطوط عريضة يحددها رئيس الحركة الجديد. 

وأشار إلى أن "الخيار الثالث يتمثل في تعيين حماس رئيسًا جديدًا لها، وهو الأمر الذي لا يمكن تنفيذه بالوقت الراهن، خاصة أنه سيزعزع استقرار الحركة، وسيكون سببًا في خلافات عميقة للغاية بين قياداتها بالداخل والخارج".

وقدّر الزريعي أن "حماس لن تقدم على تعيين قائد لها، ولكن يمكن أن تتجه نحو التوافق على قرار موحد بشأن التهدئة مع إسرائيل، وتعمل لاحقًا على ممارسة ضغوط شديدة على السنوار من أجل القبول بهذا المقترح وتنفيذه". 

أخبار ذات علاقة

صحيفة عبرية: صفقة الأسرى "فرصة" لإسرائيل و"طوق نجاة" لحماس

ضغوط الحلفاء 

ومن جانبه، يرى المحلل السياسي جهاد حرب، أن "قيادة حماس لا تملك القدرة على اختيار قائد جديد للحركة بديلًا للسنوار، وأن الرئيس الجديد هو صاحب الكلمة فيما يتعلق بالتهدئة مع إسرائيل ووقف الحرب في غزة". 

وقال حرب، في تصريح لـ"إرم نيوز"، إن "السنوار تولى المنصب بضغوط من حلفاء حماس، وفي إطار سعي إيران لإعادة الحركة كاملة إلى صفها، وهو الأمر الذي لا يمكن تغييره في ظل الوضع الصعب الذي تعيشه حماس في إثر عمليات الاغتيال الأخيرة". 

وأشار إلى أن "تغيير السنوار رغم الأوضاع الصعبة التي يعيشها، ومحاولة إسرائيل الوصول إليه، يبدو أمرًا مستحيلًا للغاية"، مؤكدًا أن السنوار بعد هذه الحرب سيكون الشخصية الأقوى في حماس، وسيعمل بقوة ضد خصومه. 

وقدّر حرب أن "تواجه حماس صعوبة في ترتيب أوضاعها الداخلية بعد الحرب، وإسرائيل تدرك الواقع الجديد الذي أفرزته الاغتيالات الأخيرة"، مشددًا على أن إسرائيل ستسعى لاستغلال ذلك من أجل تفكيك الحركة. 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC