إستراتيجية "الصوت العالي".. سيناريوهات الرد الإيراني على إسرائيل

استعرض محللون سياسيون السيناريوهات المرتقبة للرد الإيراني على استهداف قيادات "حزب الله"، مؤكدين أن ردود فعل طهران لن تتجاوز "الصوت العالي" والتصعيد السياسي والدبلوماسي، مستبعدين دخولها في مواجهة مباشرة مع تل أبيب.

ويذهب المحللون إلى أن السيناريوهات المنتظرة حول تعامل طهران مع التصعيد الإسرائيلي في لبنان، الذي جاء باستهداف القيادة العامة لـ"حزب الله" في الضاحية الجنوبية بالعاصمة بيروت، تحمل نوعا من "الغموض"، في ظل ما وصفه مراقبون بوقوع إيران في "فخ" أمريكي، بالحديث عن "صفقة" تحمل حوافز لـ"طهران"، مقابل مواقف متغيرة لها فيما يتعلق بـ"أذرعها" والجبهة اللبنانية المشتعلة.

التجهيز لنتنياهو "المنتشي"

يقول الباحث في العلاقات الدولية، أصلان الحوري، إن الأزمة الواقعة فيها إيران حاليا هي أن ما يحدث لأقوى أذرعها يضعها أمام أمرين، وهو مدى قوتها التسليحية والتقنيات العسكرية التي تستطيع أن تواجه بها إسرائيل إذا وصل الأمر إلى مواجهة مباشرة، ومدى التجهيز الجدي من جانب نتنياهو "المنتشي" حاليا بما يحققه في أقوى الجبهات "حزب الله" الذي كان بمثابة فزاعة لإسرائيل بعد 2006.

وقال الحوري، في حديث لـ"إرم نيوز"، إن إيران في هذه الوضعية ترى أن نشوة إسرائيل على الجبهة اللبنانية قد تدفعها إلى السير بقوة في ضرب العمق الإيراني والذهاب إلى استهداف منشآت نووية أو بنية تحتية أو عمليات نوعية في سياسة الاغتيالات، إلى حد كبير، بحق ساسة وعسكريين إيرانيين في الصف الأول.

وبحسب الحوري، فإن نتنياهو في ظل هذه النشوة من الممكن أن يُقبل على ما هو أكثر تطورا بمواجهة مباشرة مع إيران؛ لأن ما حققه نتنياهو في الداخل، بعد ما قام به ضد "حزب الله"، أسهم في تحسين وضعه السياسي المتأزم إثر حرب غزة وما نتج عن ذلك.

ويؤكد الباحث في الشأن الإيراني، عادل الزين، أن طهران في هذه الوضعية ترى أنها وقعت في "فخ" دبرته الولايات المتحدة، وأنه مهما كانت الصفقات أو الاتفاقيات والمكاسب المحققة منها، إن حدثت، لن تساوي في المقابل ما سيترتب من طعن في وجودها عسكريا وسياسيا وجماهيريا أمام حواضنها في المنطقة، لا سيما أن ما ذهبت إليه إسرائيل تجاوز كل قواعد الاشتباك والخطوط الحمراء.

ويشير الزين، في تصريح لـ"إرم نيوز"، إلى أن كل ما تستطيع فعله إيران في هذا الإطار لا تتجاوز سيناريوهاته التصعيد السياسي والدبلوماسي من حيث التهديدات والتصريحات من القيادات في طهران، وأن تكون هناك تصريحات من جميع أعضاء هرم السلطة، بداية من المرشد الأعلى وبقية العناصر في نظام ولاية الفقيه.

وتابع الزين أن أقرب سيناريو من المحتمل أن تعمل عليه إيران في هذه الفترة هو دفع ميليشياتها في العراق وسوريا واليمن لتوجيه استهدافات مباشرة لمناطق غير حيوية لا تتعدى "الخطوط الحمراء" داخل إسرائيل.

إستراتيجية "الصوت العالي"

ويوضح المحلل السياسي، طاهر أبو نضال، أن السيناريوهات "منعدمة" إلى حد كبير في أن يكون هناك رد فعل أو وجود مباشر من إيران في هذه المواجهة، مع استمرار التخلي الفعلي عن أذرعها، وإن كان هناك أي رد فعل لن يتجاوز تفعيل خاصية "الصوت العالي" ليس أكثر، تحمل شعارات ورسائل أيديولوجية لمن تخاطبهم من جمهور، سواء في الداخل أو الخارج.

واستكمل أبو نضال، في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن أي رد فعل لطهران لن يختلف عن مواقفها السابقة من عملية اغتيال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أو ضرب القنصلية الإيرانية في دمشق بوجود قيادات من الحرس الثوري، التي كانت مثيرة للسخرية إلى أبعد حد.