"الفيتو الأمريكي" يكرس إسرائيل دولة فوق القانون الدولي

استخدمت أمريكا حق النقض "الفيتو" ضد مشروع قرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة للمرة الثانية، منذ السابع من تشرين أول/ أكتوبر عندما نفذت حماس عملية داخل إسرائيل أسمتها "طوفان الأقصى".

جاء ذلك بعد أن وجه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس رسالة إلى مجلس الأمن استخدم فيها المادة 99 من ميثاق المنظمة الأممية التي تتيح له "لفت انتباه" المجلس إلى ملف "يمكن أن يعرّض السلام والأمن الدوليين للخطر"، في أول تفعيل لهذه المادة منذ عقود.

أخبار ذات صلة

"فيتو" أمريكي بمجلس الأمن ضد قرار هدنة إنسانية في غزة

واعتبر المحلل السياسية عامر سبايلة من جانبه، أن الفيتو الأمريكي هو استمرار لوجهة النظر الخاصة بهم، فيما يتعلق بأهداف الحرب ووقف قدرات حماس، مبينا في الوقت ذاته أنه في لحظات معينة تشعر باقتراب وقف إطلاق النار.

قناعة بايدن

وأكد السبايلة لـ"إرم نيوز"، أن القرار الأمريكي لا يزال يظهر عدم قناعة إدارة بايدن بأنه تم القضاء على قدرات حركة حماس في غزة، وبالتالي أبقى جميع الخيارات مطروحة أمام إسرائيل.

ولفت إلى أننا نعيش المرحلة من الحرب في غزة، خاصة أن إسرائيل عملت على خلق كارثة إنسانية وتدميرية راح ضحيتها الآلاف.

أمريكا مظلة إسرائيل

أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الألمانية الأردنية بدر ماضي قال، إن الفيتو الأمريكي، يأتي ضمن سياق الالتزام منذ إنشاء دولة إسرائيل بأن تكون دائما في منأى عن تطبيق القانون الدولي، والقرار كان متوقعا؛ لأن أمريكا تتخذ من مركزها السياسي والقانوني مظلة لحماية كافة الممارسات الإسرائيلية والتي تضرب بعرض الحائط كافة القوانين والأعراف.

وأضاف الماضي في تصريح خاص لـ"إرم نيوز"، أن أمريكا كان باستطاعتها التحفظ على القرار لإيصال رسائل للحكومة الإسرائيلية بأنها لا ترغب في استمرار الحرب في غزة، لكنها لم تطلب، كما لم تعلن أنها طلبت من بنيامين نتنياهو وضع جدول زمني لوقف إطلاق النار.

وأوضح أن الفيتو الأمريكي يؤزم من مجريات الأحداث في غزة، خاصة فيما يتعلق بالرهائن الإسرائيليين وقتل الآلاف من المدنيين جراء القصف الإسرائيلي، وتدمير البنية التحتية، وعدم إيصال المساعدات الإنسانية بشكل كاف.

يشار إلى أن هذه ليست المرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة، التي تستخدم ” الفيتو” ضد قرارات تدين إسرائيل، بل استخدمته 47 مرة، بما في ذلك قرارات تتعلق بالصراع الإسرائيلي اللبناني وهجمات جنوب لبنان وكذلك ضم إسرائيل لمرتفعات الجولان السورية ، وغيرها.

ومنذ السابع من أكتوبر حتى الآن استخدمت أمريكا الفيتو مرتين ضد مشروع قرار بشأن غزة ، كان الأول في تشرين الثاني الماضي ضد مشروع قدمته البرازيل ، وطالب بهدنة إنسانية .

وسبق أن استخدمت أمريكا "الفيتو"عام 2019، حين منعت الولايات المتحدة، محاولة الكويت وإندونيسيا وجنوب أفريقيا لاستصدار بيان من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يندد بهدم إسرائيل منازل فلسطينيين في بلدة صور باهر بالقدس.

وفيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي فإن 35 حق نقض استخدمته أمريكا لحماية إسرائيل من ضمن المجموع الكلي البالغ 47 ، كانت ضد مشاريع قرارات لمجلس الأمن تتعلق بإسرائيل وفلسطين.