logo
العالم العربي

خبراء: المرحلة الثالثة من حرب غزة تمهد لـ"منطقة عازلة"

خبراء: المرحلة الثالثة من حرب غزة تمهد لـ"منطقة عازلة"
27 ديسمبر 2023، 1:30 م

أثارت التقارير الإسرائيلية التي تحدثت عن استعداد إسرائيل للانتقال للمرحلة الثالثة من الحرب على قطاع غزة، التساؤلات حول شكل التحرك العسكري الإسرائيلي خلال هذه المرحلة، بعد أكثر من ثمانين يومًا من القتال.

وحسب التقارير، فإن "الجيش يستعد للانتقال للمرحلة الثالثة خلال الأسابيع المقبلة، وتتضمن إنهاء المناورات البرية، وذلك وفقًا للإنجازات العملياتية"، مبينة أن المرحلة الثالثة تشمل إنهاء المناورة البرية بالقطاع.

كما تشمل المرحلة، وفقًا للتقارير، "تخفيض القوات الإسرائيلية وتسريح القوات الاحتياطية، واللجوء للغارات الجوية، وإقامة منطقة عازلة على الحدود بين إسرائيل والقطاع، والاستمرار بهجمات مركزة على غزة".

ويواصل الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية والبرية بالقطاع، وقد طالب سكان مناطق "شرق الوسط"، وتحديدًا مخيم البريج، بإخلاء منازلهم بشكل فوري، فيما قصفت طائراته شرق مخيم المغازي القريب من حدود إسرائيل.

وفي قراءة لهذه التطورات أكد الخبير في الشأن العسكري، اللواء واصف عريقات، أن "المرحلة الثالثة من الحرب الإسرائيلية على غزة ستكون مختلفة عن المرحلتين السابقتين"، لافتًا إلى أنها ستكون الأخيرة للحرب وستركز على إقامة المنطقة العازلة.



وأوضح عريقات، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن "الجيش الإسرائيلي سيقلص وجوده العسكري بغزة ويركز على الضربات الجوية على الأطراف الشرقية لوسط وجنوب القطاع، بما يمكنه من تطبيق خطته بشأن المنطقة العازلة".

وأضاف: "بتقديري سيكثف الجيش ضرباته الجوية للمنازل والأحياء السكنية، وسيتراجع قليلاً عند بعض المحاور في الشمال والجنوب"، مبينًا أن ذلك سيكون على حساب تركيز العمليات الجوية والبرية في المناطق الشرقية لوسط القطاع.

وتابع: "إسرائيل تهيئ المنطقة والعالم للقبول بالمنطقة العازلة من خلال فرضها كأمر واقع على الجميع، وهذا الأمر سيسهل على القيادة العسكرية الإسرائيلية فرض شروطها خلال مفاوضات التهدئة مع حركة حماس".

إسرائيل تهيئ المنطقة والعالم للقبول بالمنطقة العازلة
واصف عريقات، خبير عسكري

واستكمل: "بتقديري القيادة العسكرية تفكر جديًّا في سحب معظم القوات البرية الإسرائيلية من داخل غزة وتحديدًا قوات الاحتياط، خاصة أنها أنهكت في القتال خلال الأسابيع الماضية؛ ما أدى لزيادة الخسائر بصفوف الجنود".

وأكد أن "الآونة الأخيرة شهدت زيادة عدد القتلى والمصابين بصفوف الجيش الإسرائيلي، وهو الأمر الذي يعتبر مؤشرًا على التخبط بين القوات، وحالة الإنهاك التي يعيشونها، خاصة أن الحرب الدائرة حاليًّا هي أطول حروب إسرائيل".

ووفق الخبير العسكري، فإن "هناك سحبًا غير معلن للقوات الإسرائيلية من داخل غزة خاصة بصفوف الاحتياط، وأن الجيش يجري انسحابًا تكتيكيًّا له، لكن بما يضمن له البقاء في المنطقة العازلة التي يرغب بإنشائها".

في السياق ذاته أكد الباحث في الشأن الإسرائيلي، أليف صباغ، أن "الحرب الإسرائيلية تشارف على نهايتها، وبالتالي فإن التحرك العسكري بغزة سيكون في إطار استكمال إنشاء المنطقة العازلة على الحدود، وإحداث أكبر قدر من التدمير بمختلف المناطق".



وأوضح صباغ، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن "قطاع غزة سيشهد قصفًا مكثفًا من قبل الطائرات الإسرائيلية على مختلف المناطق، وسيتركز القصف على مخيمي المغازي والبريج وأطراف من مخيم النصيرات"، وفق تقديره.

وبين أن "إسرائيل تهدف بمرحلتها الثالثة إلى حشر سكان غزة في المناطق الغربية لقطاع غزة ومدينة رفح، وإيقاع أكبر قدر من الخسائر بالمناطق المخلاة بما يضمن لها عدم قدرة السكان على العودة لها لأطول فترة ممكنة".

وأضاف: "هذا الأمر سيمكن إسرائيل من تطبيق خطتها المتعلقة بالمنطقة العازلة داخل غزة سواء في إطار صفقة لوقف إطلاق النار بغزة، أو بحكم الأمر الواقع بعد تدمير مئات الآلاف من المنازل والمربعات السكنية".

وأشار صباغ إلى أن "الضغوطات الداخلية على حكومة بنيامين نتنياهو بشأن قضايا الأسرى والمحتجزين والخسائر الاقتصادية والعسكرية داخل غزة، تدفعها للتفكير بالمرحلة الثالثة"، مؤكدًا أن هذه المرحلة ستكون الأخيرة بالحرب.

أخبار ذات صلة

رئيس الأركان الإسرائيلي: حرب غزة "ستستمر لأشهر"

           

وبين أن "إسرائيل لا يمكن أن تنسحب من القطاع باليوم ذاته الذي يتوقف فيه القتال مع حماس والفصائل المسلحة، وستطلب وقتًا من أجل ذلك مع ضمانات دولية بعدم تكرار أحداث السابع من أكتوبر"، متابعًا: "المرحلة الثالثة مخصصة لاستكمال الأهداف الأمنية لإسرائيل بغزة".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC