تشير الأنباء الميدانية الواردة من ريف حلب الغربي والبادية السورية في الشرق، إلى أن الجيش السوري حقق نتائج جيدة وسريعة؛ بفضل مسيّرات "اف بي في" الروسية المتطورة، التي زوّدته بها موسكو.
فرغم المساحات الشاسعة للبادية السورية، وقرب مسرح العمليات من المنطقة 55 المحمية بالقوات الأمريكية في قاعدة التنف، فإن مسيّرات "اف بي في" الانتحارية تكفلت بملاحقة المسلحين ومفاجأتهم في أماكن تحصنهم.
ويؤكد مصدر ميداني، لـ"إرم نيوز"، أن الوضع العسكري انقلب جذرياً في البادية؛ بفضل مسيرة "اف بي في"، وأن تحركات خلايا تنظيم "داعش" باتت تحت المجهر ولا يمكنها شن الهجمات، كما في السابق.
ولم يختلف الأمر في جبهة الشمال القريبة من إدلب وحلب، فقد أعلن الجيش السوري أن طائراته من طراز "اف بي في" نفّذت 12 هجوماً خلال الساعات الماضية، في محيط بلدة "تقاد" بريف حلب الغربي، وقضت على أعداد كبيرة من المسلحين.
وحصلت "إرم نيوز" على معلومات ميدانية من جبهة الشمال تفيد بأن مسلحي "جبهة تحرير الشام" و"النصرة" و"الفتح المبين" أصبحوا في وضع حرج، بعد أن شُلت حركتهم، بفضل مسيرات "اف بي في" وسلاح المدفعية المؤازر.
ويقول المحلل السياسي طارق الأحمد، لـ"إرم نيوز": إن "التعاون والتنسيق بين الجيش العربي السوري والحلفاء قائم على مدار الساعة، سواء في العمليات المباشرة على الأرض، أو في تبادل المعلومات والأسلحة، ويندرج استخدام المسيرات بمختلف أنواعها ضمن هذه الاستراتيجية".
مسيرات تغيّر مفهوم الحروب
يقول مدير مؤسسة البحث العلمي وتنمية المبادرات المدنية الروسية، أليكسي أنبيلوغوف، في مقال بصحيفة روسية: "إن أنظمةً لم تكن معروفة من المسيرات بدأت تحسم الحروب وتهزم الطائرات المقاتلة الكبيرة، منها مسيرات "اف بي في" المطوّرة، التي يمكن تجميعها بسرعة في مصنع أو مستودع".
ويضيف أنبيلوغوف أن "طائرة "اف بي في" تكلّف ما بين 5 و10 آلاف دولار، وهي قادرة على تدمير دبابة قيمتها ملايين الدولارات".
وتطورت المسيّرات الروسية بشكل متسارع منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية، حيث تعمل مجموعة شركات "كرونشتادت" على تصنيعها في مدينة دوبنا القريبة من موسكو.
وفي تقرير نشرته "RT" الروسية، وصف أحد مراسليها مسيّرة "اف بي في" بالسلاح الفتّاك، الذي قلب الموازين في معارك أوكرانيا وسوريا، وقال: هذه الطائرة الصغيرة كانت قبل فترة أشبه بلعبة من أفلام الخيال العلمي، لكنها اليوم تصطاد الأفراد والآليات وتقتحم أكثر المخابئ تحصيناً.
ونشرت صحيفة "روسيسكايا غازيتا" الروسية تقريراً، في أبريل/ نيسان الماضي، قالت فيه إن الجيش الروسي طوّر آلية عمل مسيرة "اف بي في" لنموذج جديد يُسمى "بتشيولكا" أو النحلة، التي تجمع بين ميزات الطائرة والمروحية الرباعية المراوح.
ورغم أن المعلومات المتوافرة لا تُحدد أي نوع من مسيرات "اف بي في" يستخدم الجيش السوري، فإن وجود قاعدة "حميميم" الروسية في اللاذقية، وقواعد موزّعة في مناطق أخرى، يُرجّح وجود النموذج المطوّر "النحلة"، لضرورته في حماية تلك القواعد.
مواقع المعارضة السورية أشارت إلى تزايد هجمات "اف بي في" التابعة للجيش السوري على مواقع مسلحي المعارضة غربي حلب وإدلب.
وأورد "تلفزيون سوريا"، المعارض، عدة تقارير تؤكد أن هذه المسيّرات تسبب إرباكاً كبيراً للمسلحين هناك.
واستناداً إلى أنباء معركة تمشيط البادية شرقي سوريا، والهجمات التي تحصل يومياً في جبهة الشمال، فإن أثر مسيرات "اف بي في" لا يبدو بسيطاً على الجبهتين.
ويقول مصدر ميداني من البادية السورية، لـ"إرم نيوز": "المشهد الميداني تغيّر في المنطقة بعد استخدام التكتيك الجديد، وقوامه المسيرات".
