logo
العالم العربي

هل تسبب هجوم "7 أكتوبر" بانشقاق غير معلن داخل حماس؟

هل تسبب هجوم "7 أكتوبر" بانشقاق غير معلن داخل حماس؟
زعيم حركة حماس في غزة يحيى السنوارالمصدر: أ ف ب
04 يوليو 2024، 8:20 ص

تُثار تساؤلات حول إمكانية إقدام قيادات من حركة حماس داخل قطاع غزة أو خارجه بالانشقاق؛ بسبب اختلاف المواقف من الحرب، وخاصة هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، بعدما نُفّذ بتعليمات عدد قليل من قيادات الداخل.

يأتي ذلك، على إثر إقدام أحمد يوسف وهو المستشار السابق لرئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، على نشر انتقادات علنية لهجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، وتحميله  قيادة حماس المسؤولية عن الأوضاع التي يعيشها النازحون.

وتثير الانتقادات التي ينشرها القيادي السابق بحماس على مواقع التواصل الاجتماعي، تفاعلاً في أوساط الفلسطينيين الذين يطالبونه باتخاذ موقف علني من الحركة والاعتذار عن كونه جزءاً منها، ومن حكومتها خلال السنوات الماضية.

"انشقاق غير معلن"

ويرى الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، يونس الزريعي، أن "هجوم أكتوبر/ تشرين الأول أحدث زلزالاً بالأوساط السياسية لدى حركة حماس، وتسبب بانشقاق غير معلن بين قيادات الداخل والخارج، ستظهر آثاره خلال الفترة المقبلة".

وقال الزريعي، لـ"إرم نيوز"، إن "القيادي أحمد يوسف يتبع بأيدولوجياته وأفكاره السياسية لقيادة حماس بالخارج، ومن ثم فإن انتقاداته يمكن اعتبارها مؤشرًا على إمكانية انشقاق عدد من قيادات الحركة عنها خلال الفترة المقبلة".

وأوضح أن "هذا الانشقاق قد يكون غير معلن في بداية الأمر؛ إلا أنه سرعان ما سيُكشَف سواء من خلال تغيب قيادات بارزة عن الساحة السياسية، أو إعلان قيادات تشكيل هيئات سياسية أو الانضمام إلى أحزاب وفصائل فلسطينية".

وأضاف: "حماس بوضعها الحالي لا يمكنها الاستمرار وحكم القطاع، وهي بحاجة إلى إجراء تغييرات جذرية في قيادتها وأيدولوجياتها السياسية والعسكرية، وهو الأمر الذي لن تسمح به القيادات المتنفذة بغزة؛ ما سيحدث انشقاقات كبيرة بصفوفها".

وبين أن الصدام بين قيادة الداخل والخارج الذي من المتوقع أن يكون فور وقف الحرب سيؤدي إلى انشقاق بعض القيادات، خاصة وأن قيادات الخارج يتعرضون لضغوط غير مسبوقة ستجبرهم على اتخاذ مواقف ترفضها قيادة حماس داخل غزة.

واستكمل: "بتقديري رئيس حماس في غزة يحيى السنوار أدخل حركته في نفق مظلم، وهي بحاجة إلى عزله وتغيير استراتيجيتها من أجل ضمان استمرارها"، مؤكداً أن السنوار لن يسمح بذلك، وهو ما سيكون سبباً في تفكك جزئي للحركة.

أخبار ذات علاقة

أثارت غضبا واسعا.. رسالة السنوار تكشف خلافات عميقة بين قيادات "حماس"

 رسائل سياسية

ويرى المتخصص في الشأن الفلسطيني، محمد هواش، أن "منشورات القيادي السابق بحماس أحمد يوسف تأتي في إطار رسائل سياسية من قيادات الخارج لقيادات حماس بالداخل، خاصة وأن يوسف مرتبط بشكل وثيق بقيادة الخارج".

وقال هواش، لـ"إرم نيوز"، إن "حماس تعاني منذ سنوات من الانتقادات التي وجهها يوسف للحركة والتأييد الواضح لعدد من منافسيها وأعدائها السابقين؛ وهو ما دفعها لتهميشه وعزله بشكل غير معلن عن المناصب جميعها".

وأضاف: "أما حاليا فإن المكتب السياسي لحماس بالخارج يستغل مستشار هنية السابق من أجل التأكيد للمسؤولين عن هجوم أكتوبر/ تشرين الأول، ضرورة إجراء تغييرات جذرية لضمان بقاء حكم حماس في غزة، وأن الوقت حان لتغييب بعض القيادات."

وأشار إلى أن "انشقاق قيادات بارزة في الحركة بات أمراً محسوماً، وهو ما سيكون مرتبطاً بتوقف الحرب على غزة"، مبيناً أن الأمر الوحيد الذي سيؤجل ذلك سيكون توصل الحركة لاتفاق تهدئة مع إسرائيل يبقي على حكم الحركة، ويؤدي إلى الإفراج عن كبار الأسرى في السجون الإسرائيلية.

وزاد: "هذا الأمر سيؤجل الانشقاق المعلن من قيادات حماس بالخارج؛ إلا أن الحركة ستعيش بعد فترة حالة من التفكك هي ذاتها التي شهدتها معظم الحركات الفلسطينية وتحديدًا حركة فتح عقب أي مواجهة عسكرية عنيفة مع إسرائيل".  

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC