الزيارة الأولى للدبيبة منذ 3 سنوات.. الاقتصاد ينعش العلاقات مع مصر

أعادت مناقشات القضايا الاقتصادية العالقة، إنعاش العلاقات بين رئيس "حكومة الوحدة الوطنية" في ليبيا عبد الحميد الدبيبة، ومصر التي زارها بعد "جفاء" استمر 3 سنوات.

وانتهز الدبيبة فرصة المشاركة في مؤتمر إقليمي حول الهجرة في القاهرة بدعوة من الجامعة العربية، لعقد لقاء مع رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي الذي بحث معه "سبل تفعيل الاتفاقيات المبرمة بين البلدين" وذلك في إطار زيارة غير معلنة المدة.

وقال بيان للحكومة الليبية إن الطرفين ناقشا "دعم القطاع الخاص في البلدين، وعقد المعارض والمؤتمرات للصناعات المصرية والليبية، وتشكيل مجلس رجال الأعمال المصريين الليبيين تحت إشراف الحكومتين، وتقديم الدعم اللازم لهم".

كما تم الاتفاق على "تقديم الدعم اللازم لمصر في مجال الكهرباء، بهدف استقرار الشبكة العامة، وتفعيل الربط الكهربائي بين البلدين".

واستعرض مدبولي والدبيبة، نتائج اجتماعات اللجنة العليا المصرية الليبية، التي انعقدت، منتصف سبتمبر 2021، في القاهرة، والتنسيق لعقد الاجتماع المقبل لزيادة التعاون وتعزيز الاستثمار.

 

وتعود آخر الاجتماعات التحضيرية للجنة العليا بين طرابلس والقاهرة إلى العام 2021 بعد 12 عامًا من القطيعة، إلا أن أعمال اللجنة لم تستكمل حتى اليوم، جراء الانقسام الحكومي في ليبيا.

وزار مدبولي طرابلس، في 20 أبريل/نيسان 2021، وأشرف على توقيع 11 وثيقة تعاون في مجالات: المواصلات، والكهرباء، والبترول، بالإضافة إلى البنية التحتية، والشباب والرياضة، والتأمينات الاجتماعية.

ويشرف ائتلاف يتكون من عدة شركات مصرية على تنفيذ مشاريع كبيرة في طرابلس، من بينها مشروع الطريق الدائري الثالث الذي تبلغ تكلفة تنفيذه 4.263 مليار دينار ليبي، بالإضافة إلى تنفيذ مشروع طريق غات - أوباري جنوبي غرب ليبيا.

ولفت المحلل السياسي الليبي ومدير عام منظمة الشرق الأوسط للعدالة وحقوق الإنسان، حمد الخراز، إلى العديد من الدلالات التي حملتها زيارة الدبيبة بعد جفاء استمر 3 سنوات.

وقال الخراز لـ"إرم نيوز" إن "رئيس الحكومة الليبية انتهز هذه المناسبة للحضور في هذا الحدث، وحاول تعزيز التقارب مع مصر بسبب الأزمات الاقتصادية التي تعيشها الآن، ووعدها في ملف التزود بالطاقة الكهربائية رغم أنه لا يملك الصلاحيات في ملف الكهرباء، إذ تعاني طرابلس وبنغازي وغيرها من مشكلة انقطاعات الكهرباء".

ويسعى الدبيبة للتمديد لأشهر قليلة لحكومته أو عرقلة ما يمكن أن ينتج عن لقاء الجامعة العربية بين رؤساء المجلس الرئاسي ومجلسي النواب والدولة لضمان بقائه في المشهد الليبي، وهذا الأمر يصعب للغاية في ظل الضغوط الدولية الكبرى لتنحيته.

ويعتقد الخراز أن "حكومة الدبيبة على وشك الانتهاء، حيث تنتظر البعثة الأممية في ليبيا نتائج اجتماع الرئاسات الثلاث حتى تكشف عن خطتها لمعالجة الانسداد السياسي في البلاد".

ورأى المحلل السياسي الليبي إدريس عبد السلام، أن "زيارات المسؤولين الليبيين هي زيارات عادية تنتهي بانتهائها".

وقال عبد السلام لـ"إرم نيوز"، إن "الدبيبة حاول نقل هواجس ليبيا من موضوع الهجرة، نظرًا لأن له تداعيات كبيرة على الداخل والأمن القومي".