ماذا وراء تأجيل زيارة بلينكن إلى المنطقة؟

أرجأ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، زيارة كانت مقررة إلى المنطقة، أمس الثلاثاء قبيل محادثات لوقف إطلاق النار في قطاع غزة الثلاثاء، فيما تثار تساؤلات بين خبراء سياسيين حول الأسباب الحقيقية للتأجيل، وما إذا كان الأمر متعلقاً بتصعيد جديد في المنطقة أو لعدم وجود أفق لحلول سريعة.

ونقل موقع "أكسيوس" الأمريكي، عن مصادر أن سبب تأجيل الزيارة يعود إلى "حالة الضبابية التي تكتنف الوضع".

وجاء تأجيل الزيارة في وقت حث فيه البيت الأبيض، إسرائيل وحماس، على التوصل لاتفاق، وسط مخاوف من تصعيد أوسع نطاقًا على خلفية تهديدات إيران و"حزب الله" بالرد على إسرائيل بعد عمليتي اغتيال لرئيس مكتب حماس السياسي إسماعيل هنية، والمسؤول العسكري في الميليشيا فؤاد شكر.

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلت عن مصادر أمس الثلاثاء، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أضاف شروطًا جديدة إلى المقترح السابق لوقف إطلاق النار، قد تعقد التوصل إلى اتفاق.

وفي قراءة لأسباب قرار وزير الخارجية الأمريكي، يرى المحلل السياسي والخبير الإستراتيجي، عامر السبايلة، أن التصعيد في المنطقة وعدم وجود أفق لحلول سريعة، دفع بلينكن لتأجيل زيارته.

وقال السبايلة لـ"إرم نيوز"، إن "القرار يأتي في وقت يزور فيه المبعوث الأمريكي الخاص إلى لبنان، عاموس هوكستين، في محاولة لتهيئة ظروف أكثر لفكرة ربط هدنة غزة بهدنة إقليمية".

ومن جهته، ذهب الكاتب والمحلل السياسي، أمين بشير، إلى أن تأجيل الزيارة جاء لـ"عدم إضاعة الوقت في ظل وجود فرصة سانحة لوقف الحرب بمفاوضات الخميس".

وأكد بشير في حديث لـ"إرم نيوز" أن الأمريكيين ينتظرون ما سيحصل، سواء أفي المفاوضات العلنية أم السرية بين الوسطاء وإسرائيل وحركة حماس، إضافة لوجود المبعوث الأمريكي في بيروت بعد زيارته لإسرائيل بحثًا عن التهدئة.

وكان المبعوث الأمريكي، قال في مؤتمر صحفي الأربعاء، إنه يعتقد أن الحرب بين إسرائيل وحزب الله يمكن تجنبها.

وعبر هوكستين عن إيمانه بالقدرة على التوصل إلى حل دبلوماسي يمنع اندلاع الحرب الشاملة بين "حزب الله" وإسرائيل.

واستبعد الرئيس الأمريكي جو بايدن، أن تلجأ إيران للانتقام من إسرائيل حال التوصل لهدنة في غزة.

جاء ذلك، بعد أن نقلت "رويترز" عن 3 من كبار المسؤولين الإيرانيين أن السبيل الوحيد الذي يمكن أن يرجئ رد إيران المباشر على إسرائيل هو التوصل في المحادثات المأمولة هذا الأسبوع إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

ولكن ممثلة إيران لدى الأمم المتحدة أكدت سابقًا أن حق إيران في "الدفاع المشروع لا علاقة له بوقف إطلاق النار في غزة".

ودعت الولايات المتحدة ومصر وقطر الأسبوع الماضي إسرائيل وحماس لعقد مفاوضات تبدأ الخميس.

وعلى حين أعلن نتنياهو إرسال وفد للمشاركة في المباحثات، نقل موقع "أكسيوس" عن مصادر أن حركة حماس أوضحت أن ممثليها لن يشاركوا بمحادثات الخميس، وسيلتقون الوسطاء بعد الحصول على تحديث.