نتانياهو لماكرون: إسرائيل تتوقع دعم فرنسا وليس فرض "قيود" عليها

logo
العالم العربي

بين واشنطن وطهران.. الحكومة العراقية على مفترق طرق

بين واشنطن وطهران.. الحكومة العراقية على مفترق طرق
مسلحان في العراقالمصدر: (أ ف ب)
06 أكتوبر 2024، 2:05 م

مع تصعيد الفصائل المسلحة العراقية عملياتها ضد إسرائيل، تقف الحكومة العراقية عند مفترق طرق بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، إذ تحاول الفصائل ملء الفراغ الذي سيخلفه انسحاب القوات الأمريكية من البلاد.

وتواجه الحكومة العراقية تحديًا كبيرًا في تحقيق توازن دقيق بين واشنطن وطهران؛ نظرًا لأن البلدين لهما تأثير كبير على الساحة العراقية، وهي تسعى للحفاظ على علاقات جيدة معهما لأسباب إستراتيجية، وسياسية، واقتصادية.

أخبار ذات علاقة

يديعوت أحرونوت: إسرائيل تخطط لشن عملية في العراق

وقال الخبير الإستراتيجي مؤيد الجابري: "إن الحكومة العراقية، وعلى رأسها محمد شياع السوداني، تسعى إلى تحقيق الحياد النسبي من خلال تبني موقف محايد نسبيًا في النزاعات المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران. وتتجنب بغداد في معظم الأحيان الانحياز العلني لأي من الطرفين، وتحاول لعب دور الوسيط بينهما، كما حدث في محاولات التوسط بين الجانبين في مناسبات سابقة".

وأضاف الجابري لـ"إرم نيوز" أن "العراق يعتمد في رفد قواته المسلحة وتحقيق الأمن الداخلي بشكل عام على التعاون العسكري والأمني مع الولايات المتحدة، خاصة في مجال التدريب والدعم لمكافحة الجماعات الإرهابية مثل تنظيم داعش، لكن الحكومة تواجه ضغوطًا كبيرة من قبل الفصائل المسلحة التي تمتلك أجنحة سياسية داخل البرلمان".

وأكد الخبير الإستراتيجي أن "تصعيد الميليشيات المسلحة أو ما يُعرف بـ(فصائل المقاومة في العراق) وضع العراق في مواجهة مع الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل معًا، وهذا ما يُحرج الحكومة بشكل كبير".

وتتعرض الحكومة العراقية لضغوط داخلية من الفصائل السياسية والميليشيات المسلحة الموالية لإيران، وكذلك من الرأي العام الذي يتنوع بين مؤيد للوجود الأمريكي أو الإيراني، ومعارض لهما. وتحقيق التوازن بين هذه القوى الداخلية يتطلب مرونة وذكاء سياسيا لتجنب التصعيد الداخلي بالدرجة الأولى.

تحقيق الرغبات الإيرانية

وسعت جهات سياسية تنتمي لتحالف الإطار التنسيقي، الذي يضم غالبية الكتل السياسية الشيعية عدا التيار الصدري، إلى الدفع باتجاه انسحاب القوات الأمريكية من العراق، وكل ذلك "تحقيقًا للرغبات الإيرانية الرامية لزيادة نفوذها في العراق"، بحسب الأكاديمي والمحلل السياسي محمد العاني.

ويرى العاني، خلال حديثه لـ"إرم نيوز"، أن "الفصائل المسلحة وجهات سياسية مؤثرة داخل الحكومة تمتلك علاقات إستراتيجية مع إيران، باعتبارها قوة إقليمية مؤثرة وراعية لتلك الفصائل، التي دفعتها باتجاه الضغط عسكريًا لإخراج القوات الأمريكية لتحقيق أهداف إيرانية مصلحية".

وبيّن العاني أن "بغداد تحاول الحفاظ على علاقات اقتصادية مع كل من الولايات المتحدة وإيران في الوقت نفسه، إذ تسعى لتجنب العقوبات الأمريكية التي قد تطال الاقتصاد العراقي بسبب العلاقات التجارية مع إيران، وفي الوقت نفسه تستفيد من العلاقات التجارية والاقتصادية مع إيران".

ويعتمد نجاح العراق في هذا التوازن على قدرته على الاستفادة من كلا الجانبين دون الانحياز بشكل واضح لأي منهما، مع المحافظة على استقراره الداخلي وتجنب أن يصبح ساحة للصراع المباشر بينهما.

تعقيد المشهد السياسي والعسكري

ويبدو أن الفصائل المسلحة تسعى إلى سد الفراغ الذي قد ينتج عن انسحاب القوات الأمريكية من مناطق معينة، خاصة في الشرق الأوسط، وتحديدا في المناطق التي كانت الولايات المتحدة تؤدي دورًا عسكريًا وسياسيًا كبيرًا، وقد يؤدي انسحابها إلى تغيير في موازين القوى في تلك المناطق، مما يخلق فرصًا للفصائل المسلحة لزيادة نفوذها.

من جانبه، يقول الخبير الأمني والعسكري فارس حيدر العبيدي: "إن الفصائل قد ترى في انسحاب القوات الأمريكية فرصة لتعزيز سيطرتها على الأرض وتوسيع نفوذها السياسي والعسكري. في العراق وسوريا، على سبيل المثال، ظهرت بعض الفصائل المدعومة من دول إقليمية كإيران، وهي تستغل هذا الفراغ لتعزيز وجودها العسكري والسياسي".

وأضاف العبيدي، لـ"إرم نيوز"، أن "الحكومات المركزية قد تجد صعوبة في ملء هذا الفراغ بمفردها، خاصة إذا كانت تعتمد بشكل كبير على الدعم العسكري الأمريكي لمواجهة هذه الفصائل أو لتحقيق الاستقرار. وهذا قد يؤدي إلى تعقيد المشهد السياسي والعسكري في تلك المناطق، إذ تصبح الفصائل المسلحة أكثر قدرة على التأثير في القرار المركزي الحكومي".

حرب مفتوحة ومصادرة القرارات

وكان العراق والولايات المتحدة الأمريكية قد أعلنا تحديد موعد انسحاب القوات الأمريكية من العراق، وإنهاء مهمة التحالف الدولي في العراق في عام 2025، وفي سوريا عام 2026.

وتعتمد عملية التزام الولايات المتحدة بتعهداتها من عدمه على تطورات المرحلة الراهنة، إذ يتوقع محللون أن تتراجع الحكومة العراقية بنفسها عن قرار إخراج القوات الأمريكية.

ويتوقع المحلل السياسي عبدالله البيضاني أن "تتراجع الحكومة عن هذا القرار، خصوصًا مع عدم قدرتها على السيطرة على الفصائل المسلحة، خاصة فيما يتعلق بقرارات المواجهة مع إسرائيل، ومحاولة تلك الميليشيات توريط البلاد بحرب مفتوحة، ومصادرة كل القرارات المصيرية".

وقال لـ"إرم نيوز": "إن الفصائل المسلحة ستبتلع وتصادر كل العراق في حال انسحاب القوات الأمريكية من البلاد، وهذا أمر مفروغ منه لا محال".

ومنذ 7 أكتوبر، كثفت الفصائل العراقية هجماتها على إسرائيل تضامنًا مع حماس، التي تعد جزءًا من (محور المقاومة) المدعوم من إيران، وشنت خلال الأسابيع الأخيرة هجمات متعددة باستخدام طائرات مسيرة وصواريخ كروز استهدفت المدن الإسرائيلية، مثل إيلات والجولان وحتى تل أبيب.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC