خبراء: محور فيلادلفيا شريان حياة لحماس وخسارته "بداية النهاية" للحركة

كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن الخطوة الأولى لإنهاء حكم "حماس" في قطاع غزة، تمثلت بسيطرة الجيش الإسرائيلي عسكريًا وأمنيًا على "محور فيلادلفيا"، على الحدود الجنوبية للقطاع، فيما يشير خبراء إلى أنه يمثل "شريان الحياة" لحماس.

وأكد نتنياهو في مؤتمر صحفي عقده في تل أبيب، أن تحقيق ذلك الهدف، عمل على شلّ قدرات حماس، وإطباق الخناق عليها، لا سيما مع إغلاق المعابر، ووقف عمل الدائرة الاقتصادية والمالية للحركة. 

وشدد نتنياهو، على أنه لن يخضع لأي ضغوط سياسية داخلية أو خارجية، مضيفًا "مستعدون لكل التهديدات والسيناريوهات، وسنستمر في تصفية الحساب مع كل من شارك، وخطّط لمجزرة السابع من أكتوبر \ تشرين الأول". 

 شريان الحياة بالنسبة لحماس

وتعقيبًا على كلام نتنياهو، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر منصور أبو كريّم، إن محور فيلادلفيا، يمثل "شريان الحياة"، بالنسبة لحركة حماس، كما أنه يمثل "رمزًا"سياديًا، لسلطتها الإدارية والسياسية في قطاع غزة. 

وأضاف أبو كريّم في حديث لـ"إرم نيوز"، "أن إعادة إسرائيل احتلال محور فيلادلفيا، يعني إطباق الخناق تمامًا على سلطة حركة حماس، وبداية سقوط حكم الحركة في قطاع غزة". 

وبحسب أستاذ العلوم السياسية، فإنه بسيطرة إسرائيل على محور فيلادلفيا، فقدت حركة حماس، أهم مدخل مالي واقتصادي لها، كما فقدت القدرة على إخراج واستقبال عناصرها الذين يعتبرون حلقة الوصل بين الداخل والخارج، إذ تظهر الحركة كأنها تعيش في سجن كبير، فهناك حملات مداهمات يومية لعدد من أقسام هذا السجن، وهي العمليات العسكرية البرية للمناطق". 

كما أن خسارة محور فيلادلفيا من قبل حماس، يعد فقدانًا لخطوط الإمداد العسكري التي كانت تسيطر عليها الحركة على طول الحدود الجنوبية مع مصر، لا سيما بعد قيام الوحدات الهندسية في الجيش الإسرائيلي بتدمير شبكة الأنفاق الممتدة هناك، وفق أبو كريّم.

محور فيلادلفيا "أم المعارك"

ومن جهته، قال المحلل السياسي محمد العطار، إن حركة حماس انهارت في اللحظة التي سيطر فيها الجيش الإسرائيلي على محور فيلادلفيا في عدة أيام على طول أكثر من 14 كيلو مترًا، وحققت إسرائيل أحد أهم أهداف الحرب المعلنة وهو إسقاط حكم حركة حماس. 

وأضاف العطار لـ"إرم نيوز": "أن معركة محور فيلادلفيا هي "أم المعارك" لعدة أسباب أهمها: الموقع الإستراتيجي للمحور، بوصفه حدًّا دوليًا، كما أنه أحد رموز السيادة الوطنية، وكذلك معبر رفح البري ومعبر كرم أبو سالم، اللذان يعدان بمنزلة أهم مصدرَي دخل لحركة حماس إن لم يكونا الأهم".

وتابع، من المبكر جدًا الحديث عن تسليم محور فيلادلفيا أو حتى المعابر الفلسطينية، فنتنياهو يحتاج إلى ضمانات كاملة، بألا يكون لحركة حماس أي دور مهم، ولو كان صغيرًا في اليوم التالي للحرب، والتي ستتسلم فيها جهات مدنية فلسطينية تسيير أعمال سكان القطاع.

وأوضح المحلل السياسي، أن تحويل محور فيلادلفيا إلى مواقع عسكرية إسرائيلية لعدد من فرق الجيش، والتأكيد على ضرورة المحور في المرحلة الثالثة من الحرب لا سيما في جنوب القطاع، يدلّل على "نيّة إسرائيل"، المكوث عدة سنوات داخل القطاع  حتى يحقق أهدافه العسكرية كاملة.