يرى محللون سياسيون أن إعلان الجيش الإسرائيلي، السيطرة على محور فيلادلفيا، وهو منطقة عازلة على طول الحدود بين مصر وغزة، يعني إطباق السيطرة الكاملة على القطاع، ما يجعل تل أبيب جاهزة لقبول مبادرة لوقف إطلاق النار.
وقال الباحث في الشأن السياسي الفلسطيني يحيى قاعود، إن السيطرة على محور فيلادلفيا يعني أنه "لن يدخل غزة أو يخرج منها شيء بدون إذن ورغبة إسرائيل، وأيضًا ذلك لا يعني انتهاء حرب الإبادة ضد القطاع".
وأضاف قاعود، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن "إسرائيل معنية بالمزيد من تدمير الحياة ومرافقها في غزة لتضمن التخلص من أكبر عدد ممكن من سكان القطاع".
واتهم قاعود إسرائيل بمواصلة الحرب تحت ذريعة "تصفية المقاومة وهو أمر غير ممكن، ويستغل ذلك لمواصلة تدمير غزة بشكل شامل".
وقال إن "ذلك يجعل الاحتلال جاهزا أكثر من أي وقت مضى لأي مبادرة أو اتفاق لوقف إطلاق نار قصير أو طويل المدى، دون إرخاء سيطرته على مفاصل الحركة والتنقل والسيطرة داخل القطاع".
وبدوره، يرى الخبير في الشأن السياسي الدولي د. رائد نجم، أن إعادة احتلال محور فيلادلفيا ومعبر رفح البري مخالف لاتفاقية 2005 مع مصر، التي انسحبت بموجبها إسرائيل من قطاع غزة وأصبح بذلك المحور مسؤولية أمنية للقاهرة.
وقال إن "إعادة احتلال محور فيلادلفيا هو تنفيذ لتهديدات نتنياهو والحكومة الإسرائيلية بأنها ستعيد السيطرة العسكرية على قطاع غزة بما فيه محور فيلادلفيا، والتي طالما أطلقت اتهامات بأن حماس قد تسلحت من خلال هذا المحور".
وأكد أن "إنشاء منطقة عازلة تتضمن محور فيلادلفيا هي رؤية إسرائيلية متكاملة بأنها لن تكون تحت سيطرة حماس من جديد حتى لا تتمكن من التسلح وإعادة ترميم قدراتها العسكرية، والتي تتعارض مع الرؤية العربية والدولية والتي ترفض أي تواجد عسكري داخل قطاع غزة وإعادة احتلال القطاع".
ويؤيد نجم أن سيطرة إسرائيل على المنطقة تمنحها "ورقة ضغط" في المفاوضات، مشيرا إلى أن ذلك بدأ يظهر "في تصريحات مسؤولي حماس بضرورة ضغط مصر على إسرائيل من أجل الانسحاب من محور فيلادلفيا وإعادة الإدارة السابقة لمعبر رفح".
وأوضح أن معبر رفح البري كان يمثل مصدرًا ماليًّا مهمًّا جدًّ لحركة حماس، بالإضافة إلى أن السيطرة على الحدود والمعابر يعطيها نوعًا من السيادة على القطاع.
وقال المحلل السياسي إن احتلال معبر رفح يمثل مشكلتين: الأولى هي افتتاح معبر رفح، والثانية تتعلق باليوم التالي لحرب غزة، وطبيعة الجهات التي ستديره.
