logo
العالم العربي

ما خيارات واشنطن لدفع البرهان إلى الحوار وإنهاء حرب السودان؟

ما خيارات واشنطن لدفع البرهان إلى الحوار وإنهاء حرب السودان؟
قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهانالمصدر: رويترز
12 أغسطس 2024، 8:19 ص

قال محللون سياسيون، إن الولايات المتحدة، قد تلجأ إلى فرض عقوبات على الحكومة السودانية، وعلى قائد الجيش عبدالفتاح البرهان، في حال رفض التعاطي مع المساعي الأمريكية لبدء مفاوضات لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية.
 
يأتي ذلك في الوقت الذي كشف فيه المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان، توم برييلو، عن أن واشنطن لديها خيارات أخرى يمكن أن تدفع إلى إنهاء العنف في البلاد، مؤكدًا أن مفاوضات جنيف التي تعمل واشنطن على عقدها في الـ14 من أغسطس/ آب، تمثل فرصة لإنهاء النزاع وإدخال المساعدات الإنسانية.
 
وقال خبير قضايا السلام وفض النزاعات، إبراهيم زريبة، إن "خيارات واشنطن في التعامل مع تعنت  البرهان تجاه أي محاولات للسلام متعددة، فهي الدولة الأكثر نفوذًا وتأثيرًا في العالم، مرورًا بتمتعها بحق الفيتو في مجلس الأمن، وتحكمها إلى حد كبير في قراراته، وكذلك نفوذها في حلف الناتو؛ وبالتالي على الاتحاد الأوروبي، وباستطاعتها حشد التأييد الدولي لمواقفها".

ويرى زريبة في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن "أول الخيارات يتمثل في فرض عقوبات ضد الجيش السوداني وحكومة بورتسودان، من خلال حظر الطيران ومنع استيراد الأسلحة للقوات المسلحة السودانية، وعقوبات تدريجية أقوى من ذلك".

أخبار ذات علاقة

محادثات جنيف.. لماذا يماطل "البرهان" بقبولها ويرحب بها "حميدتي"؟‎

 وأشار إلى أن ما يشهده السودان من انتهاكات تهدد حياة المدنيين جراء الحرب، قد تدفع واشنطن للتأثير في مجلس الأمن، باتخاذ قرارات تحت الفصل السابع، وهو التدخل الدولي لحماية المدنيين وتقديم المساعدات الإنسانية كتجربة "اليوناميد" فضلًا عن تجارب سابقة في البوسنة والصومال".
 
ويأمل زريبة اللجوء إلى مسارات المفاوضات والسلام قبل استخدام أمريكا لهذه الخيارات، حتى لا يشهد السودان تدخلًا دوليًّا، وعدم الرهان على فكرة استمالة بعض أعضاء مجلس الأمن التي تمتلك حق الفيتو مثل روسيا والصين، لإبطال تلك القرارات مثلما حدث في مناسبات عدة".
 
بدوره، يؤكد المحلل السياسي السوداني، عادل ياسين، أن هذه الخيارات بمثابة رسالة أمريكية إلى البرهان، بأن العقوبات ليس بالضرورة أن تكون عبر مجلس الأمن في حال وجود أي تقويض من خلال دول مثل الصين وروسيا تمتلك حق النقض".

وبين ياسين لـ"إرم نيوز" أن التحرك الأمريكي جاء لأسباب من بينها " تحول السودان إلى مرتع لجماعات تهدد دولًا أفريقية أخرى تعيش أساسًا في أحوال مرتبكة في ظل وضع متوتر ينشغل فيه المجتمع الدولي بصراعات ومواجهات في مناطق متفرقة بالعالم".
 
ومن ضمن المخاوف الأخرى للولايات المتحدة، بحسب المحلل السياسي، أن "السودان بات بالفعل يمثل ذراعًا جديدة لإيران التي تتدخل لصالح الجيش والإسلاميين، وتواجدها في هذه المنطقة المطلة على البحر الأحمر يجعل طهران تخنق العالم؛ نظرًا لوجود الحوثيين على الطرف الآخر في اليمن".

من جهته، قال عضو تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية "تقدم" صلاح عبدالرحمن، إن تهديدات واشنطن باتت عملية مستهلكة بالنسبة للبرهان وحلفائه، بعد التهديد بفرض عقوبات والتعامل مع قوات الدعم السريع على أنها الممثل للسودان، دون تنفيذ ذلك.

وعبر عبدالرحمن عن مخاوفه من نسيان الولايات المتحدة للملف السوداني جراء الانشغال بأزمات أخرى، ما قد يزيد حجم الكارثة الإنسانية.

وأشار إلى أن "البرهان والإسلاميين يراهنون على عدم امتلاك الإدارة الأمريكية في عام الانتخابات لرؤية بخصوص السودان، وهو ما يدفعهم إلى تجاهل أي مبادرات، أملًا في تغيير موازين القوى التي تهيمن عليها حاليًّا قوات الدعم السريع". 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC