رأت الصحافة الأمريكية في قرار عودة دمشق للجامعة العربية، ضربة للمصالح الأمريكية في المنطقة.
وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية، يمثل رفضًا لمصالح واشنطن في المنطقة، ويشير إلى تراجع النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط.
وأضافت الصحيفة أن قرار عودة سوريا يظهر كيف أن دول الشرق الأوسط بدأت تؤطر سياسات خاصة بها بعيدًا عن الغرب ومخاوفه.
فيما قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إن الظروف التي استوجبت اتخاذ قرار تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية ما زالت قائمة.
ورأت أن القرار العربي يفتح الباب لعودة منتصرة لسوريا في مؤتمر القمة العربية، هذا الشهر في الرياض، وربما بقيادة الرئيس السوري بشار الأسد.
ونظرت الصحيفة إلى الجانب الاقتصادي خاصة المتعلق بالإعمار، مشيرة إلى أن عودة سوريا تفتح المجال أمام مشاريع إعادة الإعمار بمليارات الدولارات والاستثمارات الأخرى دعمًا لاقتصاد دمشق المترنح.
من جانبها ركزت الصحف الفرنسية على طريقة عودة دمشق للجامعة العربية، إذ قالت صحيفة لوبينون الفرنسية إن التطورات الجيوسياسية الحالية سواء في المنطقة أو في أوروبا جعلت العديد من الدول العربية _بما في ذلك السعودية ومصر_ تتصل بسوريا مجددًا، إضافة إلى الزلزال المدمر في شباط الذي سهل أمر التقارب مع دمشق.
ورأت الصحف البريطانية أن السبب الأكبر في تمهيد عودة دمشق للجامعة العربية، يعود للزلزال المدمر في شباط، وقالت صحيفة «الفايننشال تايمز» البريطانية، إن الزيارات التي قام بها وزراء خارجية عرب لدمشق وزيارات مشابهة أجراها الوزير السوري فيصل مقداد كانت مقدمة لقرار عودة دمشق للجامعة العربية.
أما الصحف الإيرانية فاعتبرت عودة سوريا إلى الجامعة العربية ،بعد نحو 12 عامًا، انتصارًا للدبلوماسية، قائلة إن "الجامعة العربية هي التي عادت إلى سوريا".
الصحافة العبرية سلطت الضوء على عودة سوريا للجامعة العربية من زاوية أخرى، تمثلت في مدى تأثير ذلك على العمليات الحربية التي تشنها إسرائيل على الأراضي السورية والتي تستهدف مصالح إيرانية.
وقالت محللون للقناة الـ12 العبرية، إن عودة دمشق للجامعة العربية لا تعني تخليها عن طهران؛ ما يعني استمرار الإستراتيجية الإسرائيلية المتمثلة في ضرب الأهداف التابعة لحزب الله وإيران في سوريا.
فيما رأت جيروزاليم بوست، أن عودة دمشق للجامعة العربية، تمنح الفرصة لإيران من أجل تهديد إسرائيل، كما إنها تمثل حقبة دبلوماسية جديدة في المنطقة تمنح الفوز لإيران وروسيا.
ورأت أن عودة دمشق، تفتح الباب كذلك لتطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، مستدركة أن عودة دمشق لا تعني أن تغير كل الدول العربية سياساتها نحو دمشق بين ليلة وضحاها.
