عاجل

نائبة رئيس فنزويلا: مرشح المعارضة في انتخابات الرئاسة غادر البلاد

logo
العالم العربي

اتفاق بين "فتح" و"حماس".. ما تأثير "إعلان بكين" على علاقة الصين بإسرائيل؟

اتفاق بين "فتح" و"حماس".. ما تأثير "إعلان بكين" على علاقة الصين بإسرائيل؟
الفصائل الفلسطينية خلال التوقيع على إعلان بكينالمصدر: رويترز
25 يوليو 2024، 11:26 ص

في أعقاب استضافة الصين لمحادثات الوساطة بين حركتي فتح وحماس، وتوقيعهما اتفاقًا لإنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية، رأت مصادر إسرائيلية أن هذه الخطوة لا علاقة لها بالفلسطينيين، إنما تمس العلاقات الصينية الإسرائيلية.

وقال المحلل الإسرائيلي المختص بملفات الشرق الأوسط، إيهود يعاري، عبر موقع قناة "الأخبار 12"، يوم أمس الأربعاء، إنه "لا يوجد في السياسة الفلسطينية أمر شائع أكثر من توقيع الاتفاقات التي لا تُطبق".

وأضاف أن مغزى "إعلان بكين" الذي وقعت عليه الفصائل الفلسطينية لا يرتبط بهما، بقدر ما يمس العلاقات بين بكين وتل أبيب.

وأشار إلى أن "فتح" و"حماس" وقعتا اتفاقيات مصالحة عديدة منذ عام 2011، دون أن يُطبق أي منها بشكل عملي، بما في ذلك البنود التي أصر كل طرف على التمسك بها، لافتًا إلى أن "إعلان بكين" الذي خرج به الطرفان بوساطة وزير الخارجية الصيني وانغ يي، يمكنه أن ينضم إلى سلسلة الاتفاقات التي لم تُطبق.

وكانت وسائل إعلام عبرية قد عقّبت على استضافة الصين لاجتماع الفصائل الفلسطينية، وقالت إنها تؤشر على رغبة بكين في الظهور على أنها وسيط يدفع باتجاه اتفاق سلام قابل للاستمرار بمنطقة الشرق الأوسط، وتشكل فرصة لها لترسيخ صورتها كوسيط في توقيت حرج.

حبر على ورق

ويرى يعاري أنه بموجب تجارب الماضي، فإن "إعلان بكين" سيظهر على أنه مجرد "حبر على ورق"، وأنه بالفحص السريع لما حدث، يتضح أن المفاوضات في بكين شهدت تبادل "الصراخ" بين ممثلي "فتح" و"حماس".

وأوضح أن التفاهمات كانت عامة، وأن الطرفين وقعا الوثيقة التي أعدها الصينيون؛ من منطلق حفظ احترامها، ورغبتهما في الحفاظ على علاقات جيدة مع القوى الآسيوية.

وقال يعاري إن الاتفاق بشأن حكومة توافق وطني تدير قطاع غزة والضفة الغربية بين الحركتين، سيبقى أيضًا حبرًا على ورق، وأن ضم "حماس" و"الجهاد الإسلامي" لمنظمة التحرير الفلسطينية سيبقى مجرد وعود.

واستدل على ذلك بأن وكالة الأنباء الرسمية للسلطة الفلسطينية امتنعت عن نشر الوثيقة المفصلة للاتفاق، وتأخرت كثيرًا قبل أن تنشر الأنباء عن توقيعها، على حد قوله.

أخبار ذات علاقة

"إعلان بكين" الفلسطيني.. هل يبقى حبراً على ورق أم يفضي لحل واقعي؟

 العلاقات مع إسرائيل

وعمد المحلل الإسرائيلي إلى شرح تفاصيل الخلافات، ليثبت وجهة نظره بشأن كون الاتفاق بين "فتح" و"حماس" سيواجه مصير الاتفاقات السابقة، وخلص إلى أن أهم ما في "إعلان بكين" هو "القرار غير المعتاد الذي اتخذه الصينيون بزيادة انخراطهم في الساحة الفلسطينية".

واستشرف يعاري أن زيادة الانخراط الصيني في الملف الفلسطيني ستكون على حساب العلاقات مع إسرائيل، وقال "ستشدد الصين مواقفها تجاه إسرائيل".

وأعرب عن قناعته بأن بكين تسعى إلى حصد أرباح دعائية تتعلق بصورتها من خلال ظهورها كلاعب "ديناميكي" في الشرق الأوسط، والظهور على أنها لا تنشغل فقط بالاقتصاد، ولكن بحل النزاعات الإقليمية أيضًا.

وذهب إلى أن التوجه الصيني طفا على السطح فور اندلاع هجوم 7 أكتوبر على المستوطنات، ويحمل مغزى بأن بكين تتخلى عن جهود تحسين علاقاتها مع تل أبيب، من منطلق إدراكها بأن إسرائيل لن تهرع إليها في مجالات مثل التعاون التكنولوجي والعسكري.

أخبار ذات علاقة

وزراء إسرائيليون: "اتفاق بكين" خطة حماس وفتح للسيطرة على غزة

 خطوات كبرى

ومطلع العام الجاري، فسرت إسرائيل قرارًا لمجموعة الشحن الصينية العملاقة "كوسكو" المملوكة للدولة، بتعليق عمليات الشحن إلى إسرائيل، على أنه رسالة صينية سلبية بشأن منظومة العلاقات بين البلدين، واتهمت بكين بالانحياز لحركة حماس.

واقتبس يعاري عن الخبير في معهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة شنغهاي، البروفيسور زيف فيلي، قوله إن وساطة الصين في الملف الفلسطيني "ليست منفصلة، وتعد امتدادًا للسياسات التي قادت بكين للوساطة بين الرياض وطهران".

ورأى أنه من الآن فصاعدًا ستصبح الصين لاعبًا مبادرًا كبيرًا، وستباشر بتنفيذ خطوات كبرى في أنحاء الجزء الجنوبي من العالم.

وختم بأنه من غير المتوقع رؤية تسوية إسرائيلية-فلسطينية في المستقبل القريب، لكن من غير الممكن حدوث مثل هذه التسوية دون توافق فلسطيني داخلي.
 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC