وسط صراع سياسي.. نتنياهو يطالب غانتس برد آلاف الشواكل للخزينة

تشهد الساحة السياسية الإسرائيلية تراشقات بين التيارات المتصارعة، كان آخرها ما وصفتها وسائل إعلام عبرية بـ"عملية انتقامية" تتمثل بمطالبة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خصمه السياسي بيني غانتس برد آلاف الشواكل للخزينة.

وسيكون على زعيم حزب "معسكر الدولة" الإسرائيلي، عضو مجلس الحرب السابق، بيني غانتس، رد قرابة 70 ألف شيكل إسرائيلي (18.8 ألف دولار أمريكي) للخزانة العامة، حسب ما أفادت وسائل إعلام عبرية.

وتأتي المطالبة برد هذا المبلغ، وفق الرسالة التي أرسلت إلى غانتس من مكتب نتنياهو، ضمن التراشقات والتجاذبات التي تخيم على المشهد السياسي الإسرائيلي.

عملية انتقامية

وسلطت قناة "الأخبار 12" الإسرائيلية الضوء على هذه الأزمة، بالقول إن رسالة مكتب نتنياهو إلى غانتس التي تطالبه برد الأموال "هي عملية انتقامية".

ووفق القناة العبرية التي عنونت تقريرها، أمس بـ "انتقام نتنياهو"، كان غانتس قد سافر في رحلة عمل إلى واشنطن ولندن، في مارس/ آذار الماضي، حين كان وزيرا بلا حقيبة في حكومة نتنياهو، وعضوا في مجلس الحرب، الذي تفكك بعد ذلك.

وأشارت إلى أنه في ذلك الوقت حدثت أزمة بين غانتس من جهة، ونتنياهو وأعضاء حكومته اليمينية المتطرفة، من الجهة الأخرى، بشأن تلك الجولة، ورفض مكتب نتنياهو المصادقة عليها، ومن ثم عدّ رحلة غانتس إلى واشنطن ولندن شخصية.

وبعد قرابة 5 أشهر من جولة غانتس، وجد نفسه مُطالبًا بإعادة تكلفة الرحلة إلى واشنطن ولندن، في رسالة رسمية تلقاها أمس الأربعاء من مكتب نتنياهو.

تعليق غانتس

وعلّق مكتب غانتس على طلب رد 70 ألف شيكل، بقوله: "أقترح على رئيس الوزراء ومساعديه العمل على إعادة المخطوفين وإعادة سكان الشمال إلى ديارهم، على الأقل بنفس الإصرار والهوس الذي يلاحقني به من أجل رد تكاليف الرحلة".

وجاء في تعليق مكتب غانتس أن الجولة "كانت ضمن رحلة عمل سياسية، ذات أهمية قصوى، أجريت حين كان غانتس وزيرًا في كابينت الحرب، والتقى خلالها مع نائبة الرئيس الأمريكي، ووزيري الدفاع والخارجية ونواب الكونغرس، وكذلك مع رئيس وزراء بريطانيا ووزير خارجيته".

وأردف البيان الذي نشرته القناة: "كل ذلك كان من أجل التيقن من ضمان المصالح الأمنية الإسرائيلية الحساسة للغاية".

رد نتنياهو

ومن جهته علق مكتب نتنياهو بقوله إن "الوزير السابق غانتس لم يحصل على مصادقة مسبقة لرحلته إلى واشنطن، مثلما تنص عليه الإجراءات. أبلغنا غانتس ومكتبه أنه طالما كانت الرحلة شخصية، فإن مكتب رئيس الوزراء لن يتحمل نفقاتها، وعلى غانتس أن يرد أموال الرحلة إلى خزانة الدولة".

وكان غانتس قد التقى خلال زيارته واشنطن مسؤولين أمريكيين، على رأسهم نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، وواجه انتقادات حادة بفعل الوضع الإنساني في قطاع غزة.

وجاءت زيارة غانتس تلك وسط أجواء متوترة بين الإدارة الأمريكية ونتنياهو على خلفية إدارة الحرب في قطاع غزة.