logo
العالم العربي

اغتيال موسوي والعاروري.. رسائل إسرائيلية لإيران

اغتيال موسوي والعاروري.. رسائل إسرائيلية لإيران
03 يناير 2024، 3:26 م

تمثل الاغتيالات الإسرائيلية الأخيرة لقيادات فلسطينية وإيرانية بسوريا ولبنان، رسائلَ من تل أبيب لطهران، بشأن الاستعدادات الإيرانية لشن حرب على إسرائيل من خلال حلفائها بالمنطقة، وتحديداً حركة حماس ومليشيا حزب الله، بحسب قراءة لمحللين سياسين.

واغتالت إسرائيل نائب رئيس المكتب السياسي لحماس صالح العاروري في بيروت، وهو الذي يعتبر الرجل الأقرب لإيران بالحركة، فيما سبق ذلك اغتيال القائد بالحرس الثوري الإيراني رضى موسوي بقصف إسرائيلي استهدف منطقة السيدة زينب بدمشق.

رغبة إسرائيلية

ويقول المحلل العسكري الإسرائيلي، رونين بيرجمان، إن "اغتيال العاروري يعكس رغبة إسرائيل في استعادة زمام الحرب"، لافتاً إلى أنه سيكون من الصعب تنفيذ أي رد انتقامي من قبل إيران وحلفائها على عمليات الاغتيال".

وأوضح بيرجمان، في مقال تحليلي لصحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية، أن "عمليات الاغتيال الأخيرة تمثل رسالة من إسرائيل لإيران وحلفائها تفيد بأن تل أبيب لديها معلومات حول كل ما يحدث في طهران وبيروت".

وأشار إلى أن "إسرائيل أكدت لإيران أن لديها معلومات عنها وعن حلفائها أكثر مما تمتلكه عن غزة، وأنها لديها رغبة في المخاطرة بحرب كبيرة"، مبينًا أن أي رد على عمليات الاغتيال سيؤدي لرد فعل إسرائيلي مضاد.

وبيّن أن "العاروري كان جزءًا مهمًا للغاية بالنسبة لإيران وحزب الله فيما يتعلق بتوريد المعدات العسكرية والاستخباراتية المتقدمة لحماس وإيصال المساعدات الإيرانية لغزة"، لافتًا إلى أن ذلك كان عاملًا مهمًا بأحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

توسيع دائرة الحرب

ويرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة حيفا، أسعد غانم، أن "عمليات الاغتيال الأخيرة تمثل رسالة إسرائيلية واضحة لإيران وحلفائها، بأن تل أبيب مستعدة لتوسيع دائرة الحرب في غزة لتشمل لبنان وسوريا واليمن أيضًا".

وأوضح غانم، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن "إيران وحلفائها بالمنطقة هددوا أكثر من مرة بشكل مبطن بإمكانية شن حرب مشتركة على إسرائيل، وهو الأمر الذي دفع الأخيرة للرد عبر اغتيال قيادات عسكرية بارزة".

وأضاف: "إسرائيل تعمدت تنفيذ عمليات الاغتيال بالخارج وتحديدًا بلبنان وسوريا، للتأكيد على استعداداها لتوسيع دائرة الحرب، وقدرتها على شن هجمات بمختلف الجبهات في آن واحد"، مبينة أن عمليات الاغتيال تمثل ضربة قاسية لمحور إيران.

وأشار غانم، إلى أن "الاغتيالين أربكا الحسابات العسكرية لإيران في المنطقة، وأثرا بشكل كبير على عمليات الإمداد والتواصل العسكري بين طهران وحلفائها"، مشددًا على أنه من غير المرجح أن ترد إيران بشكل مباشر على هذه العمليات.

وبيّن المحلل السياسي، أن "إيران بحاجة للكثير من الوقت لتوجيه ردها على اغتيال موسوي، وربما تتجاهل ذلك بسبب عدم رغبتها في الدخول بحرب مع إسرائيل"، مؤكدًا أن الإيرانيين لن يكونوا طرفًا بالرد على اغتيال العاروري.



وبيّن أن "من الرسائل الإسرائيلية لإيران أن جميع قادتها العسكريين والمرتبطين بها عرضة للاستهداف بغض النظر عن مكان تواجدهم، أو التبعات المتعلقة بذلك"، مشددًا على أن هذه الاغتيالات تمت بموافقة أمريكية، وفق تقديره.

ثلاث رسائل رئيسة

ويقرأ أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، سعيد زيداني، "ثلاث رسائل رئيسة من إسرائيل لإيران فيما يتعلق بالاغتيالات الأخيرة التي نفذتها المؤسسات العسكرية والأمنية الإسرائيلية في سوريا ولبنان".

وقال زيداني، لـ"إرم نيوز"، إن "الرسالة الأولى تتمثل في أن كافة المواقع الإيرانية وحلفائها بدائرة الاستهداف الإسرائيلي"، لافتًا إلى أن الإسرائيليين يختارون بدقة وعناية فائقة الشخصيات التي يتم اغتيالها.

وأضاف: "يمكن اعتبار عمليات الاغتيال رسالة ردع لإيران من التفكير بالضغط على حلفائها الإقليميين من أجل الدخول بحرب مع إسرائيل"، مشددًا على أن إسرائيل تسعى لتشتيت حلفاء إيران للتركيز على حرب غزة.

وبيّن أن "الرسالة الثانية من إسرائيل يمكن اعتبارها مطالبة بضرورة ممارسة ضغوط إيرانية على حزب الله وميليشيا الحوثي من أجل وقف هجماتهم المتفرقة، والتي تزعج إسرائيل، خاصة وأن الاغتيالات كانت لشخصيات تمثل حلقات وصل مهمة بين إيران وأطراف أخرى".

أخبار ذات صلة

اغتيال العاروري.. إيران تتوارى خلف "الوعيد" وتفوّض الرد للميليشيات

           

وأشار زيداني، إلى أن "إسرائيل لا ترغب بحرب مع حزب الله أو إيران في الوقت الحالي أو حتى الدخول بمواجهة واسعة، واغتيالها لهذه الشخصيات يتسبب بإرباك لهذه الأطراف وبالتالي تأجيل أي مواجهة عسكرية".

ولفت إلى أن "الرسالة الثالثة تتمثل في أن إسرائيل لديها معلومات الاستخباراتية وأمنية دقيقة عن إيران وحلفائها، وأن المخططات الإيرانية ستواجه برد عسكري قوي من قبل الإسرائيليين"، مبينًا أن الدولة العبرية مستعدة لأي رد عسكري من إيران وحلفائها على عمليات الاغتيال.

ويرى "أن إيران لن تغامر في الوقت الراهن بالدخول في مواجهة عسكرية مع إسرائيل، خاصة وأن الحرب الدائرة حاليًا في غزة غيرت موازين القوى، كما أن الولايات المتحدة مستعدة لتقديم دعمًا كبيرًا لتل أبيب بهذه الحرب".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC