logo
العالم العربي

مراقبون: حماس تغازل روسيا من بوابة الرهائن‎

مراقبون: حماس تغازل روسيا من بوابة الرهائن‎
27 نوفمبر 2023، 12:03 م

أفرجت حركة حماس مؤخرا عن مواطن إسرائيلي يحمل الجنسية الروسية مع الدفعة الأخيرة من الرهائن الذين أفرج عنهم أمس الأحد من قطاع غزة، رغم عدم وجود اسمه بالقائمة التي تم الاتفاق عليها ضمن اتفاق الهدنة.

وقالت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، إن القرار استجابة "لجهود الرئيس الروسي فلاديمر بوتين وتقديرًا للموقف الروسي الداعم للقضية الفلسطينية أفرجت حركة المقاومة الإسلامية حماس عن أحد المحتجزين من حملة الجنسية الروسية".

بدورها، رحبت موسكو بالخطوة، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، "إن الجهود التي بذلها الدبلوماسيون الروس في الاتصالات مع حماس بخصوص إطلاق سراح الرهائن أتت بنتائج، وتم إطلاق سراح رهينة يحمل جواز السفر الروسي وتسليمه للصليب الأحمر".

وأشارت زاخاروفا إلى أن هذا الإفراج حدث خارج قائمة التبادلات" مؤكدة وجود اتفاقيات مباشرة بين المسؤولين الروس وحماس، وأن هذا العمل سيستمر.



رسائل للداخل الإسرائيلي

ويرى مراقبون أن "هذا الإفراج يحمل عدة رسائل، منها ما وجه لدول العالم بشكل عام، ومنها للداخل الإسرائيلي تحديدًا، فالقسام يبدو أنها قدمت عربون شكر للمواقف الروسية، التي جاءت مختلفة عن الموقف الغربي، وهو ما أوضحته القسام في بيان الإفراج عن المواطن الروسي".

أما للداخل الإسرائيلي فكانت الرسائل مختلفة، يقول المراقبون إن "ما أقدمت عليه القسام، يستهدف بالمقام الأول جميع الإسرائيليين الذين ينحدرون من أصول روسية، حيث يصل عدد الروس المقيمين في إسرائيل ويحملون الجنسية الإسرائيلية، ما يقرب من مليون نسمة بحسب بعض التقديرات، فيما تفيد إحصائيات أخرى أن 20% من سكان إسرائيل يتحدثون اللغة الروسية، دون الإشارة إلى الأعداد الدقيقة للإسرائيليين ذوي الأصول الروسية".

وتريد القسام أن تقول لهؤلاء تحديدًا إن الجنسية الروسية هي التي لعبت دورا في إنقاذ هذا الشخص لا الإسرائيلية، وبهذا قد تخلق بعض الخلل في الانتماء الوطني داخل دولة إسرائيل.

وبحسب مراقبون، تهدف "القسام" إلى التأثير على شعبية الحكومة التي يرأسها بنيامين نتنياهو، بالتأكيد على "أن هذه الطبقة الحاكمة غير قادرة على الإفراج عن جميع الرهائن، فيما استطاعت دول أخرى التدخل ونجحت بذلك على الرغم من أن الرهائن هم إسرائيليون بالمقام الأول".

أخبار ذات صلة

روسيا تدافع عن قرارها دعوة حماس لزيارتها

           

حماس وموسكو.. علاقات تتوطد

ولم تكن العلاقات بين حركة حماس وروسيا وليدة اليوم أو وليدة الحرب الأخيرة، بل تلخصت خلال السنوات الأخيرة بسلسلة لقاءات أخذت الطابع الدوري والثابت، فما جرى بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول كان انعكاسًا لعلاقة وطيدة لها جذورها.

وسبقت عملية "طوفان الأقصى" عدة زيارات للعاصمة الروسية وعلى فترات متباعدة، وحصلت الحركة الفلسطينية على دعم سياسي واضح، أحد أمثلته تلخص في تصريحات سابقة للدبولماسي الروسي لوان جاغاريان الذي كان سفيرا لبلاده لدى إيران حتى العام الماضي، والذي أكد في أكثر من مناسبة أن حركة حماس ليست تنظيما "إرهابيا" بل حركة تحرر وطني.

وهذا ما تقدره الحركة بشكل كبير، حيث ترى أن الدعم الروسي لها يعطيها شرعية دولية، كون الداعم هو عضو دائم في مجلس الأمن، وكان حاضرًا في كل صغيرة وكبيرة تجري في العالم، حتى إعلانه الحرب على أوكرانيا وخسارته لمقعده وتأثيره الذي كان شبه دائم في المحافل الدولية، وفقًا للمراقبين.

ويؤكد المراقبون أن ما بعد الحرب بين إسرائيل وحماس، أخذت موسكو موقف المدافع عن قطاع غزة، بل أنها أدانت بشكل يومي التصرفات الإسرائيلية، رغم العلاقات التي تجمعها مع تل أبيب، وهذا بحد ذاته من وجهة نظر حماس يعد موقفا مقدرا، وقد تستند عليه الحركة ضمن خريطة علاقاتها الخارجية في المستقبل، في حال انتهت الحرب ببقاء حماس القوة النافذة الوحيدة في قطاع غزة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC