logo
العالم العربي

بزشكيان وخامنئي.. محادثة "حاسمة" تحدد مصير الرد الانتقامي

بزشكيان وخامنئي.. محادثة "حاسمة" تحدد مصير الرد الانتقامي
الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان والمرشد الأعلى علي خامنئيالمصدر: رويترز
24 أغسطس 2024، 7:11 م

تداولت وسائل إعلام عبرية أنباء حول محادثة "حاسمة" بين الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان والمرشد الأعلى علي خامنئي، طلب فيها الأول من المرشد عدم اتخاذ قرار بتوجيه ضربة انتقامية لإسرائيل، لمنع التداعيات المحتملة لمثل هذا الفعل.

وبعد مضي أكثر من 24 يومًا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران، ما زالت التصريحات الإيرانية تراوح مكانها بشأن الاحتفاظ بحق الرد، مع ربطه بتطورات محادثات وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

ورأت وسائل الإعلام العبرية، أن هناك أسبابًا بعيدة عن محادثات غزة، تجعل إيران تؤجل ردها، الذي يرجح ألا يكون قريبًا، وفق تقرير لصحيفة "هآرتس".

وقالت الصحيفة إن الوقت الذي مرّ على اغتيال هنية، إضافة لتصريحات الحرس الثوري الإيراني التي تحاول التأكيد على أن الوقت لصالح طهران، التي تريد شن هجوم يتجنب تقوية موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، دوليًا، إضافة إلى الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها طهران، كلها عوامل جعلت الغرب يستبعد أن تشن الأخيرة ضربة عسكرية ضد إسرائيل.

"عواقب محتملة"

وأوردت "هآرتس" عدة تصريحات لمسؤولين إيرانيين، تدعم تلك التكهنات، كان أبرزها تصريح رئيس الحرس الثوري الإيراني، محسن رضائي، لشبكة "سي إن إن"، بقوله: "لقد حققنا في العواقب المحتملة.. ولن نسمح لنتنياهو، الذي يغرق في المستنقع، بإنقاذ نفسه.. ستكون الإجراءات الإيرانية محسوبة للغاية".

كما لفتت إلى قول المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني، محمد نائيني، إن "الوقت في صالحنا، وقد تطول فترة الانتظار لهذا الرد".

وجزمت الصحيفة العبرية بأن استعراض القوة الذي قامت به واشنطن، والذي تضمن نقل حاملات الطائرات والقوارب الصاروخية التي تستخدم الآن البحر الأبيض المتوسط مؤقتًا كقاعدة لها، لعب دورًا رئيسًا في التأثير على تلك "التداعيات المحتملة" التي تحدث عنها رضائي، بالإضافة إلى تحذيرات الرئيس الأمريكي، جو بايدن، العلنية لإيران.

أخبار ذات علاقة

إيران تبلغ فرنسا وبريطانيا رفضها التخلي عن "حق الرد"

 

اقتصاد متدهور

وعن الأسباب الداخلية التي تمنع طهران من الإقدام على أي رد فعل يدخلها في حرب إقليمية، قالت الصحيفة العبرية إنه رغم تطوير إيران تكنولوجيات مثيرة للإعجاب، وتحقيق أرباح من تصدير الطائرات بدون طيار إلى روسيا، إلا أنها لا تزال بعيدة كل البعد عن تغطية احتياجاتها الحالية.

ولفتت إلى أن تكلفة إنتاج طائرة بدون طيار إيرانية من طراز "شاهد"136 تتراوح بين 20 - 50 ألف دولار، وتباع إلى روسيا بنحو 190 ألف دولار.

وتابعت "هآرتس" أن إيران تصدر النفط إلى الصين، لكن تقريرًا لصندوق النقد الدولي، صدر في أبريل/نيسان الماضي، يقدر أن إيران تحتاج إلى أن يكون سعر برميل النفط 121 دولارًا من أجل الحفاظ على موازنة متوازنة، فيما كان سعر البرميل هذا الأسبوع نحو 79 دولارًا، ومن المتوقع أن ينخفض.

ووفق البنك المركزي الإيراني، فإن الديون المستحقة على الحكومة والشركات التابعة لها تبلغ نحو 118 مليار دولار، أي بزيادة تبلغ نحو 4 مليارات دولار عن العام الماضي. 
ويتلخص علاج إيران في الاقتراض من صندوق التنمية الوطني، وهو صندوق طوارئ مُنعت الحكومة من الاقتراض منه في الماضي.

وحجم الأموال المتراكمة في هذا الصندوق غير معروف، لكن تقارير إيرانية أكدت حصول الحكومة على قرض بقيمة 100 مليار دولار منه، بحسب "هآرتس".

ولفتت الصحيفة إلى أن إيران تستخدم آلية أخرى بشكل مفرط، هي طباعة النقود، وهي الخطوة التي أغرقت الأسواق بريالات منخفضة القيمة بشكل كبير، ما تسببت بارتفاع التضخم، الذي يقدر رسميًا الآن بنحو 42%.

وفي يونيو/حزيران الماضي، توقع تقرير للبنك الدولي أن يبلغ النمو الاقتصادي السنوي في إيران هذا العام 3.2% فقط، مقارنة بـ 5% في العام الماضي، ومن المتوقع أن يصل النمو في العام المقبل إلى 2.7% فقط.

وقدم استطلاع أجراه مركز أبحاث الرئاسة بيانات قاتمة حول خطط الطلاب والمهنيين ورجال الأعمال والمستثمرين ورواد الأعمال الإيرانيين للهجرة، موضحًا أن الأسباب الرئيسة تندرج في إطار التضخم والبطالة والافتقار إلى الأفق الاقتصادي، وفق ما ذكرته الصحيفة العبرية.

"قنبلة موقوتة"

وقالت إنه يمكن إضافة انقطاع التيار الكهربائي المتكرر إلى هذه القائمة، لافتة إلى أنباء حول صدور أوامر من محطة الطاقة الإقليمية في محافظة خراسان رضوي، إلى باقي المحطات بخفض استهلاك الطاقة عشرات النقاط المئوية لمدة أسبوعين.

واعتبرت هذا الأمر "قنبلة موقوتة"، يجب على الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان أن يبطل مفعولها.

ونقلت "هآرتس"، عن تقارير مختلفة، قولها إن بزشكيان حث خامنئي على عدم شن هجوم ضد إسرائيل، حتى لا يغرق الدولة في اضطرابات اقتصادية.

واعتبرت الصحيفة أن هذه المخاوف بمثابة اعتبارات عقلانية لإيران للامتناع عن الصراع الشامل في بداية حرب غزة، لكن من الصعب تقييم مدى ثِقَل الإهانة والرغبة في الانتقام اللتين تشعر بهما إيران.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC