يعيش نحو مليون فلسطيني في مدينة رفح جنوب قطاع غزة على الحدود مع مصر، في أوضاع إنسانية صعبة بعد أن دفعهم الجيش الإسرائيلي للنزوح قسرًا من مناطق متفرقة في قطاع غزة إلى المدينة الصغيرة التي كان يسكنها أقل من 280 ألفًا، قبل اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر.
وتحوّلت رفح إلى "مدينة خيام"، بحسب ما وصفها المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" فيليب لازاريني، بعد أن اكتظت المدارس ومراكز الإيواء والمرافق العامة بالنازحين من مختلف مناطق القطاع.
وتزيد الظروف المأساوية للفلسطينيين هناك من مخاطر حدوث عمليات نزوح جماعية تجاه الحدود المصرية، وهو الأمر الذي ارتفعت وتيرة التحذيرات منه فلسطينيًّا وعربيّّا.
خط أحمر
ويقول الخبير الأمني المصري اللواء محمد عبدالواحد، إن "نزوح نحو مليون شخص في مدينة رفح الفلسطينية أمر يصعب جدًا تحمله؛ لأن المدينة لا يمكن أن تستوعب كل هذه الخيام خاصة مع دخول موسم الشتاء وتفاقم الحالة الإنسانية".
وأضاف الخبير الأمني في حديث لـ"إرم نيوز"، أن "عملية النزوح نحو مصر خط أحمر بالنسبة للمسؤولين المصريين تتحمل تبعاته إسرائيل؛ لأنه يمكن أن يقوض عملية السلام بين مصر وإسرائيل خاصة اتفاقية السلام بين الجانبين".
وأوضح اللواء عبدالواحد، أن "إسرائيل تسعى لشن عمليات مكثفة في خانيونس جنوب قطاع غزة، وعملية توغل لمنتصف المدينة لدفع من تبقى من سكان خانيونس إلى اللجوء لرفح في شكل نزوح جماعي".
وحذر من أن دفع الفلسطينيين نحو الحدود مع مصر، من الممكن أن يحول الصراع إلى صراع إقليمي لا يحمد عقباه، مضيفًا أن "عملية التهجير القسري لبلد آخر هو إجراء ضد القانون الدولي".
إن إسرائيل على الرغم من دعواتها المتكررة للفلسطينيين عبر عديد من المسؤولين للتوجه للحدود مع مصر، إلا أن تطبيق ذلك لن يكون سهلًا.اللواء محمد عبدالواحد
ومضى اللواء عبدالواحد قائلًا: "إن إسرائيل على الرغم من دعواتها المتكررة للفلسطينيين عبر عديد من المسؤولين للتوجه للحدود مع مصر، إلا أن تطبيق ذلك لن يكون سهلًا".
واستدرك قائلًا: "لكن الوضع قد يتفاقم في مدينة رفح، وإرغام الفلسطينيين للتوجه للمعبر سيحرج الحكومة المصرية؛ لأنه سيترافق مع رأي عام دولي ضاغط، وأتخيل أن القيادة السياسية المصرية لديها العديد من السيناريوهات للرد على مثل هذه الانتهاكات الإسرائيلية".
