وصف مسؤول أممي الحالة المأساوية في مجمع خان يونس الطبي بغزة، مؤكداً أنه عايش "أفظع المشاهد خلال فترة الحرب كاملة".
وقال نائب منسق الشؤون الإنسانية ونائب مدير شؤون "الأونروا" في غزة، سكوت أندرسون، بعد زيارة أجراها لمجمع ناصر الطبي في خانيونس: "كان هناك عشرات الجرحى في وضع صحي خطير للغاية على الأرض وفي ممرات الأقسام المختلفة وسط غياب تام للإجراءات الصحية".
وأوضح أندرسون، في بيان صدر عنه، أن "رائحة الدم تفوح بأرجاء المجمع وسط تعطل أنظمة التهوية بسبب نقص الكهرباء والوقود.. لقد رأيت أطفالا صغارا مبتوري الأطراف، وآخرين مشلولين وغير قادرين على تلقي العلاج".
وأكد أندرسون أن "زملاءه من المجتمع الإنساني يبذلون قصارى جهدهم لزيادة القدرة الطبية في القطاع"، منوها بأن "العوائق التي تعترض العمليات الإنسانية تمنعنا من دعم سكان القطاع".
وبدورها، قالت إدارة مجمع ناصر الطبي، إن رائحة الدماء تملأ أرجاء المجمع بسبب توقف أنظمة التهوية جراء انقطاع الكهرباء، وانعدام الوقود، لا سيما مع كثرة أعداد الجرحى والدماء النازفة.
وأفاد مدير المجمع الدكتور عاطف الحوت، بأن "مجزرة المواصي غربي خان يونس ووصول المجمع مئات الجرحى بإصابات خطيرة جدًا وامتلاء أروقة الأقسام بالجرحى وجثث الضحايا، أدى إلى انتشار رائحة الدماء وسط عدم المقدرة على التخلص منها بسبب تعطل نظام التهوية الذي يحتاج إلى إصلاحات كبيرة وتوفر كميات كافية من الوقود اللازم لتشغيله".
وقال الحوت لـ"إرم نيوز"، إن "الإمكانات الطبية للمجمع شحيحة جدًا، حيث نضطر في غالب الأحيان إلى علاج الجرحى من ذوي الإصابات الخطيرة على الأرض وفي ممرات المشفى وسط انعدام عوامل الصحة، ونسعى قدر الإمكان إلى محاولة الموازنة بين الإمكانات المتاحة والشحيحة جدًا وبين أعداد الجرحى ومتطلباتهم الطبية والعلاجية، لكن دون جدوى وسط عملية فقدان لحياة كثير من الجرحى بسبب العجز الذي نعانيه على مستوى الإمكانيات".
وطالب الحوت منظمة الصحة العالمية والمؤسسات الدولية بـ"ضرورة توفير المعدات الطبية والأدوية والمستلزمات العلاجية اللازمة لضمان علاج الجرحى، إلى جانب توفير الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية وتشغيل الأقسام الحيوية داخل المستشفى".