logo
العالم العربي

مدينة حمد المحاصرة.. شهادات قاسية يدلي بها السكان

مدينة حمد المحاصرة.. شهادات قاسية يدلي بها السكان
05 مارس 2024، 7:31 ص

تفاجأ أهالي مدينة حمد التي يوجد فيها قرابة مئتي برج سكني، بقيام عدد من الدبابات والآليات العسكرية بمحاصرة السكان، وإطلاق نيران أسلحتها ومدافعها تجاه البنايات السكنية بشكل مفاجئ.

وعاد الآلاف من نازحي المدينة الواقعة جنوب مدينة خان يونس إلى شققهم بعد حوالي شهرين من النزوح، منذ بدء العملية العسكرية على المحافظة، آواخر شهر نوفمبر من العام 2023، والمستمرة حتى اللحظة.

المواطن هاني بكر وهو أحد سكان الأبراج داخل المدينة، قال: "كانت الساعة قرابة العاشرة مساءً، عندما انهالت علينا الأحزمة النارية بشكل مفاجئ من كل حدبٍ وصوب، وسط حالة من الهلع والذعر، أصابت الأطفال والنساء، وبعد وقت قصير تفاجأنا بوجود عشرات الدبابات والآليات العسكرية الإسرائيلية تتوغل داخل المدينة".

وأضاف بكر في حديث لـ"إرم نيوز"، "بدأت الدبابات والآليات العسكرية بإطلاق النار باتجاه البنايات وشقق المواطنين؛ ما أحدث أضرارًا جسيمة، وأوقع عشرات الإصابات ممن كانوا موجودين على شرفات هذه الشقق".

وتابع، "ومنذ ذلك الوقت والجيش الإسرائيلي يمارس حصارًا مطبقًا على السكان، وسط عمليات حظر تجول وخطر شديد، سبّب نقصا حادا في المواد الغذائية لدى المواطنين، وعددهم قرابة 10 آلاف مواطن، غالبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السن.

ولفت خلال حديثه، إلى أنه"منذ عدة أيام ونحن نعيش على 20 لتر ماء فقط قاربت على الانتهاء، وسط عدم التمكن من تعبئة مياه جديدة، بسبب وجود الآليات والجيش داخل المدينة وبين البنايات".

وأوضح بكر، "كنت أسترق النظر من شباك النافذة، وفي إحدى المرات شاهدت عملية إعدام ميدانية بحق شخصين، كانا مقيدي الأيدي ويتحدث إليهم أحد الجنود، ليقوم جندي آخر بإطلاق النار تجاههم بشكل عشوائي وأرداهما قتيلين".

من جهتها، قالت السيدة دعاء غنام وهي ربة أسرة وزوجها متوفى: "عدت من رفح قبل حوالي ثلاثة أسابيع من الآن، بعد أن عشنا قرابة شهرين في خيمة غرب مدينة رفح، في وضع معيشي مآساوي للغاية، ووسط انعدام للنظافة وانعدام للخصوصية، فضلًا عن البرد القارس الذي بدأ يفتك بأجساد الأطفال".

وأضافت السيدة غنام في حديث لـ"إرم نيوز"، "الأمر الذي اضطرني للعودة إلى شقتي السكنية بمدينة حمد، لا سيما مع عودة معظم سكان المدينة، وهذا ما شجعني على الإقدام على هذه الخطوة".

وتابعت، "العودة للبيت كانت بمثابة رجوع الروح إلى الجسد، حيث المكان الهادئ والخصوصية والراحة ومستوى المعيشة الذي اعتدنا عليه طوال حياتنا".

وأوضحت، "قبل حوالي أربعة أيام عشنا ليلة عصيبة للغاية؛ إذ تعرضنا لأحزمة نارية عنيفة جدًا، كانت قريبة جدًا من المدينة، إلى جانب توغل كبير لعدد من الآليات والدبابات الإسرائيلية داخل المدينة؛ الأمر الذي أفزعنا وجعلنا نشعر بالخوف الشديد".

وزادت، "قمت بالنظر من خلال النافذة من شقتي التي تقع بالطابق الخامس، فوجدت أكثر من 10 آليات تتقدم نحو البناية، وتقوم بتدمير الشوارع، وإطلاق النار تجاه البنايات بشكل عشوائي، فقمت بالطلب من أولادي على الفور بالانبطاح وعدم الإطلال من الشبابيك.

وأكملت غنام حديثها، "لم نكن نملك مواد غذائية كافية في البيت، وبالكاد تكفي عدة أيام، فبدأت أقوم بعملية ترشيد في استهلاك الطعام، حتى لا ينفد سريعًا، ومع ذلك أوشك الطعام على النفاد تمامًا، وليس لدينا القدرة على تأمين غيره؛ بسبب قيام الجيش الإسرائيلي بفرض حظر التجول وإطلاق النار على كل من يتحرك على الأرض داخل المدينة.

قبل يومين استهدفت المدفعية الإسرائيلية بقذيفتين، إحدى الشقق السكنية المأهولة؛ ما أدى إلى نشوب حريق كبير داخل الشقة ليقتلهم جميعًا، على الغالب، حيث كنّا نسمع صرخاتهم وأصواتهم يحاولون طلب النجدة، لكن دون جدوى، انهرت حينها بالبكاء خوفًا على مصير أولادي.

وأشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي بدأ اليوم بعمليات توزيع طرود غذائية على بعض سكان المدينة؛ بسبب قرب شهر رمضان على حد زعمهم، واستغرب الجميع من هذا الفعل، حيث بيد يقوم بقتل الأبرياء وباليد الأخرى يقدم لهم طعامًا، محاولًا أن يحسن صورته أمام العالم.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC