logo
العالم العربي

بعد سنوات من التوتر.. فصل جديد من التقارب بين المغرب وفرنسا

بعد سنوات من التوتر.. فصل جديد من التقارب بين المغرب وفرنسا
18 مايو 2024، 12:25 م

تشهد العلاقات المغربية الفرنسية، مؤشرات إيجابية لكتابة فصل جديد من التقارب بعد سنوات من التوتر.

وكان آخر هذه المؤشرات، زيارة وفد من مجلس المستشارين المغربي (الغرفة الثانية للبرلمان)، يقوده رئيس مجموعة الصداقة المغربية الفرنسية، محمد زيدوح، إلى فرنسا، حيث أجرى سلسلة من المباحثات بمجلس الشيوخ الفرنسي.

وقال زيدوح لـ"إرم نيوز" إن "زيارة الوفد البرلماني المغربي إلى فرنسا تدخل في إطار الدبلوماسية البرلمانية والدفاع عن ثوابت المملكة".

وأضاف أن "مجموعة الصداقة المغربية الفرنسية لها علاقات قوية مع مجلس الشيوخ الفرنسي؛ إذ ظلت قائمة حتى خلال الأزمة السياسية التي كانت بين البلدين"، مشيراً إلى أن "مجلس الشيوخ الفرنسي كان دائما بجانب المغرب في توجهاته الاقتصادية والسياسية ووحدته الترابية".

وأردف أن "زخم الزيارات بين البلدين يُبيّن رجوع العلاقات المغربية الفرنسية إلى سابق عهدها"، واصفاً إياها بـ"التاريخية والمتينة".

وأكد زيدوح أن "ما يربط باريس والرباط أقوى بكثير"، مشدداً على أن "مثل هذه الزيارات المتعددة، تُبرهن مدى أهمية المملكة لدى فرنسا، وأهمية التوجه السياسي الذي يترأسه العاهل المغربي الملك محمد السادس لجعل المغرب رائداً سياسياً واقتصادياً".

من جهته، قال تاج الدين الحسيني، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة محمد الخامس، إن "التوتر الذي عرفته العلاقات المغربية الفرنسية كانت سحابة صيف لكن طال أمدها، بالتالي العودة إلى الواقع الحقيقي لهذه العلاقات كان شيئا تفرضه الأحداث والظروف المحيطة بها".

وأضاف الحسني لـ"إرم نيوز"، أن "فرنسا ومنذ بداية هذا الانعطاف نحو المغرب كانت تؤثث له بقوة؛ وذلك عندما أكد وزيرها الأول وهو يزور المغرب أن سلسلة من المسؤولين الوزاريين الفرنسيين سيقومون بزيارات متوالية تمت فعلا الكثير منها".

وتابع أن "هذه الزيارات كانت تصنع بشكل تدريجي عملية إعادة هذه العلاقات ليس فقط إلى وضعها العادي والطبيعي بل تطويرها بشكل أفضل".

ورأى أن "فرنسا استفادت من التطورات الإيجابية التي حققها المغرب مع شركاء آخرين في قلب القارة الأفريقية من دول الجوار؛ بما فيهم إسبانيا وألمانيا وبلجيكا واللائحة طويلة".

وأشار إلى أن "فرنسا شعرت في لحظة معينة بتراجع وجودها بالقارة الأفريقية خاصة جنوب الصحراء، وأن علاقاتها بالجزائر التي كانت تعول عليها في الكثير من الميادين أصبحت تتميز بالتوتر البالغ".

ولفت إلى أن "فرنسا ترى بوضوح أن المغرب وحده الذي يمكنه أن يشكل منصة استراتيجية حقيقية للربط الفعلي بين فرنسا وأفريقيا خاصة بعد انسحابها من النيجر ومالي وبوركينافاسو".

من جهته، قال أستاذ العلاقات الدولية بجامعة ديجون الفرنسية عبدالرحمان مكاوي، إن "الزيارات المكثفة بين البلدين تشير إلى أن سوء الفهم الكبير الذي حدث بين الرباط وباريس قد انتهى فعليا".

وأضاف الخبير في الشؤون الاستراتيجية، لـ"إرم نيوز"، أن "هذا الزخم الجديد يعكس طموح قائدي البلدين بخصوص تعزيز التعاون الثنائي، وإعطاء العلاقات المغربية الفرنسية بعدًا جيوستراتيجياً جديداً يتخذ أبعاداً واضحة في أفق الزيارة التي سيجريها الرئيس ماكرون إلى المملكة".

واستطرد أن "الفرنسيين يشعرون بأن مصالهم بالقارة الأفريقية من دون المغرب لا يمكن تجسيدها ولا تحقيقها على أرض الواقع، في المقابل يشعر المغرب بأن اعتراف فرنسا بمغربية الصحراء مهم جدا؛ لأن باريس تتوفر على أرشيف تاريخي مهم حول شمال أفريقيا يكشف الوضع القانون والتاريخي والإنساني لهذه المنطقة".

واعتبر أن "التقارب بين البلدين وصل إلى السرعة القصوى لتحقيق إنجازات اقتصادية وتجارية ودبلوماسية ملموسة على الأرض"، مشيراً إلى "وجود إرادة حقيقية للمضي قدما بالشراكة الاستراتيجية متعددة الأبعاد بين الرباط وباريس".

وأفاد مكاوي بأن "القارة الأفريقية تتشكل من جديد، وباريس تريد الحد من خسارتها في القارة السمراء ومناطق أخرى، لهذا فالطبقة السياسية الفرنسية تدرك جيداً أن العودة إلى عهد المجد لن يتحقق دون تصحيح وضع تاريخي مع المغرب".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC