مع اشتعال "جبهة لبنان".. نصر الله في مرمى "دعوات الاغتيال"

بعد مرور 24 ساعة على إطلاق "حزب الله" وابلاً من الصواريخ صوب مستوطنات شمال إسرائيل، تعالت الأصوات الداعية لشن حرب شاملة على لبنان، تبدأ باغتيال الأمين العام للحزب حسن نصر الله.

وكان نصر الله هدد إسرائيل، خلال كلمة، الأربعاء، بمناسبة ذكرى عاشوراء بقوله: "إذا جاءت دباباتكم إلى لبنان وجنوب لبنان لن تعانوا من نقص في الدبابات، لأنه لن تبقى لديكم دبابات".

وأكد أن "حزب الله" لن يتوقف طالما استمرت حرب غزة وأن استمرار إسرائيل في استهداف المدنيين سيدفع المنظمة إلى إطلاق الصواريخ واستهداف مستعمرات جديدة لم تُستهدَف من قبل.

خبراء إسرائيليون على قناعة بأن الحرب المقبلة على لبنان، ينبغي أن تشهد إقامة منطقة أمنية عازلة في كامل جنوب لبنان، وأنه يتعين أن تشهد اغتيال نصر الله، كما ورد بقناة "الآن 14" العبرية، الليلة الماضية.

انقسام الآراء

ونبَّهت القناة إلى أنه عقب وابل الصواريخ الذي شمل قرابة 85 قذيفة، ردًا على هجوم للجيش الإسرائيلي، فإن الوضع يعزز فرص اندلاع الحرب ونقل الزخم إلى لبنان، مذكرة بموقف مستوطني الشمال الذين يدعون الحكومة الإسرائيلية لوضع حد لهذا الموقف وتوجيه ضربات للدولة اللبنانية.

وأوضحت أن إرجاء العملية العسكرية الإسرائيلية يعود لسببين، الأول هو أنها تعمل على حشد تأييد دولي ولا سيما الحلفاء، والثاني هو أن هناك أصواتاً بالمؤسسة العسكرية تطالب بإعادة التسليح وتعزيز القوات والقدرات العسكرية قبل تلك الحرب.

وأكدت أن هناك فريقاً بالمؤسسة العسكرية مع شن الحرب، على أن تُستهَل بضربة افتتاحية قوية في التوقيت المناسب، بحيث تتحقق نتائج سريعة تقلص أمد تلك الحرب، التي ستكون أضرارها أكبر من فوائدها، لكن تلك الحرب تبقى مع لبنان مسألة وقت.

اغتيال نصر الله

عضو الكنيست العميد (احتياط) أفي إيتام، والذي كان عضوا بالمجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن السياسي "الكابينت"، أخبر القناة أن نقطة البداية للحرب ينبغي أن تكون عبر اغتيال نصر الله.

وقال إنه في اللحظة التي يتسنى فيها اغتياله يتعين تنفيذ ذلك كعمل منفصل أو كفاتحة لبدء الحرب؛ ورأى أن اغتيال نصر الله أمر مهم أسوة بما حدث بالنسبة لقادة حماس؛ لأنه يؤثر على قدرات التنظيم.

وذكر إيتام أن إسرائيل ستضطر لإقامة منطقة أمنية من حدود لبنان إلى نهر الليطاني، الأمر الذي سيتسنى فقط من خلال عمليات برية مكثفة بالجنوب، وضربات قوية للبنى التحتية لإطلاق الصواريخ وللتنظيم ذاته، وكذلك للدولة اللبنانية.

ورأى أن أية محاولة للوصول إلى اتفاق حاليًا ستقود إسرائيل لمواجهة المشكلات ذاتها، بل تفاقهما وربما في توقيت أسوأ من ذلك.

حزام موت

القناة تحدثت مع نائب رئيس الأركان ورئيس هيئة الأمن القومي الأسبق عوزي ديان، والذي تحدث بالروح ذاتها، وقال أيضًا أن إخلاء سكان مستوطني الشمال في مستهل موجة التصعيد مع "حزب الله" كان خطأ استراتيجيا.

ودعا إلى تصحيح الخطأ من خلال نقل الحرب إلى الجانب اللبناني، ونشر قوات إسرائيلية شمالي المستوطنات، أي داخل حدود لبنان.

وذكر ديان أنه يتعين على إسرائيل إقامة "حزام موت"، وهو وصف أطلقه على ما ذكره إيتام بشأن المنطقة الأمنية العازلة بالجنوب اللبناني، بيد أنه فسر المسمى بأنها منطقة لا يُسمَح فيها بوجود أي شخص، وأن من يدخل إليها من اللبنانيين يُقتل.

ونقلت عنه القناة العبرية: "كل من يدخل إلى هناك يقتل على الأقل حتى نهر الليطاني، وبعد ذلك فقط يمكننا أن نصل إلى اتفاق".