logo
العالم العربي

ما سر إصرار عباس على زيارة غزة؟

ما سر إصرار عباس على زيارة غزة؟
الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال خطابه أمام البرلمان التركيالمصدر: رويترز
21 أغسطس 2024، 5:03 م

يعزو محللون وخبراء سياسيون، إصرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس على زيارة قطاع غزة، بعد خطابه أمام البرلمان التركي، إلى أسباب عدة، أبرزها: تحقيق المصالحة الداخلية، وتعزيز الشرعية الفلسطينية لمنظمة التحرير والسلطة الفلسطينية، إلى جانب كسب دعم شعبي وسياسي واسع.

إنهاء الانقسام

يقول الخبير في الشأن السياسي الدولي رائد نجم، إن الرئيس محمود عباس بحكم موقعه ومسؤولياته كرئيس للسلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير، لديه مسؤولية وطنية وقانونية تجاه قطاع غزة، ولا سيما في ظل تعرّض الغزيين لعملية إبادة جماعية، منذ أكثر من 10 أشهر.

وأضاف نجم لـ"إرم نيوز"، أن الرئيس عباس لجأ إلى هذه الخطوة باعتبارها تُقدم حلولا للعديد من القضايا الفلسطينية العالقة أهمها: إنهاء الانقسام الفلسطيني الفلسطيني الذي دفعت غزة، على وجه الخصوص، ثمنه، لأكثر من 17 عامًا، إلى جانب توقف العملية السياسية بحجة عدم وجود "رأس سياسي" يمكن التوافق معه إسرائيليًا، باعتبار القطاع يخضع لسيطرة حركة حماس المصنفة كمنظمة إرهابية وعدم قدرة السلطة على تنفيذ أي التزام يتعلق بقطاع غزة.

"لا دولة في غزة ولا بدون غزة"

وتابع، أن من جملة القضايا العالقة هي مناقشة اليوم التالي للحرب على غزة، والتي يجب أن تكون فيه السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير جزءًا من هذه الترتيبات، تطبيقًا للمبدأ "لا دولة في غزة ولا دولة بدون غزة".

وأشار الخبير السياسي إلى أن "من أهم أسباب إصرار الرئيس عباس على زيارة القطاع مع أعضاء القيادة الفلسطينية هو إنهاء العدوان على قطاع غزة باعتبار أن ذلك يشكل مدخلًا لتفكيك عدة قضايا ودخول السلطة الفلسطينية في عملية هدنة طويلة بصفتها صاحبة الولاية القانونية الوحيدة على القطاع".

ولفت إلى أن حركة حماس باتت طرفًا غير مقبول به دوليًا، وحضور السلطة الفلسطينية في نقاشات اليوم التالي للحرب ينزع الذرائع من إسرائيل، بعدم وجود طرف فلسطيني يمكن الحديث معه.

أخبار ذات علاقة

ما سر صمت "حماس" عن زيارة عباس لغزة؟

 

تعزيز شرعيته السياسية

الكاتب والمحلل السياسي حسين فياض، قال إن الرئيس عباس يرى أن الوحدة الوطنية بين الضفة الغربية وقطاع غزة أمر حيوي لتحقيق الأهداف الفلسطينية المشتركة، خاصة في مواجهة التحديات السياسية والدبلوماسية التي تفرضها إسرائيل، حيث يريد عباس دفع عجلة المصالحة بين حركتي فتح وحماس، وإنهاء الانقسام الفلسطيني الذي دام سنوات طويلة.

وأضاف فياض في حديث لـ"إرم نيوز"، أن عباس يهدف من خلال زيارته إلى غزة إلى تعزيز شرعيته كرئيس لكل الفلسطينيين، وليس فقط لسكان الضفة الغربية، لافتًا إلى أن هذا يبعث برسالة للمجتمع الدولي بأن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني.

 وتابع، أنه وفي ظل التحديات الداخلية والخارجية، يسعى عباس لكسب دعم شعبي أوسع، ولا سيما في قطاع غزة وتعزيز موقفه أمام خصومه السياسيين، سواء داخل حركته أو من قوى المعارضة وخصوصًا حركة حماس.

وأوضح المحلل السياسي أنه وبالرغم من صمت حماس ورفض إسرائيل لطلب الزيارة، فإن عباس يسعى لإبراز جديته في تحقيق السلام الداخلي كخطوة أولى قبل الشروع في أي مفاوضات دولية جديدة تفضي إلى تسوية شاملة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

"في ظل هذه الظروف، يعتبر عباس أن زيارته لغزة قد تعزز موقفه التفاوضي وتساهم في تقريب وجهات النظر بين مختلف الفصائل الفلسطينية"، بحسب فياض.

 فراغ سياسي وأمني

فيما قال الباحث في الشأن الفلسطيني يحيى قاعود، إن حركة حماس لم تعد قوة قادرة على رفض الزيارة، ولا سيما في ظل حديث الرئيس عباس عن زيارة لإغاثة الفلسطينيين، وحشد الدعم الدولي لإنهاء حالة الحرب المفروضة عليهم.

 وأضاف قاعود، لـ"إرم نيوز"، أن تصريحات الرئيس الفلسطيني بالتحضير لزيارة قطاع غزة برفقة أعضاء القيادة الفلسطينية تتزامن مع وجود "فراغ سياسي وأمني" واسع في قطاع غزة؛ بسبب النتائج الأولية لحرب الإبادة الجماعية.

ملء الفراغ

 ولفت إلى أن هناك مؤشرات كبيرة وتهديدات إسرائيلية رسمية وغير رسمية بفصل قطاع غزة تمامًا عن الضفة الغربية والقدس، وإحداث حالة من الفراغ، تمهيدًا لضم أراض واسعة من الضفة الغربية لصالح مجلس المستوطنات الإسرائيلية.

وأوضح الباحث الفلسطيني أن هذه المؤشرات الخطيرة تفرض على السلطة الفلسطينية، ورأس النظام السياسي فيها، ضرورة التحرك العاجل من أجل ملء هذا الفراغ.

أخبار ذات علاقة

مع "عزم" عباس زيارة غزة.. هل تتصاعد الأزمة بين السلطة وإسرائيل؟‎

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC