logo
العالم العربي

بعد التشويش على الـ"GPS"..  مطار بيروت معرض لمقذوفات "حزب الله"

بعد التشويش على الـ"GPS"..  مطار بيروت معرض لمقذوفات "حزب الله"
مطار بيروت الدوليالمصدر: رويترز
04 يوليو 2024، 9:45 ص

أصبح مطار رفيق الحريري الدولي في العاصمة اللبنانية بيروت، معرضًا للاستهداف من مقذوفات ميليشيا حزب الله بـ"الخطأ"، بدلًا من توجيهها إلى مواقع إسرائيلية، بعد نجاح "تل أبيب" بالتشويش على نظام تحديد المواقع الـ"GPS"، وتطبيق "Google Maps" في لبنان أو أن يؤدي هذا إلى سقوطها في مكان الإطلاق، بحسب متخصصين تحدثوا لـ"إرم نيوز".

وانتشرت أنباء عن نية لبنان التخلي عن استخدام خرائط "Google Maps" وحجبها، وذلك مع تكثيف عمليات التشويش القادمة من إسرائيل، لكن مصادر مسؤولة في شركة "أوجيرو" للاتصالات الحكومية في لبنان، وهي اليد التنفيذية لوزارة الاتصالات ومشغل البنية التحتية الثابتة في لبنان لتقديم خدمات الصوت والإنترنت وخدمات البيانات، قالت في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، إنه لا توجد نية لدى لبنان لحجب الـ"Google Maps"، مشيرة إلى وجود بحث قائم للاستعانة بنظام آخر معاون لتحديد المواقع.

مع ذلك، لفتت المصادر، أن أي نظام آخر لتحديد المواقع، لن يتوفر فيه التطور الذي عليه تطبيق الـ"Google Maps" في الوقت الحالي.

وأوضح متخصصون في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن الخطر الأكبر القائم يتعلق بأنه في حال عدم مراجعة موقع التوجيه بشكل جيد من جانب "القائمين" في لبنان على إطلاق صواريخ أو مسيرات تجاه إسرائيل، سيذهب هذا "التشويش" بالصواريخ والمسيرات التي تطلق تجاه مواقع في إسرائيل، إلى مطار رفيق الحريري الدولي في العاصمة بيروت.

ويقول المستشار في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المهندس عامر طبش، إن تأثير "التشويش" الذي تعتمده إسرائيل يتسبب في أخطاء تتعلق بتحديد المواقع، ونشاط غير منتظم ومحدد من خلال استخدام تطبيق الـ"Google Maps"، مشيرا إلى أن عملية التشويش تكمن بالتسبب في أخطاء، تخص تحديد الموقع المستهدف، أي أن معظم التوجيهات تذهب فعليا إلى مطار بيروت.

ويفسر طبش، ذلك، قائلا في حديث لـ"إرم نيوز": إن المواقع التي يتم تحديدها عبر التطبيق تتحول عبر "أخطاء" بفعل التشويش، ويكون التوجيه إلى موقع مطار رفيق الحريري، وهذا أيضا يظهر في استخدامات المدنيين في تحركاتهم العادية، بمعنى أن أي شخص في بيروت وما حولها يستخدم الـ"Google Maps"، يظهر موقعه في حال التشويش داخل مطار بيروت الدولي".

ولفت إلى أن "التشويش" الذي تعتمده إسرائيل منذ أكتوبر 2023 عبر فترات متقطعة، أصبحت الآن دائمة على مدار اليوم بشكل كثيف، يؤثر بالدرجة الأولى على الملاحة الجوية والبحرية بشكل مباشرة، وتأثيره خفيف على استخدام خرائط "Google Maps" في تحركات المدنيين، إذ تعتمد في ظل الاستخدام الأخير، بشكل أحادي على الـ"GPS" بتحديد المواقع عن طريق الأقمار الصناعية بدعم أبراج الإرسال المتصل بها الهاتف الذكي لتحديد المواقع.

وتحدث طبش، عن أن عملية دمج المعلومات بـ"Google Maps" التي تتكون من عمليات الإرسال عبر "4G" و"3G"، مع نظام الـ"GPS" تزيد من دقة تحديد الموقع، في حين أنه مع استخدام أحدهما، يجعل الموقع غير محدد بفارق بعد قد يتراوح من 5 إلى 10 أمتار، فضلا عن ميزة قائمة في هذا التطبيق هي حفظ الخرائط على الهاتف دون ضرورة وجود الإنترنت للاطلاع على المواقع التي سجلت من قبل.

فيما يوضح خبير في التواصل الرقمي وتكنولوجيا المعلومات، المهندس بشير التغريني، أن ما يحدث هو تغيير مسار الوصول إلى المواقع عبر "Error" تستعمله إسرائيل، وهو ذاته ما استخدمته روسيا في الحرب الأوكرانية، ويستهدف بشكل كبير طرق "المسيرات" المعادية في ظل مخاوف "تل أبيب" من توجيه "درونز" تستهدفها وأيضا مواجهة أي عمليات "تنصت" من خلال بعض التطبيقات التي تستعمل الـ"GBI".

أخبار ذات علاقة

"التشويش الروسي" يدفع أوكرانيا للتوقف عن استخدام أسلحة أمريكية حديثة

ويشير "التغريني" لـ"إرم نيوز"، إلى أن التشويش الإسرائيلي المستخدم عام وقوي ولا يتأثر به لبنان فقط، بل يطول دولا أخرى محيطة منها الأردن، موضحا صعوبة استبدال لبنان تطبيق "Google Maps"، أو نظام الـ"GPS" بنظام آخر، نظرا لعدة اعتبارات منها أن القمر الصناعي الذي يعتمد عليه لبنان، لا ينطبق عليه، ولا يتناسب معه سوى "google maps".

وأردف: "اللجوء إلى أي نظام آخر، يتطلب أمرا مستحيلا في الوقت الحالي، وهو أن يكون للبنان أمر صناعي خاص به، وحتى إذا حدث ذلك، سيخضع هذا القمر للتشويش الإسرائيلي المعتمد على تقنيات قوية مدعومة من أمريكا، تخضع لتحديث وتطور من حين إلى آخر".

ووصف، ما يحدث من تشويش إسرائيلي، بالانتهاك الصارخ للأعراف والقوانين الدولية، وهذا الانتهاك لا يخص لبنان فقط ولكن يطول بلدانا مجاورة. "وبحسب القوانين الدولية، يجب أن يكون هناك تدخل يمنع ذلك التشويش؛ لأن الأمر يتعلق بشكل أكبر بالسلامة العامة للمدنيين ويعتبر بمثابة عمل إرهابي، ولا يوجد مبرر لإسرائيل، للقيام بذلك تحت أي مسمى" بحسب التغريني.

أخبار ذات علاقة

"تشويش" يعرقل النقل البري والجوي في لبنان

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC