logo
العالم العربي

معادلة صعبة.. إفطار العائلة السورية بخمسة ملايين ليرة والدخل 300 ألف!

معادلة صعبة.. إفطار العائلة السورية بخمسة ملايين ليرة والدخل 300 ألف!
12 مارس 2024، 8:10 ص

 تضاعفت الأسعار في سوريا، منذ رمضان 2023، وحتى اليوم أكثر من 200%. وأصبحت تكلفة إفطار العائلة المكونة من خمسة أشخاص تصل إلى 5 ملايين ليرة طيلة شهر رمضان، بينما راتب الموظف أقل من 300 ألف.

 وقفز سعر كيلو البندورة من 2500 ليرة إلى 8000، والبطاطا من 3000 إلى 8000، والكوسا من 5000 إلى 14 ألفا، والأرز المصري من 8500 إلى 17 ألفا، والبصل من 6000 إلى 8500.

وارتفع لحم الدجاج من 18 ألفاً إلى 50 ألف ليرة للكيلو الواحد، وطبق البيض من 22 ألفا إلى 50 ألفا، ولحم العجل من 59 ألفا إلى 170 ألفا، والغنم من 100 ألف إلى 250 ألفا.



 تفاوت كبير

 ويقول الباحث الاقتصادي الدكتور عابد فضلية لـ"إرم نيوز" إن "تكاليف الإفطار لعائلة من 4 أشخاص لا تقل عن 40 ألفاً للشخص يومياً، أي 4800000 مليون في رمضان. وتكلفة سحور الشخص لا تقل عن 20 ألفاً، أي 80 ألفاً يومياً للعائلة، أي 2400000 مليون ليرة شهرياً، أي أضعاف حجم الراتب".

 وتبدو الحسابات الاقتصادية العلمية عاجزة عن معرفة الطريقة التي سيؤمن بها السوري صيامه ولو بالحد الأدنى.

 ويقول فضلية: "نفترض أن المواطن وعائلته يمكنهم سداد الحد الأدنى من حاجاتهم عبر الجمعيات الخيرية ومساعدات المتصدقين ودافعي الفطرة والزكاة وفدية الإفطار، لكن ذلك لن يكفي لأن عدد المحتاجين كبير جداً".

 وتنشط في دمشق وبقية المدن السورية، مهرجانات التسوق التي تبيع الغذائيات بسعر التكلفة، ورغم ذلك تبقى الأسعار أكبر من استطاعة صاحب الدخل المحدود الذي لا يبقى أمامه سوى اختصار مكونات الإفطار والسحور.

 ويقول فضلية: "سيكون الفطور والسحور بلا مشروبات أو عصائر وبلا حلويات، أو شاي أو تمر هندي وغيره من المشروبات".



 جمعيات خيرية

 وحسب أرقام وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، يبلغ عدد الجمعيات والمؤسسات الخيرية المشهرة في سوريا 1692، وفقاً لمسح عام 2019. لكن المشكلة تكمن في انخفاض عدد المتبرعين وقيمة التبرعات بسبب الحالة الاقتصادية لمجمل الشعب.

 ويضيف فضلية: "لا يمكن حل المشكلة عبر الجمعيات الخيرية، فهي تعاني في تأمين التبرعات الكافية، وهذا أمر طبيعي في ظل انخفاض مستوى الدخل عن جميع المواطنين".

 وكانت المنظمات الدولية تقدم سلالاً غذائية لأعداد كبيرة من المحتاجين في السنوات الماضية، لكنها توقفت بذريعة برودة الجبهات وانتهاء الحرب، رغم تداعياتها الاقتصادية الكثيرة.

 أسواق دمشق

 واضطر المواطن إلى إلغاء الكثير من عاداته الرمضانية، مثل شراء التمر وقمر الدين والسوس والعصائر والحلويات، عدا عن اللحوم بكافة أنواعها. لتغلب على الفطور الأكلات البسيطة.

وتقول أم محمد، وهي تجول في سوق "باب سريجة" الشهير بدمشق: "حرام.. هذه الأسعار المرتفعة، فمن أين يأتي الناس بالمال وكيف سيمضون شهر رمضان؟".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC